1042
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
القسم الثاني المجلد الرابع
من تاريخ العلامة ابن خلدون
سطوة الناصر ببني إسحق المروانيين:
وهو إسحق بن محمد بن إسحق بن إبراهيم بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مروان، دخل جدهم أوّل الدولة ولن يزالوا في إكرام وعزّ، واستقرت الرياسة في إسحق، وسكن إشبيلية أيام الفتنة عند ابن حجّاج. ثم هلك ابن حجّاج وولي ابن مسلمة فاتهمه، وقبض عليه وعلى ولده وصهره يحمى بن حكم بن هشام بن خالد بن أبان بن خالد بن عبد الله بن عبد الملك بن الحارث بن مروان فقتل الولد والصهر.
وكان عنده سفير لابن حفصون فشفع في الشيخ إسحق وولده أحمد. ثم ملك الناصر إشبيلية من يد ابن مسلمة فرحل إسحق إلى قرطبة، واستوزره الناصر، واستوزره بنيه أحمد وإبنه ومحمد وعبد الله ففتحوا الفتوحات، وكفوا المهمات، وعلت مقاديرهم في الدولة. وتوفي أبوهم إسحق فورثوا مكانه في كل رفيعة. ثم هلك كبيرهم عبد الله، وكان مقدمهم عند الناصر، واستوزره ثم اتهمه الناصر بالخلاف، وكثرت فيهم السعايات، وصاروا في مجال الظنون فسطا بهم الناصر وغرّبهم في النواحي فانزوى أمية منهم في تسترين سنة خمس وعشرين، وخلع الطاعة وقصده الناصر في العساكر فدخل دار الحرب، وأجاره رزمير ملك الجلالقة. ثم تغير له فجاء إلى الناصر من غير عهد وعفا عنه، وبقي في غمار الناس إلى أن هلك. وأما أحمد فعزل عن سرقسطة لما نكب أبوه، وبقي خاملا مغضياً. ثم تكاثرت السعاية فيه فقتل. وأما أحمد فبقي في جملة الناصر، حتى إذا تحرك إلى سرقسطة نمى عنه ففر ولقي في مفره جماعة من أهل سرقسطة فقتلوه.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق