إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

2412 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 مسير صلاح الدين إلى بلاد الجزيرة وحصاره الموصل واستيلاؤه على كثير من بلادها ثم على سنجار:


2412

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


مسير صلاح الدين إلى بلاد الجزيرة وحصاره الموصل واستيلاؤه على كثير من بلادها ثم على سنجار:

كان عز الدين صاحب الموصل قد أقطع مظفر الدين كوكبري زين الدين كجك مدينة حران وقلعتها. ولما سار صلاح الدين لحصار البيرة جنح إليه مظفر الدين، ووعده النصر، واستحثه للقدوم على الجزيرة فسار إلى الفرات موريا بقصد    وعبر إليه مظفر الدين فلقيه، وجاء معه إلى البيرة، وهي قلعة منيعة على الفرات من عدوة الجزيرة. وكان صاحبها من بني أرتق أهل ماردين قد أطاع صلاح الدين فعبر من جسرها وعز الدين صاحب الموصل يومئذ قد سار ومعه مجاهد الدين إلى نصيبين لمدافعة صلاح الدين عن حلب. فلما بلغهما عبوره الفرات عادا إلى الموصل، وبعثا حامية إلى الرها. وكاتب صلاح الدين ملوك النواحي بالنجدة والوعد على ذلك. وكان تقدم العهد بينه وبين نور الدين محمد بن قرى ارسلان صاحب كيفا على أن صلاح الدين يفتح آمد ويسلمها إليه. فلما كاتبهم الآن كان صاحب كيفا أول مجيب، وسار صلاح الدين إلى الرها فحاصرها في جمادى سنة ثمان وسبعين، وبها يومئذ فخر الدين مسعود الزعفراني فلما اشتد به الحصار استأمن إلى صلاح الدين، وحاصر معه القلعة حتى سلمها نائبها على مال أخذه، وأقطعها صلاح الدين مظفر الدين كوكبري صاحب حران. وسار عنها إلى الرقة، وبها نائبها قطب الدين نيال بن حسان المنبجي فأجفل عنها إلى الموصل، وملكها صلاح الدين وسار إلى الخابور وهو قرقيسيا وماكسين وعرمان فاستولى على جميعها. وسار إلى نصيبين فملكها لوقتها، وحاصر القلعة أياما وملكها، وأقطعها أبا الهيجاء السمين من أكبر أمرائه. وسار عنها وملكها، ومعه صاحب كيفا. وجاءه الخبر بأن الإفرنج أغاروا على أعمال دمشق ووصلوا داريا فلم يحفل بخبرهم، واستمر على شأنه وأغراه مظهر الدين كوكبري وناصر الدين محمد بن شيركوه بالموصل، ورجحا قصدها على سنجار وجزيرة ابن عمر كما أشار عليهما فسار صلاح الدين وصاحبها عز الدين، ونائبه مجاهد الدين، وقد جمعوا العساكر وأفاضوا العطاء وشحنوا البلاد التي بايديهم كالجزيرة وسنجار والموصل واربل، وسار صلاح الدين حتى قاربها وسار هو ومظفر الدين وابن شيركوه في أعيان دولته إلى السور فرآه مخايل الامتناع. وقال لمظفر الدين ولناصر الدين ابن عمه قد



 أغررتماني. ثم صبح البلد وناشبه وركب أصحابه في المقاعد للقتال. ونصب منجنيقا فلم يغن ونصب إليه من البلد تسعة. ثم خرج إليه جماعة من البلد وأخذوه وكانوا يخرجون ليلاً من البلد بالمشاعل يوهمون الحركة. فخشي صلاح الدين من البيات وتأخر عن القصد، وكان صدر الدين شيخ الشيوخ قد وصل من قبل الخليفة الناصر مع بشير الخادم من خواصة، في الصلح بين الفريقين على اعادة صلاح الدين بلاد الجزيرة فأجاب على إعادة الآخرين حلب فامتنعوا. ثم رجع عن شرط حلب إلى ترك مظاهرة صاحبها فاعتذروا عن ذلك، ووصلت رسل صاحب أذربيجان قرا ارسلان. وأرسل صاحب خلاط شاهرين فلم ينتظم بينهما أمر، ورحل صلاح الدين عن الموصل إلى سنجار فحاصرها، وبها أمير أميران   وأخوه عز الدين صاحب الموصل في عساكر، ولقيه شرف الدين وجاءها المدد من الموصل فحال بينهم وبينها، وداخله بعض أمراء الأكراد  من الدوادية من في داخلها فكبسها صلاح الدين ولحق بالموصل. وملك صلاح الدين سنجار وصارت سياجا على جميع ما ملكه بالجزيرة. وولى عليها سعد الدين ابن معين الدين أنز الذي كان متغلبا بدمشق على آخر    طغركين وعاد فمرّ بنصيبين وشكا إليه أهلها من أبي الهيجاء السمين فعزله وسار إلى حران بلدة مظفر الدين كوكبري فوصلها في القلعة من سنة سبع وثمانين فأراح بها، وأذن لعساكره في الإنطلاق وكان عز الدين قد بعث إلى شاهرين صاحب خلاط يستنجده. وأرسل شاهرين إلى صلاح الدين بالشفاعة في ذلك رسلاً عديدة آخرهم مولاه سكرجاه، وهو على سنجار، فلم يشفعه    أخاه من ذلك وفارقه مغاضباً. وسار شاهرين إلى قطب الدين صاحب ماردين وهو ابن أخته وابن خال عز الدين وصهره على بنته فاستنجده، وسارمعه، وجاءهم عز الدين من الموصل في عساكره، واعتزموا على قصد صلاح الدين وبلغه الخبر وهو مريح بحران فبعث عن تقي الدين ابن أخيه صاحب حمص وحماة، وارتحل للقائهم ونزل رأس عين، فخاموا عن لقائه، ولحق كل



 ببلده، وسار صلاح الدين إلى ماردين فأقام عليها أياما ورجع، والله تعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق