إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 يناير 2015

2510 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس من صفحة 343- 412 فتح الشقيف:


2510

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

من صفحة 343- 412


فتح الشقيف:

ثم سار صلاح الدين في ربيع سنة خمس وثمانين إلى محاصرة الشقيف، وكان لأرناط صاحب صيدا، وهو من أعظم الناس مكراً ودهاءً . فما نزل صلاح الدين بمرج العيون جاء إليه وأظهر له المحبة والميل، وطلب المهلة إلى جمادى الأخيرة ليتخلص أهله وولده من المركيش بصور، ويسلم له حصن الشقيف فأقام صلاح الدين هنالك لوعده. وإنقضت مّدة الهدنة بينه وبين سمند صاحب إنْطاكِية فبعث تقي الدين ابن أخيه مسلحة في العساكر إلى البلاد التي قرب إنْطاكِية. ثم بلغه إجتماع الإفرنج بصور عند المركيش، وأن الإمداد وافتهم من أهل ملتهم وراء البحر. وأن ملك الإفرنج بالشام الذي أطلقه صلاح الدين بعد فتح القدس قد إتفق مع المركيش  وصل يده به. واجتمعوا في أمم لا تحصى وخشي أن يتقدم إليهم ويترك الشقيف وراءه فتنقطع عنه الميرة، فأقام بمكانه فلما إنقضى الأجل تقدم إلى الشقيف واستدعى أرناط فجاء واعتذر بأن المركيش لم يمكنه من أهله وولده وطلب الإمهال مّرة أخرى فتبين صلاح الدين مكره فحبسه، وأمره أن يبعث إلى أهل الشقيف بالتسليم فلم يجب فبعث به إلى دمشق فحبس 



بها. وتقّدم إلى الشقيف فحاصره بعد أن أقام مسلحة قبالة الإفرنج الذين بظاهر صور، فجاءه الخبر بأنهم فارقوا صور لحصار صيدا فلقيتهم المسلحة وقاتلوهم فغلبوهم وأسروا سبعة من فرسانهم، وقتلوا آخرين وقتل مولى لصلاح الدين من أشجع الناس وردوهم على أعقابهم إلى معسكرهم بظاهر صور. وجاء صلاح الدين بعد إنقضاء الوقعة فأقام في المسلحة رجاء أن يصادف أحداً من الإفرنج فينتقم منهم. وركب في بعض الأيام ليشارف معسكر الإفرنج فظن عساكره أنه يريد القتال فنجعوا وأوغلوا إلى العدّو. وبعث صلاح الدين الأمراء في أثرهم يردونهم فلم يرجعوا، ورآهم الإفرنج فظنوا أن وراءهم كميناً فأرسلوا من يكشف خبرهم فوجدوهم منقطعين فحملوا عليهم وأناموهم جميعاً، وذلك تاسع جمادي الأولى من السنة. ثم إنحدر إليهم صلاح الدين في عساكره من الجبل فهزمهم إلى الجسر وغرق منهم في البحر نحو من مائة دارع سوى من قتل وعزم السلطان على حصارهم، واجتمع إليه الناس. ثم عاد الإفرنج إلى صور، وعاد السلطان إلى بليس ليشارف عكا ويرجع إلى مخيمه. ولما وصل إلى المعسكر جاء الخبر بأن الإفرنج يتعدّون عن صدور مذاهبهم لحاجاتهم فكتب إلى المعسكر بعكا، ووعدهم ثامن جمادى الأخيرة يوافونه من ناحيتهم للإغارة عليهم. وأكمن لهم في الأودية والشعاب من سائر النواحي واختار جماعة من فرسان عسكره، وتقدّم إليهم بأن يتعرضوا للإفرنج، ثم يستطردوا لهم إلى مواضع الكمناء ففعلوا وناشبوا الإفرنج وانفوا من الاستطراد وطال على الكمناء الإنتظار فخرجوا خشية على أصحابهم فوافوهم في شدّة الحرب فانهزم المسلمون، ووقع التمحيص. وكان أربعة في الكمين من أمراء طيء فعدلوا عن طريق أصحابهم وسلكوا الوادي وتبعهم بعض العسكر من موالي صلاح الدين ورآهم الإفرنج في الوادي فعلموا أنهم أضلوا الطريق فاتبعوهم وقتلوهم، والله تعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق