2424
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
هزيمة نور الدين صاحب الموصل أمام عسكر العادل:
لم يزل الملك العادل يراسل قطب الدين صاحب سنجار، ويستميله إلى أن خطب له في أعماله سنة ستمائة فسار نور الدين صاحب الموصل إلى نصيبين من أعمال قطب الدين فحاصرها
وملك المدينة. وأقام يحاصر القلعة فبينما هو قد قارب فتحها بلغه الخبر من نائبه بالموصل بأن مظفر الدين كوكبري صاحب اربل من أعمال الموصل فرحل عن نصيبين معتزما على قصد اربل فلم يجد كل الخبر صحيحا فسار إلى تل اعفر من أعمال سنجار فحاصرها وملكها. وكان الأشرف موسى بن العادل قد سار من حران إلى رأس العين نجدة لصاحب سنجار. وقد اتفق معه على ذلك مظفر الدين صاحب اربل وصاحب كيفا وآمد وصاحب جزيرة ابن عمر، وتراسلوا وتواعدوا للاجتماع. فلما ارتحل نور الدين عن نصيبين اجتمعوا عليها، وجاءهم أخو الأشرف نجم الدين صاحب ميافارقين وساروا إلى البقعا من تل اعفر إلى كفررقان. وقصده المطاولة حتى جاءه بعض عيونه فقللهم في عينه وأطمعه فيهم، وكان من مواليه فوثق بقوله ورحل إلى نوشري قريبا منهم. وتراءى الجمعان فالتقوا، وانهزم نور الدين ونجا في فل قليل، ونزلت العساكر كفررقان ونهبوا مدينة فيد، وما إليها، وأقاموا هنالك. وترددت الرسل في الصلح على أن يعيد نور الدين تل اعفر لقطب الدين صاحب سنجار فأعادها، واصطلحوا سنة إحدى وستمائة، ورجع كل إلى بلده. والله تعالى ولي التوفيق.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق