إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 27 يوليو 2015

711 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 2 أوهام الديمقراطيّة 2 أثر الدعاية الحكومية على الرأي العام للمجتمع قراءة من كتاب "هيمنة الإعلام" لـ (نعوم تشومسكي) (منقول من المنتديات)


711

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية

2 أوهام الديمقراطيّة

2 أثر الدعاية الحكومية على الرأي العام للمجتمع

قراءة من كتاب "هيمنة الإعلام" لـ (نعوم تشومسكي)

(منقول من المنتديات)



تاريخ الدعاية المبكر:

يقول المفكر الأمريكي الشهير (نعوم تشومسكي) في كتابه "هيمنة الإعلام":

"إن دعاية الدولة، عندما ترعاها الطبقات المثقفة، وعندما لا يسمح بالانحراف عنها، تستطيع تحقيق نتائج كبيرة".

ومثّل على ذلك بعملية الدعاية الحكومية التي أطلقها الرئيس الأمريكي (وودرو ويلسون) الذي انتخب عام 1916 والتي كانت تحت شعار "سلام بدون انتصار".. وقد كان يهدف من هذه الحملة إلى تحويل الشعب الأمريكي الذي كان نزاعا إلى الهدوء وعدم التورط في الحرب العالمية الأولى، إلى شعب هستيري يتاجر بالحرب ويروج لها.. وقد نجحت هذه العملية أيما نجاح في غضون ستة أشهر.

ويقول (تشومسكي):

"إن من بين الذين أسهموا بنشاط وحماس في حرب ويلسون، المفكرون التقدميون، والدائرون في فلك (جون ديوي)، والذين يفتخرون بأنهم بينوا للناس أن من يطلق عليهم "أعضاء المجتمع الأكثر ذكاء" ـ ويقصدون أنفسهم ـ استطاعوا دفع الشعب إلى الحرب رغم عزوفه عنها، وذلك بفضل تخويفه وإرهابه وإثارة النزعة الشوفينية لديه".

ويذكر (تشومسكي) أن الوسائل التي استخدمت في هذه الدعاية كانت متعددة وواسعة النطاق.. فيقول:

"من ذلك على سبيل المثال، اختلاق قدر كبير من الأعمال الوحشية التي ارتكبها الألمان، ومن صور الأطفال البلجيكيين الذين مزقت أذرعهم، ومن كل أنواع الأمور المروعة التي ما زال المرء يقرؤها في كتب التاريخ".

ويواصل (تشومسكي) فيقول:

"معظم تلك الأحداث اختلقتها وزارة الدعاية البريطانية، التي كان التزامها حينذاك ـ كما تقرر في مداولاتهم السرية ـ "توجيه تفكير معظم العالم ".. ولكنّ ما كانوا يسعون إليه بحسم، هو الهيمنة على تفكير المزيد من المفكرين في المجتمع الأمريكي".

وفي النهاية، يقول (تشومسكي):

"تعلم هتلر وسواه ذلك الدرس، وما زال يُتّبع حتى يومنا هذا.



تعليق من كاتب المقال:

بعد قراءتي لهذا الفصل من كتاب تشومسكي "هيمنة الإعلام"، تذكرت عالمنا العربي في العقود الثلاثة الأخيرة. كيف كانت الكثير من الأحداث التي كانت تمرر إلى الإعلام وتبدو بريئة وصادقة، يكمن خلفها ذلك الدهاء والخبث الذين انطلقا اعتمادا على هذا الدرس الإعلامي الذي شرحه لنا تشومسكي.

"خطر القومية العربية".. "مذهب الحركة الوهابية".. "دحر الشيوعية".. "الرابطة الإسلامية".. "إلغاء الملكيات".. "تصدير الثورة الإسلامية".. "خطر صدام".. "الجهاد (الإرهاب)".. "تحرير العراق".. "الحريات وحقوق الإنسان".. "الديموقراطية".. إلخ...



ديمقراطية المشاهدين:

يقول (تشومسكي):

"الدعاية لدى الديمقراطية، كالهراوة لدى الفاشية".

أي أن فن الدعاية الإعلامية ـ فن استخدام وسائل الإعلام في صناعة الرأي العام للشعب ـ في الأنظمة الديمقراطية، هو كالاستبداد وإرغام الناس على رأي السلطة الحاكمة بالقوة، واستخدام وسائل الردع للناس في الأنظمة الفاشية والشمولية والعسكرية.

يقول (تشومسكي):

"تتضمن الديمقراطية وظيفتين: الوظيفة التنفيذية التي يقوم بها مسئولون من طبقة متخصصة، أي أنهم يفكرون ويخططون ويفهمون المصالح العامة.. ووظيفة الرعاع، وهي مشاهدة ما يجري دون المشاركة فيه.. بيد أن لهم وظيفة أكثر من ذلك بفضل وجودهم في إطار الديمقراطية.. إذ يتاح لهم بين الفينة والأخرى أن يلقوا بثقلهم إلى جانب عضو أو آخر من أعضاء الطبقة المتخصصة.. وبعبارة أخرى، يتاح لهم القول: "نريدك زعيما لنا".. ذلك أن الدولة التي يعيشون فيها ديمقراطية، وليست شمولية فاشية... لكن ما إن ينتهوا من مهمة إلقاء ثقلهم إلى جانب هذا العضو أو ذاك من الطبقة المتخصصة، حتى يعودوا إلى وضعهم الطبيعي كمشاهدين لما يجري، وليسوا مشاركين فيه!!".

ويواصل (تشومسكي) قوله:

يكمن خلف هذه الديمقراطية نوع من المنطق.. بل هناك مبدأ أخلاقي ملزم وراءها، يتمثل في أن جماهير الشعب غبية جدا، بحيث لا تفهم الأمور، وإذا ما ساهموا في إدارة شؤونهم فإنهم يحدثون اضطرابا وإشكالات.. ولهذا، يعُدّ السماح لهم بإدارة شؤونهم أمرا غير أخلاقي.. وعلينا أن نروّض هؤلاء الرعاع.. وهذا منطق مماثل للمنطق القائل: إنه من غير المناسب أن ندع طفلا في الثالثة من عمره يركض في الشارع، إذ أنك هنا لم تمنح ذلك الطفل حريته، لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع هذه الحرية. وهكذا، لا ينبغي السماح للرعاع بالمشاركة في العمل، لأنهم سيخلقون المشاكل، لا أكثر.. وهكذا نحن بحاجة إلى وسيلة لترويض هؤلاء الرعاع.. تلك الوسيلة هي الثورة الجديدة في فن الديمقراطية: صناعة القبول".

ويواصل (تشومسكي):

"تقوم الطبقة السياسية وصنّاع القرار بتزويد الرعاع بإحساس ما بالواقع، يُمكن تحمّله، على الرغم من أنه لا بد من غرس المعتقدات الملائمة في عقولهم.. وما عليك إلا أن تتذكر أن هناك مقولة لم تُذكر هنا، والتي ينبغي أن يخفيها المسئولون حتى عن أنفسهم، وهي ذات صلة بالسؤال عن كيفية وصولهم إلى الموقع الذي يخوّلهم السلطة واتخاذ القرار. إنهم يصلون إلى ذلك الموقع، بالطبع، بفضل تقديم خدمات لذوي السلطان الذين يملكون المجتمع.. وإذا ما تقدم المتخصصون وقالوا: "بإمكاننا خدمة مصالحكم" يصبحون عندئذ جزء من المجموعة التنفيذية".

وهنا فقرة مهمة يتكلم عنها (تشومسكي):

"وعليك أن تحافظ على الهدوء.. بمعنى أن عليهم أن يغرسوا فيهم معتقدات ومبادئ تخدم مصالح السلطة الخاصة.. وما لم يتقنوا تلك المهارة، لن يكونوا جزءًا من الطبقة المتخصصة.. ولهذا لدينا نوع واحد فقط من الأنظمة التعليمية التربوية يوجه إلى طبقة المتخصصين، الذين ينبغي أن يُشَرَّبوا معتقدات ومصالح السلطة الخاصة وسلسلة الدولة المترابطة والمشتركة التي تمثل هذه السلطة.. فإن أفلحوا في ذلك يصبحوا عندئذ جزءًا من طبقة المتخصصين.. أما بقية الرعاع، فلا بد من تشتيت انتباههم واهتماماتهم، وتحويلها إلى أمر آخر، وإبقائهم بعيدا عن الإشكالات.. ولا بد من التأكد من بقائهم مشاهدين للعمل، يلقون من حين إلى حين بثقلهم إلى جانب هذا أو ذاك من الزعماء الحقيقيين الذين ربما يختارونهم في الانتخابات.. ويقول (وينهولد نيبور) ـ المرشد الديني لجورج كينان والمفكرين الكنديين: "إن العقلانية مهارة ضيقة ومحدودة جدا.. إذ لا يتمتع بها سوى قلة قليلة من الناس.. فمعظم الناس تُوجّههم النوازع والعواطف.. والذين يتمتعون منا بالعقلانية، عليهم أن يبتدعوا أوهاما ضرورية، وأن يفرطوا في تبسيط الأمور تبسيطا قويا وعاطفيا من أجل إبقاء البسطاء السذج ضمن السياق تقريبا".

وأخيرا، يقول (تشومسكي):

"من السهل القيام بذلك ـ يقصد كل ما سبق شرحه من الهدف من نظرية صناعة القبول ـ في الدول التي تدعى شمولية دكتاتورية أو عسكرية، هذه الأيام.. إذ ما عليك إلا أن ترفع الهِراوات فوق رؤوسهم، وإن خرجوا عن الخط، تحطم الهراوات على رؤوسهم.. ولكن بما أن المجتمع قد أصبح أكثر حرّيّة وديمقراطية، لن يكون بمقدورك فعل ذلك.. ولهذا، عليك أن تلجأ إلى تقنية الدعاية.. المنطق واضح!".



في ضوء هذا يتساءل صاحب المقال:

لا أدري، هل أستفيد مما ذكره (تشومسكي) أن الديمقراطية ما هي إلا وسيلة إنسانية ومحافظة على كرامة الإنسان لقيادة دفة المجتمع، بينما السياسة العامة للدولة ـ الخارجية والداخلية ـ لا تختلف من دولة ديمقراطية إلى دولة دكتاتورية؟

هل أستطيع أن أقول إن الديمقراطية قد مَرّست الطبقات المثقفة والمتخصصة وحنّكتهم في مسائل سياسة الجماهير ـ سواء الجماهير المحليين أو العالميين؟

هل أفهم أن أحد أهم الأسباب لتفوق الولايات المتحدة هو تفوق علماء سياسة الجماهير عندهم؟








 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق