2500
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
فتح صهيون:
ولما فرغ صلاح الدين من فتح اللاذقية سار إلى قلعة صهيون وهي على جبل صعبة المرتقى بعيدة المهوى يحيط بجبلها واد عميق ضيق، ويتصل بالجبل من جهة الشمال، وعليها خمسة أسوار وخندق عميق فنزل صلاح الدين على الجبل لضيقها، وقدم ولده الظاهر صاحب حلب فنزل مضيق الوادي. ونصب المنجنيقات هنالك فرمى بها على الحصن، ونضحهم بالسهام من سائر أصناف القسي وصابروا قليلاًً ثم زحف المسلمون ثاني جمادى الأخرى، وسلكوا بين الصخور حتى ملكوا أحد أسوارها وقاتلوهم منه فملكوا عليهم سورين آخرين، وغنموا جميع ما كان في البلد من الدواب والبقر والذخائر. ولجأ الحامية إلى القلعة، وقاتلهم المسلمون عليها فنادوا بالأمان فشرط عليهم مثل قطيعة القدس، وملك المسلمون الحصن. وولي عليه ناصر الدين بن كورس صاحب قلعة بوفلس فحصنه، وافترق المسلمون في تلك النواحي
فوجدوا الإفرنج قد فروا من حصونها فملكوها جميعاً. وهيؤا إليها طريقاً على عقبة صعبة لعفاء طريقها السهلة بالإفرنج والإسماعيلية، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق