1114
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
القسم الثاني المجلد الرابع
من تاريخ العلامة ابن خلدون
خروج زيادة الله إلى المشرق:
ولما وصل الخبر إلى زيادة الله بوصول الشيعي إلى قمودة، حمل أمواله وأثقاله، ولحق بطرابلس معتزماً على الشرق. وأقبل الشيعي إلى إفريقية، وفي مقدمته عروبة بن يوسف وحسن بن أبي خنزير؛ ووصل إلى رقادة في رجب سنة ست وتسعين، وتلقاه أهل القيروان وبايعوا لعبيد الله المهدي كما ذكرناه في أخبارهم ودولتهم. وأقام زيادة الله بطرابلس سبعة عشر يوماً، وانصرف ومعه إبراهيم بن الأغلب. وكان نمي عنه أنه أراد الاستبداد لنفسه بالقيروان بعد خروج زيادة الله فاعرض عنه، واطرحه وبلغ مصر فمنعه عاملها عيسى البرشدي من الدخول إلا عن أمر الخليفة، وانزله بظاهر البلد ثمانية أيام. وانصرف إلى ابن الفرات وزير المقتدر يستأذن له في الدخول فأتاه كتابه بالمقام في الرقة، حتى يأتيه رأي المقتدر فأقام بها سنة. ثم جاءه كتاب المقتدر بالرجوع إلى إفريقية. وأمر النوشزي بإمداده بالرجال والمال لاسترجاع الدعوة بإفريقية، ووصل إلى مصر فأصابته بها علة مزمنة، وسقط شعره. ويقال أنه سم، وخرج إلى بيت المقدس ومات بها. وتفرّق بنو الأغلب، وانقطعت أيامهم، والبقاء لله وحده. والله سبحانه وتعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق