2450
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
وفاة أسد الدين وولاية ابن أخيه صلاح الدين
ثم توفي أسد الدين شيركوه آخر جمادي الأخيرة من سنة أربع وستين لشهرين من
وزارته. ولما احتضر أوصى أحد حواشيه بهاء الدين قراقوش فقال له: "الحمد لله الذي بلغنا من هذه الديار ما أردنا، وصار أهلها راضين عنا فلا تفارقوا سور القاهرة، ولا تفرطوا في الأسطول " ولما توفي تشوف الأمراء الذين معه إلى رتبة الوزارة مكانه مثل عز الدولة الباروقي، وشرف الدين المشطوب الهكاري، وقطب الدين نيال بن حسان المنبجي وشهاب الدين الحارمي، وهو خال صلاح الدين، وجمع كل لمغالبة صاحبه. وكان أهل القصر وخواص الدولة قد تشاوروا فأشار جوهر بإخلاء رتبة الوزارة، وإصطفاء ثلاثة آلاف من معسكر الغز يقودهم قراقوش، ويعطي لهم الشرقية إقطاعا ينزلون بها حشداً دون الإفرنج من يستبد على الخليفة بل يقيم واسطه بينه وبين الناس على العادة. وأشار آخرون بإقامة صلاح الدين مقام عمه والناس تبع له، ومال القاضي لذلك حياء من صلاح الدين وجنوحاً إلى صغر سنه، وأنه لا يتوهم فيه من الإستبداد ما يتوهم في غيره من أصحابه، وأنهم في سعة من رأيهم مع ولايته فاستدعاه وخلع عليه، ولقبه الملك الناصر. واختلف عليه أصحابه فلم يطيعوه وكان عيسى الهكاري شيعة له، واستمالهم إليه إلا الباروقي فإنه إمتنع وعاد إلى نور الدين بالشام وثبتت قدم صلاح الدين في مصر، وكان نائباً عن نور الدين ونور الدين يكاتبه بالأمير الاسفهسار، ويجمعه في الخطاب مع كافة الأمراء بالديار المصرية. وما زال صلاح الدين يحسن المباشرة ويستميل الناس، ويفيض العطاء حتى غلب على أفئدة الناس، وضعف أمر العاضد. ثم أرسل يطلب أخوته وأهله من نور الدين فبعث بهم إليه من الشام. واستقامت أموره وأطردت سعادته، والله تعالى ولي التوفيق
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق