إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 يناير 2015

2478 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس من صفحة 343- 412 مسير صلاح الدين إلى الجزيرة واستيلاؤه على حران والرها والرقة والخابور ونصيبين وسنجار وحصار ا لموصل:


2478

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

من صفحة 343- 412


مسير صلاح الدين إلى الجزيرة واستيلاؤه على حران والرها والرقة والخابور ونصيبين وسنجار وحصار ا لموصل:

كان مظفر الدين كوكبري بن زين الدين كجك الذي كان أبوه نائب القلعة بالموصل مستوليا في دولة مودود وبنيه، وانتقل آخراً إلى إربل ومات بها. وأقطعه عز الدين صاحب الموصل إبنه مظفر الدين، وكان هواه مع صلاح الدين يؤمله ملكه بلاد الجزيرة فراسله وهو محاصر لبيروت، وأطمعه في البلاد، واستحثه للوصول فسار صلاح الدين عن بيروت موريا بحلب، وقصد الفرات، ولقيه مظفر الدين وساروا إلى البيرة، وقد دخل طاعة عز الدين. وكان عز الدين صاحب الموصل ومجاهد الدين لما بلغهما مسير صلاح الدين إلى الشام ظنوا أنه يريد حلب فساروا لمدافعته. فلما عبر الفرات عادوا إلى الموصل، وبعثوا حامية إلى الرها. وكاتب صلاح الدين



 ملوك الأطراف بديار بكر وغيرها بالوعد والمغاربة ووعد نور الدين محمودا صاحب كيفا أنه يملكه آمد. ووصل إليه فساروا إلى مدينة الرها فحاصروها، وبها يومئذ الأمير فخر الدين بن مسعود الزعفراني. واشتدّ عليه القتال فأستأمن إلى صلاح الدين وملكه المدينة، وحاصر معه القلعة حتى سلمها النائب الذي بها على مال شرطه فأضافها صلاح الدين إلى مظفر الدين مع حران وساروا إلى الرقة، وبها نائبها قطب الدين نيال بن حسان المنبجي ففارقها إلى الموصل، وملكها صلاح الدين. ثم سار إلى قرقيسيا وماسكين وعربان، وهي بلاد الخابور فاستولى على جميعها. وسار إلى نصيبين فملك المدينة لوقتها، وحاصر القلعة أياما ثم ملكها وأقطعها للأمير أبي الهيجاء السمين. ثم رحل عنها ونور الدين صاحب كيفا معه معتزما على قصد الموصل. وجاءه الخبر بأن الإفرنج أغاروا على نواحي دمشق، واكتسحوا قراها وأرادوا تخريب جامع داريا فتوعدهم نائب دمشق بتخريب بيعهم وكنائسهم فتركوه فلم يثن ذلك من عزمه وقصد الموصل، وقد جمع صاحبها العساكر و استعدّ للحصار ، وخلى نائبه  في الاستعداد.وبعث إلى سنجار وإربل وجزيرة ابن عمر فشحنها بالامداد من الرجال والسلاح والأموال، وأنزل صاحب الدار عساكره بقربها، وتقدّم هو ومظفر الدين وابن شيركوه فهالهم استعداد صاحب البلد، وأيقنوا بامتناعه وعذل صاحبيه هذين فانهما كانا أشارا بالبداءة بالموصل. ثم أصبح صلاح الدين من الغد في عسكره، ونزل عليه أوّل رجب على باب كندة ، وأنزل صاحب الحصن باب الجسر وأخاه تاج الملوك بالباب العمادي، وقاتلهم فلم يظفر. وخرج بعض الرجال فنالوا منه. ونصب منجنيقاً فنصبوا عليه من البلد تسعة. ثم خرجوا إليه من البلد فأخذوه بعد قتال كثير. وخشي صلاح الدين من البيات فتأخر لأنه رآهم في بعض الليالي يخرجون من باب الجسر بالمشاعل ويرجعون.وكان صدر الدين شيخ الشيوخ ومشير الخادم وقد وصلا من عند الخليفة  الناصر  في الصلح. وتردّدت الرسل بينهم فطلب عز الدين من صلاح الدين ردّ ما أخذه من بلادهم أجاب على أن يمكنوه من حلب فامتنع، فرجع إلى ترك مظاهرة صاحبها فامتنع أيضاً. ثم وصلت أيضا رسل صاحب أذربيجان ورسل شاهرين. صاحب خلاط في الصلح فلم يتم، وسار أهل سنجار يعترضون من يقصده من عساكره وأصحابه فأفرج عن الموصل، وسار إليها، وبها شرف الدين أمير أميران هند وأخوه عز الدين صاحب الموصل في عساكر. وبعث إليه مجاهد الدين النائب بعسكر أخر مدداً وحاصرها صلاح الدين وضيق عليها، واستمال بعض أمراء الأكراد الذين بها من الزواوية فواعده من ناحيته.وطرقه صلاح الدين فملكه البرج الذي في ناحيته فاستأمن أمير أميران وخرج 



عسكره معه إلى الموصل. وملك صلاح الدين سنجار، وولىّ عليها سعد الدين بن معين الدين الذي كان أبوه عند كامل بن طغركين بدمشق. وصارت سنجار من سائر البلاد التي ملكها من الجزيرة. وسار صلاح الدين إلى نصيبين فشكا إليه أهلها من أبي الهيجاء السمين فعزله عنهم، واستصحبه معه، وسار إلى حران في ذي القعدة من سنة ثمان وسبعين. وفرق عساكره ليستريحوا وأقام في خواصه وكبار أصحابه، والله أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق