2486
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
غزو الكرك وولاية العادل على حلب:
ولما عاد صلاح الدين من غزوة بيسان تجهز لغزو الكرك وسار في العساكر، واستدعى أخاه العادل أبا بكر بن أيوب من مصر وهو نائبها ليلحق به على الكرك، وكان قد سأله في ولاية حلب وقلعتها فأجابه إلى ذلك، وأمره أن يجيء بأهله وماله فوافاه على الكرك، وحاصروه أياما وملكوا أرباضه، ونصبوا عليها المجانيق، ولم يكن بالغ في الاستعداد لحصاره لظنه أنّ الإفرنج يدافعون عنه، فأفرج عنه منتصف شعبان وبعث تقيّ الدين ابن أخيه شاه على نيابة مصر مكان أخيه العادل واستصحب العادل معه إلى دمشق فولاه مدينة حلب ومدينة منبج وما إليها، وبعثه بذلك في شهر رمضان من السنة. واستدعى ولده الظاهر غازي من حلب إلى دمشق.ثم سار في ربيع الآخر من سنة ثمانين لحصار الكرك بعد أن جمع العساكر، واستدعى نور الدين صاحب كيفا وعساكر مصر واستعد لحصاره، ونصب المجانيق على ربضه فملكه المسلمون، وبقي الحصن وراء خندق بينه وبين الربض عمقه ستون ذراعاً. وراموا طمه فنضحوهم بالسهام، ورموهم بالحجارة فأمر برفع السقف ليمشي المقاتلة تحتها إلى الخندق. وأرسل أهل الحصن إلى ملكهم يستمدّونه ويخبرونه بما نزل بهم فاجتمع الإفرنج وأوعبوا وساروا إليهم فرحل صلاح الدين للقائهم، حتى انتهى إلى حزونة الأرض فأقام ينتظر خروجهم إلى البسيط فخاموا عن ذلك فتأخر عنهم فراسخ، ومرّوا إلى الكرك. وعلم صلاح الدين أنّ الكرك قد امتنع بهؤلاء فتركه وسار إلى نابلس فخربها وحرقها وسار إلى سنطية وبها مشهد زكرياء عليه السلام فاستنقذ من وجد بها من أسارى المسلمين، ورحل إلى جينين فنهبها وخربها. وسار إلى دمشق بعد أن بث السرايا في كل ناحية، ونهب كل ما مرّ به، وامتلأت الأيدي من الغنائم وعاد إلى دمشق مظفراً والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق