1034
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
القسم الثاني المجلد الرابع
من تاريخ العلامة ابن خلدون
بقية خبر ابن مروان:
ولما ملك ابن تاكيت ماردة زحفت إليه العساكر من قرطبة وجاء عبد الرحمن مروان من بطليوس مدداً له فحاصروهم اشهراً، ثم اقلعوا. وكان بماردة جموع من العرب ومصمودة وكتامة فتحيل محمد بن تاكيت على العرب، وكتامة وأقاربهم فأخرجهم واستقل بماردة هو وقومه، وعظمت الفتنة بينه وبين عبد الرحمن بن مروان صاحب بطليوس بسبب مظاهرته عليه، وحاربه فهزمه أن مروان مراراً كانت إحداها على لقنت، استلحم فيها مصمودة فقصّت من جناح ابن تاكيت واستجاش بسعدون السرساقي صاحب قلنيرة فلم يغنه، وعلا كعب ابن مروان عليهم وتوثق أمره، وطلبه ابن حفصون في الولاية فامتنع ثم هلك أثر ذلك سنة(3) أيام الأمير عبد الله وولي ابنه عبد الرحمن بن مروان، وأثخن في البرابرة المجاورين له، وهلك لشهرين من ولايته فقعد الأمير عبد الله على بطليوس لأميرين من العرب ولحق من بقي من ولد عبد الرحمن بحصن شونة، وكانا إثنين من أعقابه، وهما مروان
وعبد الله ابنا ابنه محمد، وعمّهما مروان. ثم خرجا من حصن شونة ولحقا بآخر من أصحاب جدّهما عبد الرحمن. ثم اضطرب الأميران ببطليوس وتنازعا، وقتل أحدهما الأخر، واستقل ببطليوس، ثم تسور عبد الله منها سنة ست وثمانين فقتله وملك بطليوس، واستفحل أمره، والمعجّل له الأمير عبد الله عليها. ونازل حصون البرابرة حتى طاعوا له، وحارب ابن تاكيت صاحب ماردة. ثم اصطلحوا وأقاموا جميعاً طاعة الأمير عبد الله، ثم تحاربوا فاتصلت حروبهم إلى آخر دولته.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق