إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 27 يوليو 2015

754 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 7 العبيد:


754

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

7 العبيد:

هذا بخلاف إقرار الإسلام للاسترقاق والعبوديّة.. وهو ما يخالف كلّ شعارات حقوق الإنسان ((الزائفة))!

في نقاش دار بيني وبين إحدى الفتيات في أحد المنتديات قلت لها:

إنّ فكرتك عن الحرّيّة في الإسلام وهميّة..

إنّ اسم هذا الدين مأخوذ أساسا من الاستسلام.. فهو دين العبوديّة الخالصة لله.. وهذه هي قمّة الحرّيّة..

لماذا أبادرك بذلك؟؟

لأنّي سأفجّر قنبلة عنيفة حالا!!

إنّ الإسلام لم يأتِ ليحرّر الإنسان بالمفهوم الاجتماعيّ..

ولا يهدم الإسلام عادات المجتمع إلا إذا كانت تخالف عبوديّة الإنسان لله سبحانه..

غير مقتنعة.. صح؟؟

طيّب: أخبريني إذن، وأخبري الغرب بالمرّة، لماذا لم يحرّر الإسلام العبيد تحريما قاطعا نهائيّا، مثلما حرّم الزنا والخمر والربا ووئد البنات وغيرها؟؟

لو لم تفهمي ميزان الحرّيّة في الإسلام، ووزنتِها بميزان الغرب الماديّ، فستصيبك هذه النقطة بشكوك عقيديّة قاتلة!!

ولا داعي للردّ بأنّ الإسلام منح العبيد الكثير من الحرّيّات، ومنحهم كرامتهم الإنسانيّة، وجعل عتقهم كفّارة لكثير من الكبائر في حين جعل استرقاقهم ناتجا عن الحروب فقط..

ولا تقولي أيضا إنّ الإسلام منحهم حقّ المكاتبة، بأنّ يكتب العبد لسيده صكّا بقيمته، فيطلقه سيده ليعمل ويجمع المال فيشتري العبد حرّيته به..

ولا تقولي إنّ الإسلام حضّ على فكّ الرقاب تقرّبا لله وطلبا لفضله..

فما زال السؤال الجوهري:

لماذا لم يحرّم الإسلام كون بعض الناس عبيدا لبعضهم الآخر؟؟؟؟، مع أنّ كلّنا يعرف العبارة التي تقول: لقد جعل الإسلام الناس سواسية كأسنان المشط؟

طبعا هذا ممّا يتعارض مع مفاهيم الحرّيّة في الغرب!!!

وما لا بدّ أنّه سيوقعك في بعض الحيرة..

خاصة أنّ النساء كان لهنّ وضع خاصّ في هذه العبوديّة..

فقد سمح الإسلام لمالكهنّ بجماعهنّ، مهما كان عددهنّ (لا يوجد تقيّد بالعدد 4 مثل الزواج)..

وهو ما سترينه حتما إهانة للزوجات الحرائر والإماء في نفس الوقت!!!

أرجو أن أسمع ردّك حول هذا اللغز ((العجيب)) الذي لا يتّفق مع الحرّيات التي علّمها لنا الغرب!!!

ونصيحة في الختام:

لا تتسرّعي بإلصاق الشعارات الرنّانة بالإسلام، كالحرّيّة والمساواة والإخاء (على فكرة: هذه هي شعارات الثورة الفرنسيّة.. الصهيونيّة!!!!)، فهذه الشعارات لا تتّفق على إطلاقها مع الإسلام.. دين العبوديّة التامّة لله، والامتثال التام للشرع، سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها.

****

ثمّ حاولتُ أن أطرح هذه الإجابة:

لماذا لم يحرّم الإسلام العبوديّة:

لكن.. لماذا نفترض حتميّة تحريمها أساسا؟

إنّ دينا ـ سماويّا أو وثنيّا ـ لم يحرّم العبوديّة..

فلماذا كان على الإسلام بالذات أن يحرّمها؟

***

إنّ العبوديّة شكل من أشكال العلاقات في المجتمع..

وهي ليست أسوأ من الفقر، وتدنّي النسَب والطبقة العائليّة..

فهل كان على الإسلام أيضا أن يحرّم الفقر واختلاف مراتب الطبقات؟

واضح تماما أنّ هذا تفكير مختلّ!

فما جاءت الأديان السماويّة لتقدّم حلولا سهلة ترفع الخاملين والضعفاء إلى مراتب لا يستحقونها (وهو ما فعلته ثورة يوليو بأخذ مال الأغنياء وأراضيهم ومنحها للفقراء بدون مجهود منهم، وإلحاق كلّ من هبّ ودبّ بالتعليم والقطاع العام بدون أيّ كفاءة أو تنافس أو إبداع، ممّا عمل على الإخلال بالحراك الاجتماعيّ، وخراب المجتمع المصريّ من جذوره!)

جاءت الأديان السماويّة لترشد الإنسان لعبادة ربّه، وتحرّر فكره وروحه من الوثنيّة وجسده من الرذيلة..

وهذا لا يحتاج أن يكون الإنسان غنيّا أو ملكا أو حتّى.... حرّا!

بالإضافة لهذا فقد منحت الأديان للفقراء والضعفاء والعبيد حقّ الاحترام والرحمة والتكافل، والمساواة أمام الشرع والقضاء (العدل)..

أمّا المساواة الاجتماعيّة والوظيفيّة، فهي لا تعدو نوعا من اليوتوبيا الفلسفيّة التي لا يمكن أن تتحقّق أبدا.. ولا حتّى في الجنّة، فمنازل الأبرار فيها تختلف!

***

إذن فهل حكم الإسلام على العبيد بالبقاء هكذا للأبد؟

مطلقا..

فقد حضّ على إعتاقهم تقرّبا لله، وجعل إعتاقهم كفارة لعدد من الكبائر، وجعل الابن المستولد للحرّ حرّا وحرّم بيع أمّه.... إلخ..

وفوق هذا فقد منحهم الإسلام حقّ المكاتبة، بأن يشترى العبد حرّيّته من سيده نظير دين مؤجل، فيذهب للعمل لجمع المال ثمّ يعود لتسديده لسيّده..

وهذا حافز هامّ للعمل والاجتهاد لنيل الحرّيّة، يساهم في رفعة المجتمع (وليس كما حدث في مصر حينما وجد المعدمون أنفسهم فجأة أصحاب أرض، دون أدنى مجهود منهم، فتدنّى الشريف ولم يرتفع الوضيع!!.. كانت مجرّد رشوة سياسيّة فجّة، ولو اقترف الإسلام مثلها، لظلّ إلى اليوم مدانا بتملّق العبيد.. وكان الأخ الرفيق ماركس سيصرخ في كلّ مكان: الإسلام أفيون العبيد!!!!!)

***

ثمّ فلنتساءل:

وماذا كان يحدث لو حرّر الإسلام كلّ هؤلاء العبيد فجأة؟

لم يكن ليختلف وضعهم في شيء، فسيضطرون للاستمرار في العمل خَدَما نظرا لصعوبة وضعهم الاجتماعيّ.. وربّما ساهم هذا في شيوع الفوضى في المجتمع (ظلّ زنوج أمريكا مضطهدين لأكثر من قرن بعد تحريرهم، ولم يبدأوا في الحصول على حقوقهم إلا في ستينيّات القرن العشرين، وما زالوا حتّى الآن يعانون من التمييز والفقر والجريمة والمرض والعيش في أحياء متدنّية!!!!)

كما أنّ تحرير عدد كبير من الإماء فجأة كان سيؤدّي لانتشار الفاحشة، فقد كان عدد النساء أكثر بكثير من الرجال (بسبب كثرة الحروب).. فإمّا أن يرفع الإسلام الحدّ الأقصى لعدد الزوجات المسموح به إلى أكثر من أربعة بكثير، وهذا سيخلّ ببناء الأسرة، وإمّا أن تظلّ هاته النسوة بدون زواج (خاصة مع تدنّي منزلتهنّ الاجتماعيّة) ممّا سيدفع غالبيتهنّ للفاحشة (النسب الأكبر للأطفال غير الشرعيين كانت دائما من نصيب نساء الزنوج في أمريكا!!!!!)

***

ولكن.. ألا يجب أن نتساءل أولا:

كيف ولماذا نشأ الرقّ؟

إنّ العبيد موجودون منذ أقدم حضارات الأرض..

وأنا أرى أنّ هذا النظام من أفضل ما جادت به قريحة الشعوب!!

فهدفه أساسا ردع الأمم الأخرى ضدّ الاعتداء على الأرض  والعرض..

فبعد كلّ حرب، كان الأسرى يساقون عبيدا لدى المنتصر.. وبهذا يكون الرقّ:

1-   بديلا لقتلهم.

2-   رادعا لغيرهم ضدّ الاعتداء، وهذا حقنٌ لدماء أطراف كثيرة.

أعتقد أنّ هذا يوضّح تماما لماذا لم تسعَ أيّ ديانة سماويّة أو غير سماوية لإلغاء هذا الرادع.. فهو أفضل مليون مرّة من قتل الأسرى (لاحظ أنّ اتفاقيات تبادل الأسرى تنصّ على أنّ من حقّ الدولة قتل الأسير الذي يعاود محاربتها بعد إطلاقه.. فليس من المعقول أن يصرّ على قتل أبنائها والاعتداء على أرضها، ثمّ يطلق معززا مكرّما كلّ مرّة (هذا لو كان يطلق أصلا!!.. وفتشوا عن المقابر الجماعيّة!!).. أعتقد أنّ الكثيرين سيفضّلون العبوديّة على القتل.. لن يتضح هذا إلا ساعة الإعدام!!!!)

***

وربّما تكن هناك أسباب أخرى كثيرة غائبة عن ذهني الآن..

ومن يدري: ربّما يعود من جديد نظام العبوديّة التاريخيّ في المستقبل القريب.. ونحن نشهد الآن بالفعل عودة الاستعمار، ومؤشّرات حروب عقيديّة طاحنة!

هذا إن لم يكن ما نعيشه فعلا على مستوى المؤسسات والنظم، عبوديّة أشدّ وأنكى!

واقرءوا موضوع:

نحن نعيش أشد عصور العبوديّة إظلاما:

***

لماذا لم يحرّم الإسلام كونَ بعض الناس عبيدا لبعضهم الآخر؟

المؤكّد أنّ ما يقرّره الله عزّ وجلّ ليس فقط أبعد ما يكون عن الخطإ، بل هو أحكم ما يمكن أن يُحكم به.

(أليس الله بأحكم الحاكمين)؟

***

ما أريد أن أصل إليه:

إنّ الإسلام لم يأتِ ليساوي بين أقدار الناس في المجتمع، فهذا يخالف النظام الذي بُنيت عليه الحياة: التفاضل الذي يفضي للتكامل.. (ما هذه الرياضيات؟)

الإسلام جاء ليساوى الناس في عدالة الحكم، وكرامة المعاملة، وحرّية الاعتقاد، والحياة في مجتمعات آمنة فاضلة بعيدة عن الفاحشة..

أمّا الادعاء بأنّ الإسلام جاء ليساوي بين العبد والحرّ، الفقير والغنيّ، الصغير والكبير، الخامل والعامل، الجاهل والعالم، المحكوم والحاكم، المرأة والرجل، من وجهة النظر الاجتماعيّة والدور المحدّد في الحياة، فهذا وهم فاسد ومغالطة بيّنة.

أفلا تتفقون معي إذن أنّ شبهات الغرب على الإسلام بسبب عدم تحريمه للرقّ تحريما قاطعا، وعدم مساواته بين الرجل والمرأة، وترسيخه لاحترام السلطات الأعلى سواء في الأسرة أو المجتمع أو نظام الحكم، هي شبهات ساذجة وغبيّة ولا تثير في متلقيها إلا السخرية!

***

وأخيرا أحبّ أن أذكّركم بالسبب الرئيسيّ للصراع بين الخير والشرّ والإيمان والكفر، الذي يشكّل كلّ أركان حياتنا..

بدأ كلّ ذلك لأنّ مخلوقا متكبّرا لم يفهم  كيف يمكن أن يسجد ـ وهو مخلوقٌ من النار ـ لمخلوق من الطين، امتثالا لأمر خالقهما!

ومنذ هذه اللحظة بدأت معركتنا ولم تنتِه بعد..

فحذار أيّتها النساء أن تتمثّلن خطوات الشيطان ويجرفكنّ التكبّر والغرور لنفس هذا الخطإ الغبيّ!

فلتكن المرأة أفضل من الرجل.. ليس هذا ما يعنينا..

ما يعنينا هو امتثالها لأوامر الله ـ التي وضعها لينظّم علاقتها برجلها ممّا يعمل على تكامل الدورين وتسامى الحياة ـ وهو سبحانه أحكم وأعلم بالأصلح لكليهما فهو خالقهما.








 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق