2472
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
تخريب حصن الإفرنج:
كان الإفرنج قد اتخذوا حصناً منيعاً بقرب بانياس، عند بيت يعقوب عليه السلام، ويسمى مكانه مخاضة الأضرار فسار صلاح الدين من دمشق إلى بانياس سنة خمس وسبعين، وأقام بها، وبث فيها الغارات على بلادهم. ثم سار إلى الحصن فحاصره ليختبره، وعاد عنه إلى اجتماع العساكر وبث السرايا في بلاد الإفرنج للغارة. وجاء ملك الإفرنج للغارة على سريته، ومعه جماعة من عساكره فبعثوا إلى صلاح الدين بالخبر فوافاهم وهم يقتتلون، فهزم الإفرنج وأثخن فيهم. ونجا ملكهم في فل وأسر صاحب الرملة ونابلس منهم، وكان رديف ملكهم. وأسر أخوه صاحب جبيل وطبرية، ومقدم الفداوية، ومقدم الاساتارية وغيرهم من طواغيتهم. وفادى صاحب الرملة نفسه وهو أرتيرزان بمائة وخمسين ألف دينار صورية وألف أسير من المسلمين.
وأبلى في هذا اليوم عز الدين فرخشان ابن أخي صلاح الدين بلاء حسنا. ثم عاد صلاح الدين إلى بانياس وبث السرايا في بلاد الإفرنج، وسار لحصار الحصن فقاتله قتالا شديدا. وتسنم المسلمون سوره حتى ملكوا برجا منه. وكان مدد الإفرنج بطبرية، والمسلمون يرتقبون وصولهم فأصبحوا من الغد ونقبوا السور، وأضرموا فيه النار فسقط. وملك المسلمون الحصن عنوة آخر ربيع سنة خمس وسبعين، وأسروا كل من فيه. وأمر صلاح الدين بهدم الحصن فألحق بالأرض، وبلغ الخبر إلى الإفرنج، وهم مجتمعون بطبرية لإمداده فافترقوا وانهزم الإفرنج، والله سبحانه وتعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق