إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

2470 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس هذا النص موجود فى نسخة أخرى صفحة 250 ج 5 تعليق على بعض الأخبار المهمة ذكر رحيل الفرنج إلى ناحية عسقلان وتخريبها:


2470

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

هذا النص موجود فى نسخة 

أخرى صفحة 250 ج 5

تعليق على بعض الأخبار المهمة


ذكر رحيل الفرنج إلى ناحية عسقلان وتخريبها:

لما فرغ الفرنج لعنهم الله من إصلاح أمر عكا برزوا منها في الثامن والعشرين من



ذكر رحيل الفرنج إلى ناحية عسقلان وتخريبها رجب وساروا مستهل شعبان نحو حيفا مع شاطىء البحر لا يفارقونه فلما سمع صلاح الدين برحيلهم نادى في عسكره بالرحيل فساروا وكان على اليزك ذلك اليوم الملك الأفضل ولد صلاح الدين ومعه سيف الدين اياز كوش وعز الدين جورديك وعدة من شجعان الأمراء فضايقوا الفرنج في مسيرهم، وأرسلوا عليهم من السهام ما كان يحجب الشمس ووقعوا على ساقة الفرنج فقتلوا منها جماعة وأسروا جماعة. وأرسل الأفضل إلى والده يستمده ويعرفه الحال، فأمر العساكر بالمسير إليه فاعتذروا بأنهم ما ركبوا بأهبة الحرب وإنما كانوا على عزم المسير لا غير. فبطل المدد وعاد ملك الانكلتار إلى ساقة الفرنج، فحماها وجمعهم وساروا حتى أتوا حيفا فنزلوا بها ونزل المسلمون بقيه ص ن قرية بالقرب منهم، واحضر الفرنج من عكا عوض من قتل منهم واسر ذلك اليوم وعوض ما هلك من الخيل. ثم ساروا إلى قيسارية والمسلمون يسايرونهم ويتحفظون منهم من قدروا عليه فيقتلونهم لأن صلاح الدين كان قد أقسم إلا يظفر بأحد منهم إلا قتلهم بمن قتلوا ممن كان بعكا فلما قاربوا قيسارية لاصقهم المسلمون وقاتلوهم أشد قتال فنالوا منهم نيلا كثيرا. ونزل الفرنج بها وبات المسلمون قريباً منهم فلما نزلوا خرج من الفرنج جماعة فأبعدوا عن جماعتهم فأوقع بهم المسلمون الذين كانوا في اليزك فقتلوا منهم وأسروا منهم. ثم ساروا من قيسارية إلى أرسوف وكان المسلمون قد سبقوهم إليها ولم يمكنهم مسايرتهم لضيق الطريق. فلما وصل الفرنج إليهم حمل المسلمون عليهم حملة منكرة الحقوهم  بالبحر ودخله بعضهم فلما رأى الفرنج ذلك اجتمعوا وحملت الخيالة على المسلمين حملة رجل واحد فولوا منهزمين لا يلوي أحد على أحد. وكان كثير من الخيالة والسوقة قد ألفوا القيام وقت الحرب قريبا من المعركة فلما كان ذلك اليوم كانوا على حالهم فلما انهزم المسلمون عنهم قتل منهم كثير والتجأ المنهزمون إلى القلب وفيه صلاح الدين فلو علم الفرنج انها هزيمة لتبعتهم واشتهرت الهزيمة وهلك المسلمون. لكن كان بالقرب من المسلمين شعرى كثيرة الشجر فدخلوها وظنها الفرنج مكيدة فعادوا وزال عنهم ما كانوا فيه من الضيق وقتل من الفرنج كند كبير من طواغيتهم، وقتل من المسلمين مملوك لصلاح الدين اسمه اياز الطويل وهو من الموصوفين بالشجاعة والشهامة لم يكن في زمانه مثله فلما نزل المسلمون وأعنة خيلهم بأيديهم ثم سار الفرنج إلى يافا فنزلوها ولم يكن بها أحد من المسلمين فملكوها ولما كان من المسلمين بأرسوف من الهزيمة ما ذكرناه سار صلاح الدين عنهم إلى الرملة واجتمع بأثقاله بها وجمع الأمراء



واستشارهم فيما يفعل فأشاروا عليه بتخريب عسقلان وقالوا له: قد رأيت ما منا بالأمس، وإذا جاء الفرنج إلى عسقلان، ووقفنا في وجوههم نصدهم عنها فهم لا شك يقاتلونا لننزاح عنها وينزلون عليها فإذا كان ذلك عدنا إلى مثل ما كنا عليه على عكا، ويعظم الأمر علينا لأن العدو وقد قوي بأخذ عكا وما فيها من الأسلحة وغيرها ونحن قد ضعفنا بما خرج عن أيدينا ولم تطل المدة حتى نستجد غيرها فلم تسمح نفسه بتخريبها وندب الناس إلى دخولها وحفظها فلم يجبه أحد إلى ذلك. وقالوا إن أردت حفظها فادخل أنت معنا أو بعض أولادك الكبار وإلا فما يدخلها منا أحد لئلا يصيبنا ما أصاب أهل عكا فلما رأى الأمر كذلك سار إلى عسقلان وأمر بتخريبها تاسع عشر شعبان والقيت حجارتها في البحر وهلك فيها من الأموال والذخائر التي للسلطان والرعية ما لا يمكن حصره وعفى أثرها حتى لا يبقى للفرنج في قصدها مطمع. ولما سمع الفرنج بتخريبها أقاموا مكانهم ولم يسيروا إليها. وكان المركيس لعنه الله لما أخذ الفرنج عكا قد أحسن من ملك انكلتار بالغدر به فهرب من عنده إلى مدينة صور وهي له وبيده وكان رجل الفرنج رأياً وشجاعة. وكل هذه الحروب هو اثارها فلما خربت عسقلان أرسل إلى ملك انكلتار يقول له مثلك لا ينبغي ان يكون ملكا ويتقدم على الجيوش تسمع ان صلاح الدين قد خرب عسقلان وتقيم مكانك يا جاهل لما بلغك انه قد شرع في تخريبها كنت سرت إليه مجداً فرحلته وملكتها صفوا عفوا بغير قتال ولا حصار فإنه ما خربها إلا وهو عاجز عن حفظها. وحق المسيح لو انني معك كانت عسقلان اليوم بأيدينا لم يخرب منها غير برج واحد فلما خربت عسقلان رحل صلاح الدين عنها ثاني شهر رمضان ومضى إلى الرملة فخرب حصنها وخرب كنيسة لد. وفي مدة مقامه لتخريب عسقلان كانت العساكر مع الملك العادل أبي بكر بن أيوب تجاه الفرنج ثم سار صلاح الدين إلى القدس بعد تخريب الرملة فاعتبره وما فيه من سلاح وذخائر، وقرر قواعده وأسبابه وما يحتاج إليه، وعاد إلى المخيم ثامن رمضان. وفي هذه الأيام خرج ملك انكلتار من يافا ومعه نفر من الفرنج من معسكرهم فوقع به نفر من المسلمين فقاتلوهم قتالاً شديدا وكاد ملك انكلتار يؤسر ففد  بعض أصحابه بنفسه فتخلص الملك وأسر ذلك الرجل وفيها أيضاً كانت وقعة بين طائفة من المسلمين وطائفة من الفرنج انتصر فيها المسلمون.




يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق