إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 يناير 2015

1133 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) القسم الثاني المجلد الرابع تاريخ ابن خلدون من ص 268 حتى صفحة 435 مسير المتقي إلى الموصل وعوده:


1133

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

القسم الثاني المجلد الرابع

 تاريخ ابن خلدون

من ص 268 حتى صفحة 435


مسير المتقي إلى الموصل وعوده:

ولما انصرف ناصر الدولة وسيف الدولة عن المتقي من بغداد جاء توزون من واسط واستولى على الدولة، ثم رجع إلى واسط ووقعت بينه وبين ابن البريدي بالبصرة مواصلة وصهر استوحش لها المتقي. وكان بعض أصحاب توزون منافراً له، فأكثر فيه السعاية عند المتقي والوزير ابن مقلة، وخوفهما اتصال يده بابن البريدي. وقارن ذلك اتصال ابن شيرزاده  بتوزون ومسيره إليه بواسط، فذكروا الخليفة بما فعل ابن البريدي معه في الّمرة الأخرى وخوّفوه عاقبة أمرهم، فكتب إلى ابن حمدان أن ينفذ إليه عسكراً يسير صحبته إليهم فأنفذه مع ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان، ووصلوا إلى بغداد سنة إثنتين وثلاثين وخرج المتقي معهم بأهله وأعيان دولته، ومعه الوزير ابن مقلة، وانتهى إلى تكريت فلقيه سيف الدولة هنالك.

وجاء ناصر الدولة فأصعد المتقي إلى الموصل. ولما بلغ الخبر إلى توزون سار نحو تكريت فلقيه سيف الدولة عندها فقاتله ثلاثة أيام. ثم هزمه تورون ونهب سواده وسواد اخيه. وسار سيف الدولة إلى الموصل وتوزون في اتباعه فخرج ناصر الدولة والمتقي وجملته إلى نصيبين، ثم إلى الرقة، ولحقهم سيف الدولة إليها. وملك توزون الموصل، وبعث إليه المتقي يعاتبه على اتصاله بابن البريدي، وأنه إنما استوحش من ذلك فإن آثر رضاه واصل ابن حمدان فأجاب توزون إلى ذلك، وعقد الضمان لناصر الدولة على ما بيده من البلاد لثلاث سنين، كل سنة بثلاثة آلاف وستمائة الف. وعاد توزون إلى بغداد وأقام المتقي بالرقة. ثم أحس من ابن حمدان ضجراً به، وبلغ سيف الدولة ان محمد بن نيال الترجمان أغرى المتقي بسيف الدولة، وهو الذي كان أفسد بين المتقي وتوزون فقبض عليه سيف الدولة وقتله، وارتاب المتقي بذلك فكتب إلى توزون يستصلحه. وكتب إلى الأخشيد محمد بن طغج صاحب مصر يستقدمه، فسار إليه الأخشيد. ولما وصل إلى حلب، وعليها من قبل سيف الدولة ابن عمهم أبو عبد الله سعيد بن حمدان



 فرحل عنها، وتخلف عنه ابن مقاتل الذي كان بدمشق مع ابن رائق. ولم وصل الأخشيد إلى حلب لقيه ابن مقاتل فأكرمه واستعمله على خراج مصر. ثم سار إلى المتقي بالرقة فلقيه منتصف ثلاث وثلاثين فبالغ المتقي في إكرامه، وبالغ هو في الأدب معه، وحمل إليه الهدايا والى وزيره وحاشيته، وسأله المسير إلى مصر أو الشام فأبى فأشار عليه أن لا يرجع إلى توزون فأبى. وأشار على ابن مقلة أن يسير معه إلى مصر ليحكمه في دولته، وخوفه من توزون فلم يعمل، وجاءهم رسل توزون في الصلح وأنهم استحلفوه للخليفة والوزير، فانحدر المتقي إلى بغداد آخر المحرم، وعاد الأخشيد إلى مصر. ولما وصل المتقي إلى هيت لقيه توزون فقبل الأرض، ورأى أنه تحلل عن يمينه بتلك الطاعة. ثم وكل به وسمل المتقي ورجع، إلى بغداد فبايع للمستكفي. ولما ارتحل المتقي عن الرقة ولى عليها ناصر الدولة ابن عمه أبا عبد الله بن سعيد بن حمدان، وعلى طريق الفرات وديار مضر وقنسرين وجند والعواصم وحمص. فلما وصل إلى الرقة طمع أهلها فيه فقاتلهم، وظفر بهم ورجع إلى حلب، وقد كان ولى على هذه البلاد قبله أبا بكر محمد بن عليّ بن مقاتل.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق