1066
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
القسم الثاني المجلد الرابع
من تاريخ العلامة ابن خلدون
أخبار ابن الأفطس صاحب بطليوس من غرب الأندلس ومصاير أمره:
ملك بطليوس من غرب الأندلس عند الفتنة واهتياجها أبو محمد عبد الله بن مسلمة التجيبي المعروف بابن الأفطس، واستبدّ بها سنة إحدى وستين وأربعمائه فهلك، وولي من بعده إبنه المظفر أبو بكر، واستفحل ملكه، وكان من أعاظم ملوك الطوائف. وكانت بينه وبين ابن ذي النون حروب مذكورة، وكذا مع ابن عباد بسبب ابن يحيى صاحب مليلة، أعانه ابن عباد عليه فاستولى بسبب ذلك على كثير من ثغوره ومعاقله. واعتصم المظفر ببطليوس بعد هزيمتين هلك فيهما خلق كثير، وذلك سنة ثلاث وأربعين. ثم أصلح بينهما ابن جهور، وهلك المظفر سنة ستين وأربعمائه. وتولى بعده إبنه المتوكل أبو حفص عمر بن محمد المعروف بساجةّ، ولم يزل سلطاناً بها إلى أن قتله يوسف بن تاشفين أمير المرابطين سنة تسع وثمانين وأربعمائه، وقتل معه أولاده. أغراه به ابن عباد فلما تمكنت الاسترابة من المتوكل، خاطب الطاغية واستراح إليه مما دهمه. وشعر به ابن عباد فكاتب يوسف بن تاشفين واستحثه لمعاجلته قبل أن يتصل بالطاغية، ويتصل بالثغر فأغذ إليه السير ووافاه سنة (1) فقبض عليه، وعلى بنيه وقتلهم يوم الأضحى حسبما نذكر في أخبارهم. ورثاه ابن عبدون بقصيدته المشهورة وهي:
#الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور
عدد فيها أهل النكبات ومن عثر به الزمان بما يبكي الجماد، وسنذكر قصتهم في أخبار لمتونة وفتحهم الأندلس، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق