1112
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
القسم الثاني المجلد الرابع
من تاريخ العلامة ابن خلدون
ابنه أبو العباس عبد الله بن إبراهيم أخي محمد أبي الغرانيق:
ولما هلك إبراهيم سنة تسع وثمانين كما قدمناه، قدم حافده زيادة الله بالجيوش على أبيه أبي العباس عبد الله لقام بأمر إفريقية، وعظم غناؤه، وكتب إلى العمال كتاباً يقرأ على الناس بالوعد الجميل والعدل والرفق والجهاد واعتقل إبنه زيادة الله هذا لما بلغه عنه من اعتكافه على اللذات واللهو، وأنه يروم التوثب عليه، وولى على صقلية مكانه محمد بن السرقوسي. وكان أبو العباس حسن السيرة عادلاً بصيراً بالحروب، وكانت أيامه صالحة، وكان نزوله بتونس. ولما توفي استولى أبو عبد الله الشيعي على كتامة، ودخلوا في أمره كافة، وزحف إلى ميلة فافتتحها، وقتل موسى بن عياش. وكان فتح بن يحيى أمير مسالة من كتامة حارب أبا عبد الله طويلاً، ثم غلبه، واستولى على قومه فنزع فتح إلى أبي العباس، وحرضه على قتال يكزاخول، وانما كان يكرّ على جفنة إذا نظر وزحف إليه من تونس سنة تسع وثمانين، ودخل سطيف ثم يلزمه، وقتل من دخل في دعوتهم. ولقيه أبو عبد الله الشيعي فانهزم وهرب من تاوزرت إلى انكجان، وهدم أبو خول قصر الشيعي، ثم قاتلهم يوماً إلى الليل فانهزم عسكر أبي خول، ولحق بتونس، ورجع بكتامة إلى مواضعهم. ولما دخل أبو خول بأبيه جدد له العسكر وأعاده ثانية، وانتظمت إليه القبائل، وسار حتى نزل سطيف. ثم ارتحل منها إلى لقائهم. وزحف إليه أبو عبد الله فهزمه، ورجع إلى سطيف، ثم ارتحل منها إلى لقائهم. وفي أثناء ذلك صانع زيادة الله بعض الخدم على قتل أبيه أبي العباس فقتل نائما في شعبان سنة تسعين ومائتين، وأطلق زيادة الله من اعتقاله.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق