2466
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
حصار الإفرنج مدينة حماة
ثم وصل في جمادي الأولى إلى ساحل الشام زعيم من طواغيت الإفرنج، وقارن وصوله هزيمة صلاح الدين. وعاد إلى دمشق يومئذ توران شاه بن أيوب في قلة من العسكر، وهو مع ذلك منهمك في ملذاته فسار ذلك الزعيم بعد أن جمع فرنج الشام، وبذل لهم العطاء فحاصر مدينة حماة، وبها شهاب الدين محمود الحارمي خال صلاح الدين مريضاً. وشد حصارها وقتالها حتى أشرف على أخذها وهجموا يوماً على البلد وملكوا ناحية منه فدافعهم المسلمون وأخرجوهم، ومنعوا حماة منهم فأفرجوا عنها بعد أربعة أيام، وساروا إلى حارم فحاصروها. ولما رحلوا عن حماة مات شهاب الدين الحارمي، ولم يزل الإفرنج على حارم يحاصرونها، وأطمعهم فيها ما كان من نكبة الصالح صاحب حلب لكمستكين الخادم كافل دولته. ثم صانعهم بالمال فرحلوا عنها. ثم عاد الإفرنج إلى مدينة حماة في ربيع سنة أربع وسبعين فعاثوا في نواحيها واكتسحوا أعمالها، وخرج العسكر حامية البلد إليهم فهزموهم، واستردوا ما أخذوا من السواد، وبعثوا بالرؤس والأسرى إلى صلاح الدين وهو بظاهر حمص منقلبا من الشام، فأمر بقتل الأسرى، والله تعالى ولي التوفيق.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق