إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

1329 قصة الحضارة ( ول ديورانت ) قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> معارضة الإصلاح البرو -> الكنيسة والإصلاح -> المصلحون البروتستنت الكتاب الخامس معارضة الإصلاح البروتستنتي 1517 - 1565 الفصل الثامن والثلاثون الكنيسة والإصلاح 1517 - 65 1- المصلحون البروتستنت الإيطاليون





1329


قصة الحضارة ( ول ديورانت )

 قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> معارضة الإصلاح البرو -> الكنيسة والإصلاح -> المصلحون البروتستنت

الكتاب الخامس


معارضة الإصلاح البروتستنتي


1517 - 1565


الفصل الثامن والثلاثون


الكنيسة والإصلاح


1517 - 65


1- المصلحون البروتستنت الإيطاليون


ما كان المرء ليتوقع أن يجد في إيطاليا الوثنية مناخاً، المشركة بنية، المحبذة لإيمان لطيف فنان، الآهلة بالقديسين الخالدين تنتقل صورهم-سواء المرهبة منها والمحبوبة-كل سنة بين الشوارع، المثرية بفضل الذهب الذي يبعث به إلى الكنيسة العديد من الدول التابعة-نقول إن المرء ما كان ليتوقع أن يجد في بلد كهذا رجالاً ونساءً آلوا على أنفسهم أن يغيروا هذا الإيمان الجميل المقدس-ولو لقوا دون هذا حتفهم أحياناً-بعقيدة كابية ندها السياسي هو كره أمم الشمال أن تسمن إيطاليا بعائدات تدينها. ومع ذلك فقد ظهر في كل مكان بإيطاليا أناس شعروا بالمفاسد التي حطت من قدر الكنيسة شعوراً أحد وأصدق حتى من شعور الألمان أو السويسريين أو الإنجليز. وكانت الطبقات المتعلمة تطالب في إيطاليا أكثر منها في أي بلد آخر بتحرير العقل من الولاء للأساطير التي سحرت الجماهير وسيطرت عليها حتى ولو كان هذا الولاء ظاهرياً، هذا مع أن هذه الطبقات المتعلمة كانت تتمتع فعلاً بقسط من حرية التعليم والتفكير.
ظهرت بعض كتابات لوثر في أكشاك الكتب بميلانو في عام 1519، وبالبندقية في عام 1520. واجترأ راهب في كاتدرائية القديس مرقس نفسها (بالبندقية) على التبشير بتعاليم لوثر. وكتب الكردينال كارافا إلى البابا كلمنت السابع (1532) يقول إن الدين هبطت أسهمه



في البندقية، وإن القليلين جداً من البنادقة يراعون الأصوام أو يجلسون على كرسي الاعتراف. وإن كتب الهرطقة رائجة هناك. ووصف كلمنت نفسه البدعة اللوثرية بأنها واسعة الانتشار بين صفوف الكهنة والعلمانيين في إيطاليا، وفي عام 1535 زعم المصلحون الدينيون الألمان بأن لهم ثلاثين ألفاً من الأتباع في موطن الكنيسة الكاثوليكية(1).
كانت أرفع السيدات مقاماً في فرارا بروتستنتية غيوراً. فقد تشربت رينيه ابنة لويس الثاني عشر الأفكار الجديدة من مارجريت النافارية من جهة، ومن مربيتها مدام سوبيز من جهة أخرى. وجاءت الأميرة بهذه السيدة معها حين تزوجت (1528) من إركولي دستي، الذي أصبح (1534) ثاني دوق بهذا الاسم يحكم فرارا. وزارها كالفن هناك (1536) وزاد معتقداتها البروتستنتية قوة وحدة. ووفد عليها كليمان مارو، ثم أوبير لانجيه الفقيه الهيجونوتي. وتلقاهم إركولي جميعاً بأسلوب النهضة المهذب إلى أن صاح أحدهم خلال عبادة الصليب في يوم السبت المقدس (1536) "idolatria!" (أي عبادة أوثان!)، وهنا سمح إركولي لمحكمة التفتيش باستجوابهم. فهرب كالفن ومارو، أما الباقون فيلوح أنهم نجوا بعد أن أكدوا سلامة عقيدتهم. ولكن رينيه جمعت بعد عام 1540 حاشية بروتستنتية جديدة وانقطعت عن حضور الصلوات الكاثوليكية. وهدأ إركولي ثائرة البابا بنفيها إلى فيلا الدوق في كونساندولو على نهر بو، ولكنها أحاطت نفسها هناك أيضاً بالبروتستنت، ونشأت بناتها على المذهب الإصلاحي الجديد. ولما خشي إركولي أن تصبح بناته البروتستنت بياذق عديمة القيمة في شطرنج الزيجات السياسية نقلهن إلى دير للراهبات. وأخيراً سمح لمحكمة التفتيش بتوجيه الاتهام إلى رينيه وأربعة وعشرين شخصاً من بيتها. فدينت بالهرطقة وحكم عليها بالسجن المؤبد (1554). وهنا أعلنت إنكارها للهرطقة، وتناولت القربان المقدس، وأعيدت إلى حظيرة الدين



والسياسة(2)، ولكن آرائها الحقيقية وجدت تعبيراً صامتاً في تلك العزلة الحزينة التي أنفقت فيها سني عمرها الأخيرة. وبعد موت إركولي (1559) عادت إلى فرنسا، حيث جعلت من بيتها في مونتارجي ملاذاً يحتمي به الهيجونوت.
كذلك مرت مودينا بلحظة بروتستنتية مثيرة، وكانت هي أيضاً تحت حكم إركولي. وذلك أن أكاديمية العلماء والفلاسفة فيها سمحت بقسط كبير من حرية النقاش. واشتبه في هرطقة بعض رجالها ومنهم جابرييلي فاللوبيو تلميذ فيساليوس وخليفته. وكان راهب سابق يدعى باولو ريتشي يندد بالبابوية صراحة في عظاته. وراح الناس يناقشون الأفكار اللوثرية في الحوانيت والميادين والكنائس. وقبض على ريتشي وآخرين. وبسط الكاردينال سادوليتو حمايته على الأكاديميين بحجة أنهم موالون للكنيسة وأن من الواجب إطلاق البحث لهم بوصفهم علماء(3). وقنع البابا بولس الثالث بتوقيعاتهم على اعتراف بالإيمان، ولكن إركولي فض الأكاديمية (1546)، وأعدم لوثري عنيد في فرارا (1550). وفي عام 1567، حين عنفت الرجعية الكاثوليكية، أحرق ثلاثة عشر رجلاً وامرأة واحدة بتهمة الهرطقة في مودينا.
وفي لوكَّا أنشأ بييترو مارتيري فرميلي، رئيس دير الكهنة الأغسطينيين، أكاديمية رفيعة المستوى، وجلب لها أفذاذ المعلمين، وشجع حرية المناقشة، وقال لجمهوره الكبير من المصلين إن لهم أن ينظروا إلى سر القربان لا على أنه تحول معجز بل تذكر ورع لآلام المسيح، وكان في هذا لوثرياً أكثر من لوثر. فلما استدعي للمثول بين يدي مجلس رهبنته في جنوة لاستجوابه هرب من إيطاليا، وندد بأخطاء الكاثوليكية، ومفاسدها، وقبل وظيفة أستاذ للاهوت في أكسفورد (1548). وقد شارك في صياغة كتاب "الصلوات العامة" (1552) بقسط مختلف

فيه، وغادر إنجلترا حين استعادت الكاثوليكية سلطانها فيها، ومات أستاذاً للعبرية بزيوريخ عام 1562. وقد حذا ثمانية عشر كاهناً من ديره في لوتشا حذوه، "فهجروا رهبنتهم ورحلوا عن إيطاليا".
كان الفضل في توجيه فرميلي وسورانو أسقف برجامو وكثيرين غيره هذين إلى الأفكار الجديدة لرجل يدعى جوان دي فالديس. ولعله هو وشقيقه ألفونسو، وهما من أسرة قشتالية عريقة، ألمع التوائم مواهب في التاريخ. أما ألفونسو، تلميذ إرزمس الوفي، فقد أصبح سكرتيراً لاتينياً لشارل الخامس، وكتب Dialogo de Lactaico (1529)، وفي هذا الحوار دافع عن "تهب روما"، وقال إن لوثر ما كان ليترك الكنيسة قط لو أنها أصلحت المفاسد التي ندد بها عن بدلاً من أن تحكم بإدانته. وأما جوان فقد شارك في هذا الكتاب ذاته بحوار سماه Dialogo de Mercurio y caron، كانت هرطقاته سياسية، من ذلك قوله إن من الواجب إلزام الأغنياء بكسب قوتهم، وإن ثروة الأمير ملك للشعب، وينبغي ألا تتبدد في حروب أمبريالية أو دينية(4). وآثر كلمنت السابع جوان بطبيعة الحال، فعينه أميناً بالقصر البابوي حين كان في الثلاثين من عمره. على أن جوان رحل إلى نابولي حيث انقطع للتأليف والتدريس، وظل على ولائه للكنيسة، ولكنه حبذ عقيدة لوثر في التبرير بالإيمان، ورأى للتصوف المخلص قدراً يسمو فوق أي طقس خارجي من طقوس العبادة. والتف حوله جماعة ممتازة من الرجال والنساء وارتضوا زعامته: كفرميلي، وأوكينو، والشاعر ماركانطونيو فلامينيو، وبيترو كارنيزيكي، وفيتوريا كولونا، وكوستانزا دافالوس دوقة أمالفي، وإيزابللا مانريكيز أخت رئيس محكمة التفتيش الأسبانية، وجوليا جونزاجا التي عرفنا ما كانت تتمتع به من جمال رائع. وبعد أن مات جوان فالديس (1541) تفرق تلاميذه في أرجاء

أوربا. وظل بعضهم وفياً للكنيسة كفتوريا كولونيا، وطور آخرون تعاليمه فبلغوا بها الهرطقة السافرة. وقطعت رءوس ثلاثة من صغار تلاميذه وأحرقوا في نابلي عام 1564، وكذلك كانت نهاية كارنيزيكي بروما في عام 1567. أما جوليا جونزاجا فقد أنقذها موت البابا بولس الرابع، وكان رجلاً قاسياً لا يرحم، ودخلت ديراً للراهبات (1566) وهكذا انتهت جماعة الإصلاح النابولية.
أما برناردينو أوكينو فقد جاز بكل مراحل التطور الديني. عاش في مدينة سيينا بقرب مسقط رأس القديسة كاترين، حياة تضارع حياتها تقوى وورعاً. وانضم إلى رهبان الفرنسسكان ولكنه وجد نظامهم أكثر رخاوة مما يلائم مزاجه، فانتقل إلى رهبنة الكبوشيين الأكثر صرامة. وقد عجب الرهبان من نكرانه النسكي لذاته، وإذلاله العنيف لجسده، ولما نصبوه وكيلاً عاماً لهم أحسوا أنهم اختاروا قديساً. وترددت مواعظه في أرجاء إيطاليا-في سيينا، وفلورنسة، والبندقية، ونابلي، وروما؛ إذ لم تسمع البلاد نظيرها حرارة أو بلاغة منذ عهد سافونارولا قبل ذلك بقرن. وذهب شارل الخامس ليسمعه، وتأثرت فتوريا كولونا به أعمق التأثر، أما بيترو أريتينو، الذي جرب كل الخطايا تقريباً، فقد حركه الاستماع إليه فانقلب مفرطاً في تقواه. وضاقت كل الكنائس بسامعيه على رحابتها، ولم يخطر ببال أحد أن هذا الرجل سيموت مهرطقاً.
ولكنه التقى بفالديس في نابلي، وبفضله ألم بمؤلفات لوثر وكالفن. ووافقت عقيدة التبرير بالإيمان روحه، فبدأ يلمح لها في عظاته. وفي عام 1542 دعي للمثول أمام السفير البابوي في البندقية ومنع من الوعظ. وما لبث البابا بولس الثالث أن دعاه إلى روما ليناقش معه الآراء الدينية لبعض الرهبان الكبوشيين. ولعل أوكينو كان يثق بالبابا المستنير، ولكنه خاف ذراع محكمة التفتيش الطويلة، وحذره الكردينال كونتاريني من

الخطر المحدق به. وفجأة قرر قديس إيطاليا ومعبودها هذا، بعد أن التقى ببيتر فرميلي في فلورنسة، أن يحذو حذوه ويعبر جبال الألب إلى بلد بروتستنتي، وأعطاه أخ لفتوريا كولونا جواداً، وفي فرارا أعطته رينيه ثياباً. ومضى مخترقاً إقليم جريزون إلى زيوريخ ومنها إلى جنيف. وقد أبدى استحسانه للنظام البيورتاني الذي كان كالفن يرسي أسسه هناك، ولما كانت ألمانيته أقوى من فرنسيته فقد انتقل إلى بازل ثم إلى استراسبورج ثم إلى أوزبورج، محاولاً كسب قوته بلسانه أو قلمه. وفي عام 1547 دخل شارل الخامس أوجزبورج سيداً على ألمانيا بعد أن سحق البروتستنت في مولبرج. ونمى إليه أن الراهب الكبوشي الذي سمعه في نابلي يعيش هناك رجلاً متزوجاً، فأمر القضاة بالقبض عليه، ولكنهم تستروا على فرار أوكينو، الذي هرب إلى زيوريخ وبازل. ولما أوشك زاده على النفاد، تلقى دعوة من رئيس الأساقفة كرامر للذهاب إلى إنجلترا. وهناك عكف على العمل بوصفه كاهناً فخرياً يتقاضى معاش تقاعد في كنتربري ست سنوات (1547-53)، وقد ألف كتاباً كان له أثر قوي في قصيدة ملتن "الفردوس المفقود"، ولكنه عجل بالعودة إلى سويسرة حين اعتلت ماري تيودور العرش.
وحصل على وظيفة راع للكنيسة في زيوريخ، ولكن الشعب استاء من آرائه التوحيدية، وطرد حين نشر حواراً بدا فيه المدافع عن تعدد الزوجات أقوى حجة من نصير الزواج الواحد. ومع أن ذلك كان في شهر ديسمبر (1563)، فقد أمر بمغادرة المدينة خلال ثلاثة أسابيع. ورفضت بازل الإذن له بالإقامة فيها. وسمح له بالمكث فترة وجيزة في نورمبرج، وما لبث أن خرج بأسرته قاصداً بولندة، وكانت يومها بالقياس إلى غيرها ملاذاً للمريبين من المفكرين. واشتغل بالوعظ في كركاو زمناً ولكنه طرد حين نفى الملك جميع الأجانب غير الكاثوليك (1564). وفي الطريق من بولندة إلى مورافيا قضى الطاعون على ثلاثة من أبنائه الأربعة. ولم


يعش بعدهم سوى شهرين، ومات في شاكاو في ديسمبر 1564. وكانت آخر كلماته تقريباً "لست أريد أن أكون بولنجرياً ولا كالفيناً ولا بابوبياً، بل مسيحياً فقط"(5). ولم يكن هناك أشد من هذا خطراً.
أما أن تتحول إيطاليا إلى البروتستنتية فكان بالطبع ضرباً من المحال. فقد كان عامة الشعب هناك برغم عدائهم للأكليروس متعلقين بالدين وإن لم يؤموا الكنائس. كانوا يحبون الاحتفالات والمراسيم التي قدسها مرور الزمن، ويحبون القديسين المعينين أو المعزين، ويحبون العقيدة التي ندر تشككهم فيها، والتي رفعت حياتهم من فقر بيوتهم إلى سمو أعظم الدرامات التي تصورها عقل الإنسان-وهي افتداء الإنسان الساقط بموت إلهه. وأعان خضوع إيطاليا السياسي لأسبانيا المغالية في التدين على إبقاء شبهي الجزيرة كاثوليكيتين. وكانت ثروة البابوية ميراثاً إيطالياً ومصلحة إيطالية راسخة، وأي إيطالي يرى القضاء على هذه المنظمة الجابية للجزية كان يبدو في نظر معظم الإيطاليين مشرفاً على الجنون. وقد اختلفت الطبقات العليا مع البابوية باعتبارها قوة سياسية تتسلط على وسط إيطاليا، ولكنها اعتزت بالكاثوليكية عوناً لا غنى عنه للنظام الاجتماعي والحكومة الحافظة للسلام، وأدركت أن عظمة الفن الإيطالي مرتبطة بالكنيسة بفضل إلهام أساطيرها ومعونة ذهبها. لقد أصبحت الكاثوليكية ذاتها فناً، وطغت عناصرها الحسية على عناصرها النسكية واللاهوتية؛ فالزجاج المعشق، والبخور، والموسيقى، والعمارة، والنحت، والتصوير، وحتى الدراما-هذه كلها كانت في الكنيسة ومن الكنيسة، وبدت في مجموعها المعجز جزءاً لا ينفصل عنها. ولم يكن بفناني إيطاليا وعلمائها حاجة إلى التحول عن الكاثوليكية، لأنهم حولوا الكاثوليكية إلى العلم والفن. وكان المئات بل الألوف من العلماء والفنانين يتمتعون بمعونة الأساقفة والكرادلة والبابوات، وارتقى الكثير من الإنسانيين، وبعض الشكاكين المؤدبين،



إلى مكانة مرموقة في الكنيسة. وأحبت إيطاليا الجمال القريب المنال حباً جماً لم يسمح لها أن تسلب نفسها في سبيل الحقيقة البعيدة المنال. وهل وجد الحقيقة هؤلاء التيتون المتعصبون، أو ذلك البابا المصغر، المتجهم، الحاكم لجنيف، أو ذلك الغول القاسي المتربع على عرش إنجلترا؟ وأي هراء محزن يتصايح به هؤلاء المصلحون-في الوقت الذي نسيت فيه الطبقات المثقفة في إيطاليا الجحيم والهلاك كل النسيان! كان في وسع المرء أن يفهم الرفض الصامت المستتر للاهوت المسيحي إيثاراً لربوبية غامضة لطيفة، أما تغيير سر التحول (تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه) ليحل محله هول جبرية محتومة فذلك أشبه بالانتقال من رمزية مبهجة إلى سخافة انتحارية. وفي هذا الوقت بالذات، بعد أن بسطت الكنيسة جناحيها الغافرين على نزعات الإيطاليين الوثنية، كان كالفن يطلب الدنيا بأن تكفل نفسها بأغلال بيورتانية تهدد بتجريد الحياة من كل فرح وتلقائية. وأتى للبهجة والفن الإيطاليين أن يدوما إذا كف هؤلاء التيوتون والإنجليز الهمج عن إرسال نقودهم أو جلبها إلى إيطاليا؟.


يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق