2429
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
استيلاء عماد الدين صاحب عقر علي قلاع الهكارية والزوزان:
كان عماد الدين زنكي قد ولاه أبوه قلعتي العقر والشوش قريبا من الموصل، وأوصى له بهما وعهد بالملك لابنه الأكبر القاهر. فلما توفي القاهر كما ذكرنا طمح زنكي إلى الملك، وكان يحدث به نفسه فلم يحصل له. وكان بالعمادية نائب من موالي جده مسعود فداخله في الطاعة له. وشعر بذلك بدر الدين لؤلؤ فعزل ذلك النائب، وبعث إليها أميراً أنزله بها وجعل فيها نائبا من قبله. واستبد بالنواب في غيرها. وكان نور الدين بن القاهر لا يزال عليلا لضعف مزاجه وتوالي الأمراض عليه فبقي محتجبا طول المدة. فأرسل زنكي إلى نور الدين بالعمادية يشيع موته، ويقول: أنا أحق بملك سلفي فتوهموا صدقه، وقبضوا على نائب لؤلؤ ومن معه، وسلموا البلد لعماد الدين زنكي منتصف رمضان سنة خمس عشرة. وجهز لؤلؤ العساكر وحاصروه بالعمادية في فصل الشتاء وكلب البرد وتراكم الثلج،
ولم يتمكنوا من قتاله. وظاهره مظفر الدين صاحب اربل على شأنه، وذكر لؤلؤا بالعهد الذي بينهما ان لا يتعرض لأعمال الموصل، والنص فيها على قلاع الهكارية والزوزان وأنه مظاهر لهم على من يتعرض لها فلج في مظاهرته، واعتمد نقض العهد وأقام العسكر محاصرا لزنكي بالعمادية. وتقدموا بعض الليالي وركبوا الأوعار إليه فبرز إليهم أهل العمادية، وهزموهم في المضايق والشعاب فعادوا إلى الموصل، وأرسل عماد الدين قلاع الهكارية والزوزان ني الطاعة له نأجابوه، وملكها وولى عليها، والله أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق