إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 يناير 2015

1116 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) القسم الثاني المجلد الرابع تاريخ ابن خلدون من ص 268 حتى صفحة 435


1116

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

القسم الثاني المجلد الرابع

 تاريخ ابن خلدون

من ص 268 حتى صفحة 435

وخرج الحسن للقائهم فأصابته الحمى من الفرح فمات، وحزن الناس عليه وولي ابنه أحمد باتفاق أهل صقلية بعد أن ولى المعز عليهم يعيش مولى الحسن فلم ينهض بالأمر ووقعت الفتنة بين كتامة والقبائل، وعجز عن تسكينها. وبلغ الخبر إلى المعز فولى عليها أبا القاسم علي بن الحسن نيابة عن أخيه أحمد. ثم توفي أحمد بطرابلس سنة تسع وخمسين، واستبد بالإمارة أخوه أبو القاسم علي، وكان مدلًا محباً. وسار إليه سنة إحدى وسبعين ملك الفرنج في جموع عظيمة، وحصر قلعة رمطة وملكها، وأصاب سرايا المسلمين. وسار الأمير أبو القاسم في العساكر من بليرم يريدهم، فلما قاربهم خام عن اللقاء ورجع، وكان الفرنج في الأسطول يعاينونه فبعثوا بذلك للملك بردويل فسار في اتباعه، وأدركه فاقتتلوا، وقتل أبو القاسم في الحرب. وأهم المسلمين أمرهم فاستماتوا، وقاتلوا الفرنج فهزموهم اقبح هزيمة. ونجا بردويل إلى خيامه برأسه، وركب البحر إلى رومة. وولى المسلمون عليهم بعد الأمير أبي القاسم ابنه جابر فرحل بالمسلمين لوقته راجعاً، ولم يعرج على الغنائم. وكانت ولاية الأمير أبي القاسم اثنتي عشرة سنة ونصفاً. وكان عادلاً حسن السيرة. ولما ولي ابن عمه جعفر بن محمد بن علي أبي الحسن، وكان من وزراء  وندمائه استقامت الأمور، وحسنت الأحوال. وكان يحب اهل العلم ويجزل الهبات لهم. وتوفي سنة خمس وسبعين، وولي أخوه عبد الله فاتبع سيرة اخيه إلى أن توفي سنة تسع وسبعين، وولي ابنه ثقة الدولة أبو الفتوح يوسف بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي الحسن، فأنسى بجلائله وفضائله من كان قبله منهم إلى أن أصابه الفالج، وعطل نصفه الأيسر سنة ثمان وثمانين. وولي ابنه تاج الدولة جعفر بن ثقة الدولة يوسف فضبط الأمور، وقام بأحسن قيام، وخالف عليه أخوه علي سنة خمس وأربعمائة مع البربر والعبيد، فزحف إليه جعفر فظفر به وقتله، ونفى البربر والعبيد، واستقامت أحواله. ثم انقلبت حاله واختلت على يد كاتبه ووزيره حسن بن محمد الباغاني فثار عليه الناس بسببها، وجاؤوا حول القصر، وأخرج إليهم أبو الفتوح في محفة فتلطف بالناس، وسلم إليهم الباغاني فقتلوه، وقتلوا حافده أبا رافع، وخلع ابنه ابن جعفر، ورحل إلى مصر، وولى ابنه ابن جعفر سنة عشرة ولقبه بأسد الدولة بن تاج الدولة. ويعرف بالأكحل فسكن الاضطراب واستقامت الاحوال، وفوض الأمور إلى ابنه ابن جعفر، وجعل مقاليد الأمور بيده



 فأساء ابن جعفر السيرة، وتحامل على صقلية ومال إلى أهل إفريقية. وضج الناس وشكوا أمرهم إلى المعز صاحب القيروان، وأظهروا دعوته فبعث الأسطول فيه ثلاثمائة فارس مع ولديه عبد الله وأيوب، واجتمع أهل صقلية وحصروا أميرهم الأكحل، وقتل وحمل رأسه إلى المعز سنة سبع عشرة واربعمائة. ثم ندم أهل صقلية على ما فعلوه وثاروا بأهل إفريقية، وقتلوا منهم نحواً من ثلاثمائة واخرجوهم، وولوا الصمصام أخا الأكحل فاضطربت الأمور، وغلب السفلة على الأشراف. ثم سار أهل بليرم طى الصمصام وأخرجوه، وقدموا عليهم ابن الثمنة من رؤس الأجناد، وتلقب القادر بالله واستبد بمازر ابنه عبد الله قبل الصمصام، وغلب ابن الثمنة على ابن الأكحل فقتله واستقل بملك الجزيرة، إلى أن أخذت من يده. ولما استبد ابن الثمنة بصقلية تزوج ميمونة بنت الجراس فتخيل له منها شيء فسقاها السم. ثم تلافاها وأحضر الاطباء فأنعشوها، وأفاقت فندم واعتذر فأظهرت له القبول. واستأذنته في زيارة أخيها بقصريانة، وأخبرت أخاها فحلف أن لا يردّها، ووقعت الفتنة وحشد ابن الثمنة فهزمه ابن جراس فانتصر ابن الثمنة بالروم.

وجاء القمص وجاز ابن ينقر بن خبرة ومعه سبعة من إخوته، وجمع من الافرنج، ووعدهم بملك صقلية فداخل في بيع مية. وقصد قصريانة وحكموا على مروا من لمنازل، وخرج ابن جراس فهزمه ورجع إلى إفريقية عمر بن خلف بن مكي فنزل تونر، وولي قضاءها. ولم يزل الروم يملكونها حتى لم يبق إلا المعاقل. وخرج ابن الجراس بأهله وماله صلحا سنة أربع وستين واربعمائة، وتملكها رجار كلها، وانقطعت كلمة الإسلام مها، ودولة الكلبيين وهم عشرة، ومدّتهم خمس وتسعون سنة. ومات رجار في قلعة مليطو من أرض قلورية سنة أربع وتسعين، وولي ابنه رجار الثاني وطالت أيامه. وله ألف الشريف أبو عبد الله الإدريسى كتاب نزهة المشارق في أخبار الآفاق، وسماه قصار رجار علما عليه معروفاً به في الشهرة، والله مقدر الليل والنهار.




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق