2462
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
واقعة صلاح الدين مع الملك الصالح وصاحب الموصل وما ملك من الشام بعد انهزامهما
ثم سار سيف الدين غازي صاحب الموصل في سنة إحدى وسبعين بعد انهزام أخيه وعساكره، واستقدم صاحب كيفا وصاحب ماردين، وسار في ستة آلاف فارس وانتهى إلى نصيبين في ربيع من السنة فشتى بها حتى ضجرت العساكر من طول المقام. وسار إلى حلب فخرجت إليه عساكر الملك الصالح مع كمستكين الخادم، وسار صلاح الدين من دمشق للقائهم فلقيهم قبل السلطان فهزمهم واتبعهم إلى حلب. وعبر سيف الدين الفرات منهزما إلى الموصل، وترك أخاه عز الدين بحلب. واستولى صلاح الدين على مخلفهم، وسار إلى مراغة فملكها وولي عليها. ثم إلى منبج وبها قطب الدين نيال بن حسان المنبجي وكان حنقا عليه لقبح آثاره في عداوته فلحق بالموصل، وولاه غازي مدينة الرقة.ثم سار صلاح الدين إلى قلعة إعزاز فحاصرها أوائل ذي القعدة من السنة أربعين يوماً وشد حصارها فاستأمنوا إليه فملكها ثاني الأضحى من السنة. وثب عليه في بعض أيام حصارها باطني من الفداوية فضربه، وكان مسلحا فأمسك يد الفداوي حتى قتل رقتل جماعة كانوا معه لذلك ورحل صلاح الدين بعد الاستيلاء على قلعة إعزاز إلى حلب فحاصرها وبها الملك الصالح. واعصوصب عليه أهل البلد واستماتوا في المدافعة عنه. ثم ترددت الرسل في الصلح بينهما وبين صاحب الموصل وكيفا وصاحب ماردين فانعقد بينهم في محرم سنة اثنتين وتسعين، وعاد صلاح الدين إلى دمشق بعد أن رد قلعة إعزاز إلى الملك الصالح بوسيلة أخته الصغيرة، خرجت إلى صلاح الدين ثائرة فاستوهبته قلعة إعزاز فوهبها لها، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق