إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 30 أبريل 2014

1344 قصة الحضارة ( ول ديورانت ) قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلت -> الملكة العظيمة -> إليزابث والبيوريتاني 7- إليزابث والبيوريتانيون (المتطهرون)




1344


قصة الحضارة ( ول ديورانت )

 قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلت -> الملكة العظيمة -> إليزابث والبيوريتاني

7- إليزابث والبيوريتانيون (المتطهرون)


لم تنتصر إليزابث على العدو الذي كان من الواضح أنه أشد ضعفاً، وهم حفنة من البيوريتان. وكانوا رجالاً أحسوا تأثير كلفن، وكان بعضهم قد زار جنيف في أيامه بوصفهم لاجئين مريميين، وقرأ كثيرون الإنجيل الذي ترجمه وزوده بالملاحظات والتعليقات جماعة من أتباع كلفن بجنيف، وكان بعضهم قد سمع أو قرأ عن نفخات بوق جون نوكس (واعظ ومصلح ديني بروتستانتي اسكتلندي في القرن 16)، وربما كان بعضهم قد سمع أصداء حركة ويكلف وأتباعه "القساوسة الفقراء". وقد اتخذوا من الإنجيل دليلاً لا يخطئ، فلم يجدوا فيه شيئاً عن السلطات الأسقفية والملابس الكهنوتية التي نقلتها إليزابث عن الكنيسة الرومانية إلى الكنيسة الأنجليكانية، بل إنهم على النقيض من ذلك وجدوا كثيراً عن المشايخ (الكهنة) الذين لم يكن لهم سيد أو ملك غير المسيح، واقروا بأن إليزابث رأس الكنيسة في إنجلترا، لا لشيء إلا لغل يد البابا، ولكنهم في أعماق قلوبهم، رفضوا أية رقابة من الدولة على الكنيسة، وتمنوا أن تكون لديانتهم الرقابة على الدولة. وبدئ حوالي 1564 بتسميتهم "البيوريتانز" (المتطهرون) وهو لفظ أسيء استخدامه، لأنهم طالبوا بتطهير المذهب البروتستانتي الإنجليزي من كل الطقوس والعبادات غير الواردة


في العهد الجديد- الإنجيل. واستمسكوا كل الاستمساك بنظريات القضاء والقدر، والاصطفاء، واللعنة الأبدية، وأحسوا أنه لا مهرب من الجحيم إلا بإخضاع كل ناحية من نواحي الحياة للدين والأخلاق. وكلما قرءوا الإنجيل في أيام الأحد المقدسة المهيبة في بيوتهم، كاد أن يتوارى شكل المسيح أمام الرب الحقود المحب للانتقام "يهوه" الوارد ذكره في التوراة (إشارة إلى تشددهم وقسوتهم).
وبدأت حملة البيوريتانز على إليزابث في الظهور (1569) عندما ألحت محاضرات توماس كارتريت أستاذ اللاهوت في كمبردج، على أوجه التناقض بين نظام المشيخية في الكنيسة المسيحية القديمة والكيان الأسقفي في الكنيسة الرسمية الأنجليكانية. وأيد كثيرون في الكلية كارتريت، ولكن جون وتجفت Whitgift رئيس كلية ترنتي، أبلغ الملكة بما كان من أمر كارتريت ووشى به لديها، وحصل على موافقتها، على فصله من هيئة التدريس (1570). وهاجر كارتريت إلى جنيف حيث نهل-تحت رياسة تيودور دي بيز De Beze- أصول التيوقراطية الكلفنية في أقوى صورها. ولدى عودته إلى إنجلترا، أسهم مع والتر ترافرس وآخرين في صياغة فكرة البيوريتانز عن الكنيسة. ومن رأيهم أن السيد المسيح كان قد استن أن يعهد بالسلطة الكنسية إلى الكهنة وكبار السن من العلمانيين، كل أولئك تنتخبهم كل أبرشية ومديرية ودولة. وتقرر الهيئة المشكلة على هذا النحو، المذهب والطقوس والقانون الأخلاقي، بما يتسق مع ما جاء في الكتاب لمقدس. وكان ينبغي أن يكون لهم حق الدخول إلى كل بيت، والسلطة التي يفرضون بها الالتزام "بالحياة الربانية أو بأوامر الرب ونواهيه"، ومن حيث المظهر الخارجي على الأقل، كما يكون لهم الحق في حرمان المتمردين من الكنيسة، والحكم بإعدام الهراطقة. وكان على القضاة المدنيين أن ينفذوا هذه المراسيم التنظيمية، على ألا يكون أي سلطان قضائي روحي بأي شكل من الأشكال(80).
وأسست أول أبرشية إنجليزية على هذه المبادئ في واند زورث Wandswirth في 1572، وقامت كنائس (مشيخيات) مماثلة في المقاطعات الشرقية والوسطى. وفي هذا الوقت كانت أغلبية البروتستانت في لندن وفي مجلس العموم من البيوريتانز.


واستحسن الحرفيون في لندن، الذين تسربت إليهم بقوة مبادئ كلفن، عن طريق اللاجئين الكلفنيين من فرنسا والأراضي الواطئة- نقول استحسن هؤلاء الحرفيون، هجوم البيوريتانز على النظام الأسقفي وعلى الطقوس. ونظر رجال الأعمال في العاصمة إلى البيوريتانية على إنها حصن منيع للبروتستانتية ضد الكاثوليكية التي لا تنظر بعين الرضا بصفة تقليدية إلى "الربا" وإلى الطبقة المتوسطة. وكان كلفن "صارماً" بعض الشيء في نظرهم ولكنه كان قد أقر "الفائدة" واعترف بمزايا الصناعة والادخار، وحتى المقربون إلى الملكة وجدوا بعض الخير لهم في البيوريتانية، بل أن سيسل ولستر، وولسنجهام ونولليس راودهم الأمل في أن يستخدموها سيفاً يشهرونه في وجه الكنيسة الكاثوليكية إذا وصلت ماري ستيوارت إلى عرش إنجلترا(81).
ولكن إليزابث أحست بان الحركة البيوريتانية تهدد كل التسوية التي دبرتها لتهدئة الصراع الديني، وارتأت أن الكلفنية شبيهة بنظرية جون نوكس الذي لم تغفر له الملكة قط احتقاره لحكم النساء. واحتقرت النظريات البيوريتانية المتشددة من كل قلبها، وربما إلى حد أكبر من كراهيتها للكاثوليكية، وكان لها ولع قديم بصورة المسيح المصلوب، وغيرها من الصور الدينية، وعندما دمرت الثورة ضد الصور المقدسة اللوحات والتماثيل والزجاج الملون في أوائل حكمها(82)، قدمت التعويضات إلى ضحايا الثورة، وحظرت اقتراف مثل هذا العمل في المستقبل(83). ولم تكن تهتم بالتفاصيل الدقيقة في كلامها، ولكنها استاءت من الوصف الذي نعت به أحد البيوريتانيين "كتاب الصلوات بأنه نفاية مأخوذة من الأقذار البابوية: كتاب القداس"، وما نعت به محكمة اللجنة العليا من أنها "خندق بغيض صغير(84)". كما رأت الملكة في الانتخاب العام للكهنة وفي الحكومة الكنسية عن طريق المشايخ والمجالس الكنسية المستقلة عن الحكومة، شيئاً من النظام الجمهوري الذي يهدد الملكية. ورأت أن سلطتها فحسب هي التي يمكن أن تبقي على البروتستانتية في إنجلترا، أما الاقتراع فيؤدي إلى عودة الكاثوليكية.
وشجعت الأساقفة على التنكيل بمثيري الفتنة، فأوقف رئيس الأساقفة باركر مطبوعاتهم، وأخرس ألسنتهم في الكنائس، ومنع اجتماعاتهم. وكان رجال الدين



البيوريتانز ينظمون اجتماعات للمناقشة العامة في نصوص الكتب المقدسة، فأصدرت إليزابث أمرها إلى باركر بوضع حد لهذه "المواعظ" ففعل. وحاول خلفه أدموند جرندال أن يحمي البيوريتانز، ولكن إليزابث أوقفته عن العمل. ولما مات (1583) عينت في منصب رئيس أساقفة كنتربري، قسيسها الجديد، جون وتجفت Whitgift الذي نذر نفسه لإخراس ألسنة البيوريتانز. وطلب إلى جميع رجال الدين الإنجليز أن يؤدوا قسماً بقبول "المواد التسع والثلاثين"، وكتاب الصلوات، والسيادة الدينية للملكة، واستدعى كل المعارضين للمثول أمام محكمة اللجنة العليا، وهنا تعرضوا لتحقيق تفصيلي ملح عن سلوكهم ومعتقداتهم، إلى حد أن سيسل وازن بين هذا الإجراء وبين محاكم التفتيش(85).
وازدادت حدة الثورة البيوريتانية، وانشقت أليه ذات عزم أكيد عن حظيرة الكنيسة الأنجليكانية، وعقدت مجامع مستقلة لانتخاب الكهنة الخاصين بها، ولم تعترف بأية رقابة أو سيادة أسقفية. وفي 1581 أقلع إلى هولندة روبرت براون-وكان تلميذ كارتريت (ثم أصبح عدواً له فيما بعد)، وأول لسان ناطق باسم هؤلاء "المستقلين" أو "الانفصاليين" أو "الأبرشانيين" (الذين يقولون بالاستقلال الذاتي لكل أبرشية)، وهناك نشر كراستين صاغ فيهما دستوراً ديموقراطياً للمسيحية نص فيه على أنه يجب أن يكون لأية جماعة مسيحية الحق في أن تنظم عبادتها، وتشكل عقيدتها على أساس الكتاب المقدس، وتختار رؤساءها وقادتها وتحيا حياتها الدينية متحررة من أي تدخل أجنبي، ولا تعترف إلا بحكم الكتاب المقدس، وسلطان المسيح، وقبض في إنجلترا على أثنين من أتباع براون واتهما بالطعن في السيادة الدينية للملكة، وشنقا (1583).
وفي الحملات الانتخابية لبرلمان 1586 شن البيوريتانز حرباً خطابية على كل مرشح غير متعاطف مع مبادئهم. ودمغ مثل هذا الشخص بأنه "مقامر، مدمن على الخمر، كما وصم آخر بأنه "أقرب إلى البابوية أو الكثلكة، قلما يأتي إلى كنيسته وانه داعر خليل للبغايا "وتلك كانت أيام الكلام القوي الحاسم. وعندما اجتمع البرلمان قدم جون بنيري التماساً لإصلاح الكنيسة، واتهم الأساقفة بالمسئولية عن مفاسد رجال


الدين وعن الوثنية الشائعة. وأمر وتجفت باعتقاله، ولكن سرعان نا أفرج عنه. وتقدم أنطوني كوب Cobe بمشروع قانون بإلغاء الكنيسة الرسمية الأسقفية برمتها وإعادة تنظيم المسيحية الإنجليزية على أساس الخطة المشيخية (على أساس الانتخاب). وأصدرت إليزابث أمرها إلى البرلمان بعدم عرض مشروع القانون هذا للمناقشة. وأثار بيتر ونتورث موضوع الحرية البرلمانية، وأيده أربعة آخرون من الأعضاء. فما كان إليزابث إلا أن زجت بالخمسة جميعاً في السجن في برج لندن.
ولما خاب فأل البيوريتانز في البرلمان، انصرف بنري وآخرون إلى المنشورات، وتخلصا من رقابة وتجفت الشديدة على المطبوعات، وأغرقوا إنجلترا (1588-1589)، بوابل من الكراسات المطبوعة سراً، وكلها ممهورة بتوقيع "Martin Marprelate Gentleman" هاجموا فيها سلطة الأساقفة وخلقهم الشخصي في نقد لاذع بذيء ممتلئ بالسباب. وبث وتجفت واللجنة العليا كل أجهزة التجسس للكشف عن المؤلفين والطابعين. ولكن هؤلاء كانوا ينتقلون من بلا إلى آخر، وساعدهم تعاطف الجمهور معهم على الإفلات من أيدي الجواسيس حتى أبريل 1589. واستخدم الكتاب المحترفون-مثل جون ليلي، وتوماس ناش-في الرد على مارتن (صاحب التوقيع) ونافسوه أيما منافسة في البذاءة. وأخيراً، وعندما نفدت لغة السوقة، خفت حدة الشتائم والتراشيق، ورثى الرجال المعتدلون لامتهان المسيحية على هذا النحو والانحدار بها إلى فن للمهاقرة والقدح.
وآلمت هذه النشرات الملكة أشد الإيلام فأطلقت يد وتجفت في كبح جماح البيوريتانز. ولقد عثر على من تولوا طبع Marprelate، وزاد عدد المقبوض عليهم، وتلا ذلك تنفيذ الإعدام، وصدر الحكم بإعدام كرتريت، ولكن الملكة أصدرت عفواً عنه. وفي 1593 شنق اثنان من زعماء "حركة براون"، هما جون جرينلند وهنري بارو، وسرعان ما لحق بهما جون بنري. وأصدر البرلمان (1593) قانوناً ينص على أن كل من يعترض على السيادة الدينية للملكة، أو يتغيب عمداً عن الصلوات في الكنيسة الأنجليكانية، أو يشهد "اجتماعات أو صلوات سرية غير مشروعة أو لقاءات تحت ستار ممارسة العقيدة أو ادعاء لممارستها" يعاقب بالسجن-


فإذا لم يتعهد بالتزام العقيدة الرسمية، عليه أن يغادر إنجلترا دون رجعة، وإلا كان جزاءه الموت(86).
وعند هذا الحد، وسط هذا العنف البالغ والاضطراب الشديد، ارتفع قس متواضع بموضع النزاع إلى مستوى الفلسفة والتقوى والنثر الرائع. وكان ريتشارد أحد أثنين من رجال الدين عهد إليهما بإقامة الصلوات في معبد لندن، أما الثاني فهو والتر ترافرس؛ صديق كارتريت. وفي موعظة الصباح دافع هوكر عن سيادة إليزابث الدينية، وفي المساء انتقد ترافرس حكومة الكنيسة من وجهة نظر البيوريتانز، ووسع كل منهما عظته حتى صارت كتاباً. ولما كان هوكر يكتب أدباً كما يكتب اللاهوت، فقد توسل إلى أسقفه أن ينقله إلى بيت ريفي هادئ. ومن ثم فإنه في بسكوم Boscombe ولتشير أكمل الأجزاء الأربعة الأولى من مؤلفاته "قوانين الدولة الكنسية" (1594)، وبعد ذلك بثلاثة أعوام، في Bishopsbourne أرسل الكتاب الخامس إلى المطبعة، وهناك في سنة 1600 قضى نحبه، وهو في سن السابعة والأربعين.
ولقد أدهشت إنجلترا "قوانينه" بالوقار الهادئ غير المتحيز الذي اتسمت به مناقشته وحججه، والعظمة الرنانة التي تميز بها أسلوب كتبه الذي كاد أن يكون لاتينياً. وامتدحه الأسقف ألن بأنه خير كتاب أخرجته إنجلترا. وأثنى عليه البابا كليمنت الثامن لفصاحته وغزارة علمه. وقرأته إليزابث شاكرة ممتنة على أنه دفاع مجيد عن حكومتها الدينية. وسكن روع البيوريتانز لما رأوا من الوضوح المهذب في لهجته. وتلقته الأجيال بوصفه مجاملة نبيلة للتوفيق بين الدين والعقل، وأدهش هوكر معاصريه بتسليمه بأن البابا نفسه يمكن تخليصه. وأذهل هوكر رجال اللاهوت بتصريحه بأن "توكيد ما نؤمن به بكلمة الرب ليس مقنعاً لنا قدر الاقتناع بما ندركه بالعقل(87)" وأن موهبة التعليل والتعقل، إن هي إلا هبة وإلهام من عند الله.
بنى هوكر نظريته في "القانون" على فلسفة العصور الوسطى التي صاغها توماس الأكويني، وسبق نظرية "العقد الاجتماعي" التي جاء بها هويز ولوك. وبعد أن أبرز ضرورة التنظيم الاجتماعي ونعمته، جادل في أن الاشتراك الاختياري


في مجتمع يتضمن قبول الحكم بقوانينه، ولكن المنبع الأساسي للقوانين هو الجماعة نفسها. وقد يصدر الملك أو البرلمان القوانين بوصفه مفوضاً أو ممثلاً للجماعة فحسب. "إن القانون يصنع الملك، وان أية منحة أو منة من الملك تتعارض نع القانون عقيمة لا قيمة لها.... ومن أجل الرضا السلمي من جانب الطرفين، تبدو موافقة المحكومين ضرورية... وليست القوانين هي تلك التي لم يجعل منها الاستحسان العام قوانين(88)". وأضاف هوكر نبذة ربما أزعجت شارل الأول:
إن برلمان إنجلترا، مع المجمع الكنسي الذي انضم إليه، هو الأساس الذي تعتمد عليه كل حكومة في هذه المملكة. بل انه جسم المملكة بأسرها، انه ينتظم الملك وكل رعاياه على هذه الأرض، لأنهم موجودون جميعاً هناك بأشخاصهم، أو انهم فوضوه مختارين(89).
وبدا الدين في نظر هوكر جزءاً لا يتجزأ من الدولة، لأن النظام الاجتماعي، ومن ثم الازدهار المادي نفسه، يعتمدان على التنظيم الأخلاقي الذي ينهار إذا لم يغرسه الدين ويدعمه. ولذلك ينبغي على كل دولة أن توفر التعليم الديني لشعبها. وقد يشوب الكنيسة الأنجليكانية بعض الشوائب. ولكن هذا هو ما ينتظر من أية نظم يقيمها بنو آدم أو يعملون بها. "إن هذا الذي يجوب الآفاق ليقنع الناس بأنهم ليسوا كما ينبغي أن يكونوا عليه، من أوضاع مرضية، لن يعوزه من ينصتون إليه ويتعاطفون معه، لأنهم يعرفون النقائص البشرية التي تتعرض لها حكومة أيا كان نوعها. أما العوائق والصعاب الخفية التي تحصى والتي لا يمكن تفاديها في مجريات الأمور العامة، فليس من المألوف أن يكون لأي الناس من التمييز والعقل ما يمكنهم من النظر إليها وتقديرها(90)".
وكان منطق هوكر غير مباشر بدرجة كان معها غير مقنع كما كان علمه تقليدياً قديماً بحيث لم يواجه قضايا عصره، كما كان يلتزم الحذر والتحفظ إلى حد شكر معه النظام وامتدحه فلم يدرك اللهفة على الحرية. وأقر البيوريتانز بفصاحته، ولكنهم ساروا في طريقهم واضطروا إلى الخيار بين وطنهم وعقيدتهم، فهاجر كثير منهم، مؤلبين الحركة البروتستانتية في القارة على إنجلترا، ورحبت هولندة بهم وقامت

المجامع الإنجليزية في مدلبرج وليدن وأمستردام، وهناك عمل المنفيون وذرياتهم بجد وعملوا ووعظوا وكتبوا، وبذلك مهدوا الطريق في شغف هادئ لانتصاراتهم في إنجلترا وتوفيقهم في أمريكا.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق