إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

1024 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 القسم الثاني المجلد الرابع من تاريخ العلامة ابن خلدون وفاة عبد الرحمن الداخل وولاية ابنه هشام:



1024


تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267

القسم الثاني المجلد الرابع

من تاريخ العلامة ابن خلدون

وفاة عبد الرحمن الداخل وولاية ابنه هشام:

ولما هلك عبد الرحمن كان إبنه الأكبر سليمان والياً على طليطلة وكان إبنه هشام على ماردة، وكان قد عهد له بالأمر. وكان ابنه عبد الله المسكين حاضراً بقرطبة فاخذ البيعة لأخيه هشام، وبعث إليه بالخبر فسار إلى قرطبة، وقام بالدولة، وغص بذلك أخوه سليمان فأظهر الخلاف بطليطلة، ولحق به أخوه عبد الله. وبعث هشام في أثره فلم يلحق. وسار هشام في العساكر فحاصرهم بطليطلة، وخالفه سليمان إلى قرطبة فلم يظفر بشيء منها وبعث هشام بن عبد الملك في أثره فقصد ماردة فحاربه عامله، وهزمه الله بغير أمان ودخل في طاعته فأكرمه. ثم بعث سنة أربع وسبعين ابنه معاوية لحصار أخيه سليمان بتدمير فدّوخ نواحيها، وهرب سليمان إلى جبال بلنسية فاعتصم بها، ورجع معاوية إلى أبيه بقرطبة. ثم طلب سليمان العبور إلى عدوة البربر بأهله وولده فأحازه هشام، وأعطاه ستين ألف دينار صلحا على تركه أبيه. وأقام بعدوة المغرب، وسار معه أخوه عبد الله. ثم خرج على هشام سعيد بن الحسين بن يحمى الانصاري بطرسوسة من شرق الاندلس، وكان قد التجأ إليها حين قتل أبوه. ودعى إلى اليمانية فملكها، وأخرج عاملها يوسف العبسي فعارضه موسى بن فرقوق في المضرية بدعوة هشام، وخرج أيضا مطروح بن سليمان بن يقظان بمدينة برشلونة، وملك مدينة سرقسطة وواشقة، وكان هشام في شغل بأمر أخَوَيه فلما فرغ منهما بعث أبا عثمان عبيد الله بن عثمان بالعساكر إلى مطروح فحاصره بسرقسطة أياماً، ثم أفرج عنه ونزل بطرسوسة قريبا، وأقام بتحيفة، ثم غدر بمطروح بعض أصحابه، وجاء برأسه إلى ابي عثمان فبعث به إلى هشام وسار إلى سرقسطة فملكها. ثم دخل إلى دار الحرب غازيا، وقصد ألبة والقلاع فلقي العدو وظفر بهم، وفتح الله عليه وذلك سنة خمس وسبعين، وبعث هشام العساكر مع يوسف بن نحية إلى جليقة فلقي ملكه ابن مند، وهزمه، وأثخن في العدوّ. وفي هذه السنة دخل أهل طليطلة في طاعة الأمير هشام بعد منصرف أخويه عنهم فقلبهم، وأمّنهم وبعث عليها ابنه الحكم واليا فضبطها وأقام



بها. وفي سنة ست وسبعين بعث هشام وزيره عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث لغزاة العدو فبلغ ألبة والقلاع وأثخن في نواحيها. ثم بعثه في العساكر إلى اربٌونَة وجَرَندَة فأثخن فيهما، ووطىء أرض سلطانية، وتوغّل في بلادهم، ورجع بالغنائم التي لا تحصى. واستمدّ الطاغية بالبشكنس وجيرانه من الملوك فهزمهم عبد الملك، ثم بعث بالعساكر مع عبد الكريم بن عبد الواحد إلى بلاد جلّيقة فأثخنوا في بلاد العدو، وغنموا ورجعوا. وفي هذه السنة هاجت فتنة بتاكدنا، وهي بلاد رندة من الأندلس، وخلع البربر هنالك الطاعة فبعث إليهم هشام بن عبد القادر بن أبان بن عبد الله مولى معاوية بن ابي سفيان فأبادهم، وخرّب بلادهبم، وفّر من بقي منهم فدخلوا في القبائلى وبقيت تاكدنا قفراء خالية سبع سنين. وفي سنة تسع وسبعين بعث هشام الحاجب عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث في العساكر إلى جليقة فانتهى إلى مَيٌورقَةٌ(2) فجمع ملك الجلالقة واستمد بالملوك ثم خام عن اللقاء ورجع أدراجه، وأتبعه عبد الملك وتوغل في بلادهم. وكان هشام قد بعث الجيوش من ناحية أخرى فالتقوا بعبد الملك، وأثخنوا في البلاد واعرضهم عسكر الأفرنج فنالوا منهم بعض الشيء، ثم خرجوا ظافرين سالمين.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق