إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 يناير 2015

1124 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) القسم الثاني المجلد الرابع تاريخ ابن خلدون من ص 268 حتى صفحة 435 دولة بني حمدان


1124

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

القسم الثاني المجلد الرابع

 تاريخ ابن خلدون

من ص 268 حتى صفحة 435


دولة بني حمدان

الخبر عن دولة بني حمد ان المستبدين بالدعوة العباسية من العرب

بالموصل والجزيرة والشام ومبادىء أمورهم وتصاريف أحوالهم

كان بنو ثعلب بن وائل من أعظم بطون ربيعة بن نزار، ولهم محل في الكثرة والعدد، وكانت مواطنهم بالجزيرة في ديار ربيعة، وكانوا على دين النصرانية في الجاهلية، وصاغيتهم مع قيصر. وحاربوا المسلمين مع غسّان وهرَقْل أيام الفتوحات في نصارى العرب يومئذ من غسّان وإيّاد وقُضاعة وزَابِلة وسائر نصارى العرب. ثم ارتحلوا مع هرقْل إلى بلاد الروم، ثم رجعوا إلى بلادهم. وفرض عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجزية. فقالوا: يا أمير المؤمنين لا تذلنا بين العرب باسم الجزية، واجعلها صدقة مضاعفة ففعل. وكان قائدهم يومئذ حنظَلَة بن قَيس بن هرير من بني مالك بن بكربن حبيب بن عمرو بن غنم بن ثعلب وكان من رهطه عمرو بن بسطام صاحب السند أيام بني أمية. ثم كان منهم بعد ذلك في الإسلام ثلاثة بيوت :آل عمر بن الخطّاب العدويّ، وآل هارون المغمر، وآل حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن أسد. ولم يذكر ابن حزم هؤلاء البيوت الثلاثة في بطون بني ثعلب في كتاب الجمهَرَة. ووقفت على حاشية في هذا الموضع من كتابه فيها ذكر هؤلاء الثلاثة كالاستلحاق عليه. وقال في بني حمدان: وقيل إنهم موالي بني أسد. ثم قال آخر الحاشية إنه من خط المصنّف يعني ابن حزم. ولما فشا دين الخارجيّة بالجزيرة أيام مروان بن الحكم و فرّق جموعه، ومحا آثار تلك الدعوة. ثم ظهر في الجزيرة بعد حين أثر من تلك الدعوة. وخرج مساور بن عبد الله بن مساور البجليّ من السرات أيام الفتنة بعد مقتل المتوكّل، واستولى على أكثر أعمال الموصل، وجعل دار هجرته الحديثة. وكان على الموصل يومئذ عقبة بن محمد بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي الذي ولّى المنصور جدّه محمداً على إفريقية، وعليه خرج مساور. ثم وليَ على الموصل أيوب بن أحمد بن عمر بن الخطاب الثعلبي سنة أربع وخمسين، واستخلف عليه ابنه الحسن فسار إلى مساور في جموع قومه، وفيهم حمدون بن الحرث فهزموا الخوارج وفرّقوا جمعهم. ثم وليَ أيام المهتدي عبد الله بن سليمان بن عمران الأزدي فغلبه



 الخوارج، وملك مساور الموصل، ورجع إلى الحُديثَة. ثم انتقض أهل الموصل أيام المُعتمِد سنة تسع وخمسين، وأخرجو العامل وهو ابن أساتكين آلهيثم بن عبد الله بن المعتمد العدويّ  من بني ثعلب، فامتنعوا عليه، وولّوا مكانه إسحق بن أيوب من آل الخطّاب، فزحف، ومعه حمدان بن حمدون وحاصرها مدّة. ثم كانت فتنة إسحق بن كنداجُق وانتقاضه على المعتمد، واجتمع لمدافعته عليّ بن داود صاحب الموصل، وحمدان بن حمدون، وإسحق بن أيوب فهزمهم إسحق بن كنداجق، وافترقوا فاتبع إسحق بن ايوب إلى نصيبين ثم إلى آمد. واستجار فيها بعيسى بن الشيخ الشيبانيّ وبعث إلى المُعزّ موسى بن زرارة صاحب أرزن فامتنع بأنجادهما. ثم ولي المعتمد ابن كنداجق على الموصل سنة سبع وستين فاجتمع لحربه إسحق بن ايوب، وعيسى بن الشيخ، وابو العزّ بن زرارة وحمدان بن حمدون في ربيعة و ثعلب فهزمهم ابن كنداجق، وحاصره هو ولجأوا إلى آمد عند عيسى بن الشيخ الشيباني، وحاصرهم بها، وتوالت عليهم الحروب. وهلك مساور الخارجيّ أثناء هذه الفتن في حربه مع العساكر سنة ثلاث وستين. واجتمع الخوارج بعده على هارون بن عبد الله البجليّ، واستولى على الموصل وكثر تابعه. وخرج عليه محمد بن خردان من أصحابه فغلبه على الموصل، فقصد حمدان بن حمدون مستنجداً به فسار معه وردّه إلى الموصل ولحق محمد بالحديثة، ورجع أصحابه إلى هارون. ثم سار هارون من الموصل إلى محمد فأوقع به وقتله، وعاث في الأكراد الجلاليّة أصحابه، وغلب على القرى والرساتيق، وجعل يأخذ الزكاة والعشر. ثم زحف بنو شيبان لقتاله سنة إثنتين وسبعين، فاستنجد بحمدان بن حمدون، وانهزم قبل وصوله إليه. ثم كانت الفتنة بين اسحق بن كنداجق ويوسف بن أبي الساج، وأخذ ابن أبي الساج بدعوة ابن طولون وكلب على الجزيرة والموصل، ثم عاد وملكها لابن كنداجق، وولّى عليها هارون بن سيما سنة تسع وسبعين ومائتين. فطرده أهلها، واستنجد ببني شيبان فساروا معه إلى الموصل، واستمدّ أهلها الخوارج وبنتي ثعلب فسار لامدادهم هارون الساري وحمدان فهزمهم بنو شيبان، وخاف أهل الموصل من ابن سيما. فبعثوا إلى بغداد، وولّى عليهم المعتمد علي بن داود الأزديّ. ولما بلغ المعتضد ممالأة حمدان بن حمدون لهارون الساري، وما فعله بنو شيبان، وقد كان خرج لإصلاح الجزيرة، وأعطاه بنو شيبان رهنهم على الطاعة زحف إلى حمدان وهزمه فلحق بماردين، وترك



 بها ابنه الحسين. وهرب فسار مع وصيف ونصر القسوري، ومروا بدير الزعفران وبه الحسين بن حمدان فاستأمن لهم، وبعثوا به إلى المعتضد. وأمر بهدم القلعة، ولقي وصيف حمدان فهزمه، وعبر إلى الجانب الغربي. ثم سار إلى معسكر، المعتضد، وكان إسحق بن أيوب الثعلبيّ قد سبق إلى طاعة السلطان، وهو في معسكره، فقصد خيمته ملقيا بنفسه عليه فأحصره عند المعتضد فحبسه. ثم سار نصر القسوري في اتباع هارون فهزم الخوارج، ولحق بأذربيجان. واستأمن آخرون إلى المعتضد، ودخل هارون البريّة. ثم سار المعتضد سنة ثلاث وثمانين في طلب هارون، وبعث في مقدمته وصيفا وسرّح معه الحسين بن حمدان بن يكرين، واشترط له إطلاق ابنه إن جاء بهارون فاتبعه وأسره وجاء به إلى المعتضد فخلع عليه وعلى إخوته وطوّقه، وفك القيود عن حمدان ووعده بإطلاقه. ومات إسحق بن أيوب العدويّ وكان على ديار ربيعة فولّى المعتضد مكانه عبد الله بن الهيثم بن عبد الله بن المعتمد.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق