2421
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
استيلاء نور الدين صاحب الموصل على نصيبين:
كان عماد الدين صاحب سنجار ونصيبين، قد امتدت أيدي نوابه بنصيبين إلى قرى
من أعمال الموصل تجاورهم، وبعث إليه في ذلك مجاهد الدين قايمان صاحب دولة الموصل يشكو إليه نوابه سراً من سلطانه نور الدين، فلج عماد الدين في ادعاء انها من أعماله، وأساء الرد فأعاد نور الدين الرسالة إليه مع بعض مشايخ دولته، وقد طرقه المرض فأجاب مثل الأول فنصح الرسول، وكان من بقية الاتابك زنكي. وعاد إلى فأغلظ له في القول، واعتزم نور الدين على المسير إلى نصيبين، ووصل الخبر اثر ذلك بوفاة عماد الدين، وولاية ابنه قطب الدين فقوي طمع نور الدين في نصيبين، وتجهز لها في جمادي سنة أربع وتسعين. وسار قطب الدين بن سنجر في عسكره فسبقه نور الديني إلى نصيبين. فلما وصل لقيه فهزمه نور الدين، ودخل إلى قلعة نصيبين مهزوماً ثم أسرى منها إلى حران، ومعه نائبه مجاهد الدين برتقش، وكاتبوا العادل أبا بكر بن أيوب يستحثونه من دمشق. وأقام نور الدين بنصيبين حتى وصل العادل إلى الجزيرة ففارقها إلى الموصل في رمضان من السنة. وعاد قطب الدين إليها. وكان الموتان قد وقع في عسكر نور الدين فمات كثير من أمراء الموصل. ومات مجاهد الدين قايمان القائم بالدولة. ولما عاد نور الدين إلى الموصل، وعاد قطب الدين إلى نصيبين سار العادل إلى ماردين فحاصرها أياما وضيق عليها ثم انصرف، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق