2473
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
الفتنة بين صلاح الدين وقليج أرسلان صاحب الروم:
كان حصن رعبان من شمالي حلب قد ملكه نور الدين العادل بن قليج أرسلان صاحب بلاد الروم، وهو بيد شمس الدين ابن المقدم. فلما انقطع حصن رعبان عن إيالة صلاح الدين وراء حلب، طمع قليج أرسلان في استرجاعه فبعث إليه عسكرا يحاصرونه. وبعث صلاح الدين تقي الدين ابن أخيه في عساكر لمدافعتهم فلقيهم وهزمهم، وعاد إلى عمه صلاح الدين. ولم يحضر معه تخريب حصن الأضرار. وكان نور الدين محمود بن قليج أرسلان بن داود، صاحب حصن كيفا وآمد وغيرهما من ديار بكر قد فسد ما بينه وبين قليج أرسلان صاحب بلاد الروم بسبب اضراره ببنته وزواجه عليها. واعتزم قليج أرسلان على حربه وأخذ بلاده فاستنجد نور الدين بصلاح الدين، وبعث إلى قليج أرسلان يشفع في شأنه فطلب استرجاع حصونه التي أعطاها لنور الدين عند المصاهرة. ولج في ذلك صلاح الدين على قليج، وسار إلى رعبان ومرّ بحلب فتركها ذات الشمال، وسلك على تل باشر. ولما انتهى إلى رعبان جاءه نور الدين محمود وأقام عنده. وأرسل إليه قليج أرسلان يصف فعل نور الدين وإضراره ببنته. فلما أدّى الرسول رسالته امتعض صلاح الدين، وتوعدهم بالمسير إلى بلده فتركه الرسول حتى سكن. وعدا عليه فطلب الخلوة وتلطف له في فسخ ما هو فيه من ترك الغزو ونفقة الأموال في هذا الغرض الحقير، وأن بنت قليج أرسلان يجب على مثلك من الملوك الامتعاض لها، ولا تترك المضارة من دونها فعلم صلاح الدين الحق فيما قاله. وقال للرسول إنّ نور الدين استند إلى فعلك فاصلح الأمر بينهما، وأنا معين على ما تحبونه جميعا ففعل الرسول ذلك وأصلح بينهما. وعاد صلاح الدين إلى العام، ونور الدين محمود إلى ديار بكر، وطلق ضرة بنت قليج أرسلان بالأجل الذي أجله للرسول، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق