2487
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
حصار صلاح الدين الموصل:
ثم سار صلاح الدين من دمشق إلى الجزيرة في ذي القعدة من سنة ثمان، وعبر الفرات. وكان مظفر الدين كوكبري علي كجك يستحثه للمسير إلى الموصل في كل وقت، وربما وعده
بخمسين ألف دينار إذا وصل. فلما وصل إلى حران لم يف له فقبض عليه.، ثم خشي معيرة أهل الجزيرة فأطلقه وأعاد عليهم حران والرها. وسار في ربيع الأول، ولقيه نور الدين صاحب كيفا، ومعز الدين سنجار شاه صاحب جزيرة ابن عمر، وقد انحرف عن عمه عز الدين صاحب الموصل بعد نكبة مجاهد الدين نائبه. وساروا كلهم مع صلاح الدين إلى الموصل، وانتهوا إلى مدينة بلد فلقيه هنالك أمّ عز الدين، وابنة عمه نور الدين وجماعة من أهل بيته يسألونه الصلح ظنا بأنه لا يردهنّ، وسيما بنت نور الدين.واستشار صلاح الدين أصحابه فأشار الفقيه عيسى وعلي بن أحمد المشطوب بردّهنّ وساروا إلى الموصل وقاتلوها، واستمات أهلها وامتعضوا لردّ النساء فامتنعت عليهم وعاد على أصحابه باللوم في إشارتهم. وجاء زين الدين يوسف صاحب إربل وأخوه مظفر الدين كوكبري فأنزلهما بالجانب الشرقي. وبعث علي بن أحمد المشطوب الهكاري إلى قلعة الجزيرة ليحاصرها فاجتمع عليه الأكراد الهكارية إلى أن عاد صلاح الدين عن الموصل، وبلغ عز الدين أنّ نائبه بالقلعة زلقندار يكاتب صلاح الدين فمنعه منها، وانحرف عنه إلى الاقتداء برأي مجاهد الدين وتصدر عنه.ثم بلغه خبر وفاة شاهرين صاحب خلاط فطمع صلاح الدين في ملكها، وأنه يستعين بها على أموره. ثم جاءته كتب أهلها يستدعونه فسار عن الموصل إليها، وكان أهل خلاط إنما كاتبوه مكرا لأنّ شمس الدين البهلوان بن ايلدكز صاحب أذربيجان وهمذان قصده تملكهم، بعد أن كان زوّج ابنته من شاهرين على كبره، وجعل ذلك ذريعة إلى ملك خلاط. فلما سار إليهم كاتبوا صلاح الدين ودافعوا كلا منهما بالاخر فسار صلاح الدين وفي مقدمته ناصر الدين محمد بن شيركوه، ومظفر الدين صاحب إربل وغيرهما. وتقدّموا إلى خلاط وتقدّم صاحب أذربيجان فنزل قريباً من خلاط. وترددّت على أهل خلاط بينه وبين البهلوان، ثم خطبوا للبهلوان، والله تعالى ينصر من يشاء من عباده.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق