إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

1115 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 القسم الثاني المجلد الرابع من تاريخ العلامة ابن خلدون دولة بني أبي الحسن الكلبيين


1115

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267

القسم الثاني المجلد الرابع

من تاريخ العلامة ابن خلدون


دولة بني أبي الحسن الكلبيين

بقية أخبار صقلية ودولة بني الحسن الكلبيين بها من العرب المستبدين بدعوة العبيديين وبداية أمرهم وتصاريف أحوالهم

ولما استولى عبيد الله المهدي على أفريقية ودانت له، وبعث العمال في نواحيها بعث على جزيرة صقلية الحسن بن محمد بن أبي خنزير، من رجالات كتامة، فوصل إلى مأزر سنة سبع وتسعين في العساكر، فولى أخاه على كبركيت؛ وولى على القضاء بصقلية إسحق بن المنهال.. ثم سار سنة ثمان وتسعين في العساكر إلى ومش فعاث في نواحيها ورجع. ثم شكا أهل صقلية سوء سيرته وثاروا به 



وحبسوه، وكتبوا إلى المهدي معتذرين فقبل عذرهم وولى عليهم أحمد بن قهرب. وبعث سرية إلى أرض قلورية فدوخوها ورجعوا بالغنائم والسبي. ثم أرسل سنة ثلاثمائة ابنه علياً إلى قلعة طرمين المحدثة ليتخذها حصناً لحاشيته وأمواله حذراً من ثورة أهل صقلية فحصرها ابنه ستة أشهر. ثم اختلف عليه العسكر فأحرقوا خيامه، وأرادوا قتله فمنعه العرب، ودعا هو الناس إلى المقتدر فأجابوه. وقطع خطبة المهدي، وبعث الأسطول إلى إفريقية، ولقوا أسطول المهدي وقائده الحسن بن ابي خنزير فقتلوه، واحرقوا الأسطول. وسار أسطول بن قهرب إلى صفاقس فخربوها وانتهوا إلى طرابلس، وانتهى الخبر إلى القائم بن المهدي. ثم وصلت الخلع والألوية من المقتدر إلى ابن قهرب. ثم بعث الجيش في الأسطول إلى قلورية فعاثوا في نواحيها ورجعوا. ثم بعث ثانية أسطولاً إلى إفريقية فظفر به أسطول المهدي فانتقض أمره، وعصى عليه أهل كبركيت، وكاتبوا المهدي. ثم ثار الناس بابن قهرب آخر الثلاثمائة وحبسوه، وأرسلوه إلى المهدي فأمر بقتله على قبر ابن خنزير في جماعة من خاصته. وولى على صقلية أبا سعيد بن احمد، وبعث معه العساكر من كتامة فركب إليها البحر فنزل في طرابنة، وعصى عليه أهل صقلية بمن معه من العساكر فامتنعوا عليه، وقاتله أهل كبركيت وأهل طرابنة فهزمهم وقتلهم. ثم استأمن إليه أهل طرابنة فأمنهم وهدم أبوابها. وأمره المهدي بالعفو عنهم. ثم ولى المهدي على صقلية سالم بن راشد، وأمده سنة ثلاث عشرة بالعساكر فعبر البحر إلى أرض انكبردة فدوّخها، وفتحوا فيها حصوناً ورجعوا. ثم عادوا إليها ثانية وحاصروا مدينة ادرنت أياماً، ورحلوا عنها. ولم يزل أهل صقلية يغيرون على ما بأيدي الروم من جزيرة صقلية وقلورية، ويعيثون في نواحيها. وبعث المهدي سنة إثنتين وعشرين جيشاً في البحر مع يعقوب بن إسحق فعاث في نواحي جنوة ورجعوا. ثم بعث جيشه من قابل ففتحوا مدينة جنوة، ومروا بسردانية فأحرقوا فيها مراكب وانصرفوا. ولما كانت سنة خمس وعشرين انتقض أهل كبركيت على أميرهم سالم بن راشد، وقاتلوا جيشه، وخرج إليهم سالم بنفسه فهزمهم، وحصرهم ببلدهم. واستمد القائم فأمدّه بالعساكر مع خليل بن إسحق، فلما وصل إلى صقلية شكا إليه أهلها من سالم بن راشد، واسترحمته النساء والصبيان. وجاءه أهل كبركيت وغيرها من أهل صقلية بمثل ذلك فرق لشكواهم، ودس إليهم سالم بأن خليلا إنما جاء للانتقام منهم بمن قتلوا



 من العساكر فعاودوا الخلاف، واختط خليل مدينة على مرسى المدينة، وسماها الخالصة. وتحقق بذلك أهل كبركيت ما قال لهم سالم، واستعدوا للحرب فسار إليهم خليل منتصف ست وعشرين، وحصرهم ثمانية أشهر يغاديهم بالقتال ويراوحهم؛ حتى إذا جاء الشتاء رجع إلى الخالصة، واجتمع أهل صقلية على الخلاف، واستمدوا ملك القسطنطينية فأمدهم بالمقاتلة والطعام. واستمد خليل القائم فامده بالجيش فافتتح قلعة أبي ثور وقلعة البلوط، وحاصر قلعة بلاطنو إلى أن انقضت سنة سبع وعشرين فارتحل عنها وحاصر كبركيت. ثم حبس عليها عسكرا للحصار مع أبي خلف بن هارون ورحل عنها، وطال حصارها إلى سنة تسع وعشرين فهرب كثير من أهل البلد إلى بلد الروم، واستأمن الباقون فأمنهم على النزول عن القلعة. ثم غدر بهم فارتاع لذلك سائر القلاع وأطاعوا، ورجع خليل إلى إفريقية آخر سنة تسع وعشرين، وحمل معه وجوه أهل كبركيت في سفينة، وأمر بخرقها في لجة البحر فغرقوا أجمعين. ثم ولى على صقلية عطاف الأزدي. ثم كانت فتنة أبي يزيد، وشغل القائم والمنصور بأمره فلما انقضت فتنة أبي يزيد، عقد المنصور على صقلية للحسن بن أبي الحسن الكلبي من صنائعهم ووجوه قواده، وكنيتة أبو الغنائم، وكان له في الدولة محل كبير. وفي مدافعة أبي يزيد غناء عظيم. وكان سبب ولايته أن أهل بليرم كانوا قد استضعفوا عطافاً واستضعفهم العدو لعجزه، فوثب به أهل المدينة يوم الفطر من سنة خمس وثلاثين، وتولى كبر ذلك بنو الطير منهم، ونجا عطاف إلى الحصن، وبعث للمنصور يعلمه ويستمده فولى الحسن بن علي على صقلية، وركب البحر إلى مأزر، وأرسى بها فلم يلقه أحد منهم. وأتاه في الليل جماعة من كتامة واعتذروا إليه عن الناس بالخوف من بني الطير. وبعث بنو الطير عيونهم عليه واستضعفوه وواعدوه أن يعودوا إليه فسبق ميعادهم، ودخل المدينة، ولقيه حاكم البلد وأصحاب الدواوين، واضطر بنو الطير إلى لقائه، وخرج إليهم كبيرهم إسمعيل، ولحق به من انحرف عن بني الطير فكثر جمعه. ودس إسمعيل بعض غلمانه فاستغاث بالحسن من بعض عبيده أنه أكره امرأته على الفاحشة، يعتقد أن الحسن لا يعاقب مملوكه فتخشن قلوب أهل البلد عليه. وفطن الحسن لذلك فدعا الرجل




 واستحلفه على دعواه، وقتل عبده فسر الناس بذلك، ومالوا عن الطيري وأصحابه، وافترق جمعهم. وضبط الحسن أمره، وخشي الروم بادرته فدفعوا إليه جزية ثلاث سنين. وبعث ملك الروم بطريقاً في البحر في عسكر كبير إلى صقلية، واجتمع هو والسردغرس. واستمدّ الحسن بن علي المنصور فأمده بسبعة آلاف فارس وثلاثة آلاف وخمسمائة راجل، وجمع الحسن من كان عنده وسار براً وبحراً. وبعث السرايا في أرض قلورية، ونزل على أبراجه فحاصرها وزحف إليه الروم فصالحه على مال أخذه، وزحف إلى الروم ففروا من غير حرب. ونزل الحسن على قلعة قيشانة فحاصرها شهراً، وصالحهم على مال ورجع إلى قلورية فعبر إلى خراجة فلقي الروم والسردغرس فهزمهم، وامتلأ من غنائمهم، وذلك يوم عرفة سنة أربعين وثلاثمائة. ثم ثار إلى خراجة فحاصرها حتى هادنه ملك الروم قسطنطين. ثم عاد إلى ربو وبنى بها مسجداً وسط المدينة، وشرط على الروم أن لا يعرضوا له، وأن من دخله من الاسرى أمن. ولما توفي المنصور وملك ابنه المعز سار إليه الحسن، واستخلف على صقلية ابنه أحمد، وأمره المعز بفتح القلاع التي بقيت للروم بصقلية فغزاها، وفتح طرمين وغيرها سنة إحدى وخمسين، وأعيته رمطة فحاصرها فجاءها من القسطنطينية أربعون ألفا مددا. وبعث أحمد يستمد المعز فبعث إليه المدد بالعساكر والأموال مع أبيه الحسن. وجاء مدد الروم فنزلوا بمرسى مسينة، وزحفوا إلى رومطة، ومقذم الجيوش على حصارها الحسن بن عمار وابن أخي الحسن بن علي فأحاط الروم بهم. وخرج أهل البلد إليهم، وعظم الأمر على المسلمين فاستماتوا، وحملوا على الروم وعقروا فرس قائدهم منويل فسقط عن فرسه، وقتل جماعة من البطارقة معه. وانهزم الروم وتتبعهم المسلمون بالقتل، وامتلأت ايديهم من الغنائم والأسرى والسبي. ثم فتحوا رمطة عنوة وغنموا ما فيها، وركب فلّ الروم من صقلية وجزيرة رفق في الأسطول ناجين بأنفسهم فاتبعهم الأمير أحمد في المراكب فحرقوا مراكبهم، وقتل كثير منهم، وتعرف هذه الوقعة بوقعة المجاز، وكانت سنة أربع وخمسين وأسر فيها ألف من عظمائهم، ومائة بطريق. وجاءت الغنائم والأسارى إلى مدينة بليرم حاضرة صقلية،



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق