2413
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
استيلاء صلاح الدين على حلب وأعمالها:
ولما ارتحل صلاح الدين عن ماردين قصد آمد فحاصرها سنة تسع وسبعين، وملكها وسلمها لنور الدين محمد بن قرا ارسلان كما كان العهد بينهما، وقد أشرنا إليه. ثم سار إلى الشام فحاصر تل خالد من أعمال حلب حتى استأمنوا إليه، وملكها في محرم سنة تسع وسبعين وسار منها إلى عينتاب، وبها ناصر الدين أخوه الشيخ إسمعيل خازن نور الدين محمود وصاحبه، ولاه عليها نور الدين فلم يزل بها فاستأمن إلى صلاح الدين على أن يقره على الحصن، ويكون في خدمته فأقره وأعلمه. ورحل صلاح الدين إلى حلب وبها عماد الدين زنكي بن مودود، ونزل عليها بالميلان الأخضر أياما. ثم انتقل إلى جبل جوشن أياما أخرى، وأظهر أنه أبنى عليها، أوعجز عماد الدين عن عطاء الجند فراسل صلاح الدين أن يعوضه عنها سنجار ونصيبين . والخابور والرقة وسروج فأجاب إلى ذلك، وأعطاه عنها تلك البلاد وملكها، وكان في شرط صلاح الدين عليه أنه يبادر إلى الخدمة متى دعاه إليها. وسار عماد الدين إلى بلاده تلك، ودخل صلاح الدين حلب في آخر سنة تسع وسبعين. ومات عليها أخوه الأصغر تاج الملوك يوري بضربة في ركبته تصدعت لها، ومات بعد فتح حلب. ثم ارتحل صلاح الدين إلى قلعة حارم وبها سرجك من موالي نور الدين، ولاه عليها عماد الدين. فلما سلم حلب لصلاح الدين امتنع سرجك في قلعة حارم فحاصره صلاح الدين وترددت الرسل بينهما، وقد دس إلى الإفرنج ودعاهم. وخشي الجند الذين معه أن يسلمها إليهم فحبسوه، واستأمنوا إلى صلاح الدين فملكها وولى عليها بعض خواصه، وعلى تل خالد الأمير داروم الباروقي صاحب تل باشر، وأقطع قلعة إعزاز الأمير سليمان بن جندر فعمرها بعد ان كان عماد الدين خربها، وأقطع صلاح الدين أعمال حلب لأمرائه وعساكره، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق