إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

2461 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 استيلاء صلاح الدين على قواعد الشام بعد وفاة العادل نور الدين


2461

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


استيلاء صلاح الدين على قواعد الشام بعد وفاة العادل نور الدين

كان صلاح الدين كما قدمناه قائما في مصر بطاعة العادل نور الدين محمود بن زنكي. ولما توفي سنة تسع وستين، ونصب ابنه الصالح إسماعيل في كفالة شمس الدين محمد بن عبد الملك المقدم، وبعث إليه صلاح الدين بطاعته، ونقم عليهم انهم لم يردوا الأمر إليه. وسار غازي صاحب الموصل بن قطب الدين مودود بن زنكي إلى بلاد نور الدين التي بالجزيرة وهي: نصيبين والخابور وحران والرها والرقة فملكها. ونقم عليه صلاح الدين أنهم لم يخبروه حتى يدافعه عن بلادهم. وكان الخادم سعد الدين كمستكين الذي ولاه نور الدين قلعة الموصل، وأمر سيف الدين غازي بمطالعته بأموره قد لحق عند وفاة نور الدين بحلب، وأقام بها عند شمس الدين علي بن الداية المستبد بها بعد نور الدين فبعثه ابن الداية إلى دمشق في عسكر ليجيء بالملك الصالح إلى حلب لمدافعة سيف الدين غازي فنكروه أولا وطردوه.ثم رجعوا إلى هذا الرأي، وبعثوا عنه فسار مع الملك الصالح إلى حلب ولحين دخوله قبض على ابن الداية وعلى مقدمي حلب، واستبد بكفالة الصالح، وخاف الأمراء بدمشق، وبعثوا إلى سيف الدين غازي ليملكوه فظنها مكيدة من ابن عمه. وامتنع عليهم وصالح ابن عمه على ما أخذ من البلاد فبعث أمراء دمشق إلى صلاح الدين، وتولى كبر ذلك ابن المقدم فبادر إلى الشام وملك بصرى. ثم سار إلى دمشق فدخلها في منسلخ ربيع سنة سبعين وخمسمائة. ونزل دار أبيه المعروفة بالعفيفي وبعث القاضي كمال الدين ابن الشهرزوري إلى ريحان الخادم بالقلعة أنه 



على طاعة الملك الصالح وفي خدمته، وما جاء إلا لنصرته فسلم إليه القلعة وملكها.واستخلف على دمشق أخاه سيف الإسلام طغركين، وسار إلى حمص، وبها والٍ من قبل الأمير مسعود الزعفراني. وكانت من أعماله فقاتلها وملكها، وجمر عسكراً لقتال قلعتها. وسار إلى حماة مظهرا لطاعة الملك الصالح، وارتجاع ما أخذ من بلاده بالجزيرة. وبعث بذلك إلى صاحب قلعتها خرديك واستخلفه. وسار إلى الملك الصالح ليجمع الكلمة، ويطلق أولاد الداية. واستخلف على قلعة حماة أخاه. ولما وصل إلى حلب حبسه كمستكين الخادم، ووصل الخبر إلى أخيه بقلعة حماة فسلمها لصلاح الدين. وسار إلى حلب فحاصرها ثالث جمادى الأخيرة، واستمات أهلها في المدافعةعن الصالح. وكان بحلب سمند صاحب طرابلس من الإفرنج محبوسا منذ أسره نور الدين على حارم سنة تسع وخمسين فأطلقه كمستكين على مال وأسرى ببلده. وتوفي نور الدين أول السنة وخلف ابناً مجذوماً فكفله سمند واستولى على ملكهم. فلما حاصر صلاح الدين حلب بعث كمستكين إلى سمند يستنجده، فسار إلى حمص ونازلها فسار إليه صلاح الدين، وترك حلب.وسمع الإفرنج بمسيره فرحلوا عن حمص ووصل هو إليها عاشر رجب فحاصرقلعتها، وملكها آخر شعبان من السنة. ثم سار إلى بعلبك وبها يمن الخادم من أيام نور الدين فحاصره حتى استأمن إليه، وملكها رابع رمضان من السنة، وصار بيده من الشام: دمشق وحماة وبعلبك. ولما استولى صلاح الدين على هذه البلاد من أعمال الملك الصالح، كتب الصالح إلى ابن عمه سيف الدين غازي صاحب الموصل يستنجده على صلاح الدين فأنجده بعساكره مع أخيه عز الدين مسعود، وصاحب جيشه عز الدين زلقندار. وسارت معهم عساكر حلب، وساروا جميعا لمحاربة صلاح الدين.وبعث صلاح الدين إلى سيف الدين غازي أن يسلم لهم حمص وحماة، ويبقى بدمشق نائبا عن الصالح فأبى إلا رد جميعها، فسار صلاح الدين إلى العساكر ولقيهم آخر رمضان بنواحي حماة فهزمهم وغنم ما معهم. واتبعهم إلى حلب وحاصرها، ورحل عن حلب لعشرين من شوال. وعاد إلى حماة، وكان فخر الدين مسعود بن الزعفراني من الأمراء النورية، وكانت ماردين من أعماله مع حمص وحماة وسلمية وتل خالد والرها. فلما ملك أقطاعه هذه اتصل به فلم ير نفسه عنده كما ظن ففارقه. فلما عاد صلاح الدين من حصار حلب إلى حماة سار إلى بعلبك، واستأمن إليه وإليها فملكها، وعاد إلى حماة فأقطعها خاله شهاب الدين محمود، وأقطع حمص ناصر الدولة بن شيركوه، وأقطع بعلبك شمس الدين بن المقدم ودمشق إلى عماد، والله تعالى ولي التوفيق بمنه وكرمه





يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق