1043
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
القسم الثاني المجلد الرابع
من تاريخ العلامة ابن خلدون
أخبار الناصر مع الثوار:
كان أول فتحه أبيح له أسجه(1) بعث إليها بدراً مولاه، وحاجبه فافتتحها من يد ابن حفصون سنة ثلاثمائة وغزا في أثرها بنفسه فافتتح أكثر من ثلاثين حصنا من يد ابن حفصون منها البيرة، ودوّخ سائر أقطاره، وضيّق مخنقه بالحصار، واستنزل سعيد بن مزيل من حصن المنتلون، وحصن سمنان. وفي سنة إحدى وثلاثمائة ملك إشبيلية من يد أحمد بن مسلمة كما ذكرناه. ثم سار سنة إثنتين في العساكر فنازل حصون ابن حفصون وانتهى إلى الجزيرة الخضراء، وضبط البحر، ونظر في أساطيله واستكثر منها. ومنع ابن حفصون من البحر، وسأله في الصلح على لسان يحى بن إسحق المرواني فعقد له. ثم أغزى إسحق بن محمد القرشيّ إلى الثوار بمرسية وبلنسِيَة فأثخن في نواحيها، وفتح أريولة وأغزى بدراً مولاه إلى مدينة لبة فاستنزل منها عثمان بن نصر الثائر بها، وساقه مقّيداً إلى قرطبة، ثم أغزى إسحق بن محمد سنة خمس وثلثمائة مدينة
قرمونة فملكها من يد حبيب بن سواره، كان ثائراً بها. وفتح حصن ستمرية سنة ست، وحصن طرش سنة تسع. وأطاعه أحمد بن أضحي الهمداني الثائر بحصن الجامة، ورهن إبنه على الطاعة. وغزا ابن حفصون سنة أربع عشرة فردته العساكر المجمّرة لحصاره، ورجع وبعث إليه حفص يستأمنه فأمنه وجاء إلى قرطبة، وملك الناصر يشتر كما مر. ثم انتقض سنة خمس وعشرين أميّة بن إسحق في تسترين، وقد مر ذكر أوليته ومحمد بن هشام التجيبي في سرقسطة، ومطرّف بن مندف التجيبي في قلعة أيوب فغزاهم الناصر بنفسه، وبدأ بقلعة أيوب فحاصرها، وقتل مطرف في أوّل جولة عليها، وقتل معه يونس بن عبد العزيز. ولجأ أخوه إلى القصبة حتى استأمن وعفا عنه، وقتل من كان معهم من النصرانية أهل ألبة. وافتتح ثلاثين من حصونهم، وبلغه انتقاض طوطة ملكة البشكنس فغزاها في ينبلونة، ودوّخ أرضها واستباحها ورجع. ثم غزا سنة سبع وعشرين غزوة الخندق إلى جليّقة فانهزم، وأصيبت فيها المسلمون وأسر محمد بن هاشم التجيبي، وحاول الناصر إطلاقه فأطلق بعد سنتين وثلاثة أشهر. وقعد الناصر بعدها عن الغزو بنفسه، وصار يردد البعوث والصوائف. وثار سنة ثلاث وأربعين بجهات ماردة ثائر، وتوجهت إليه العساكر فجاؤوا به وبأصحابه ومثل بهم وقتلوا.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق