1006
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
ظهور ذكرويه ومقتله:
ثم اجتمع القرامطة إلى ذكرويه وأخرجوه من الجب الذي كان مختفيا فيه منذ عشرين سنة، وحضر عنده دعاتهم فاستخلف عليهم أحمد بن القاسم بن أحمد، وعرفهم بما له عليهم من المنة وأن رشادهم في امتثال أمره، ورمز لهم في ذلك بآيات من القرآن حرف تأويلها، وسار وهو محتجب يدعونه السيد ولا يرونه، والقاسم يباشر الأمور ويتولاها. وبعث المكتفي عساكره فهزمهم القرامطة بالسواد، وغنموا معسكرهم، وساروا لاعتراض الحاج ومروا بالصوان، وحاصروا الواقصة فامتنعت عليهم، وطموا الآبار والمياه في تلك النواحي. وبعث المكتفي محمد بن إسحق بن كنداج الصهال ورجعوا. ونهب القرامطة الحاج، وقتلوهم بعد أن قاتلوهم ثلاثا على غير ماء فاستسلموا، وغنم أموالهم وأموال التجار وأموال بني طولون كانوا نقلوهامن
مصر إلى مكة. ثم من مكة إلى بغداد عندما أجمعوا النقل إليها. ثم حاصر القرامطة بقية الحاج في حمص قبل فامتنعوا وجهز المكتفي العساكر مع وصيف بن صوارتكين وجماعة من القواد فساروا على طريق خفان، وأدركوا القرامطة فقاتلوهم يومين، ثم هزموهم، وضرب ذكرويه على رأسه فانهشم وجيء به اشيرا، وبخليفة القاسم وابنه وكاتبه وزوجته، ومات لخمس ليال فسيق شلوه إلى بغداد، وصلب وبعث برأسه إلى خراسان من اجل الحاج الذين نهبهم من أهلها. ونجا الفل من اصحابه إلى الشام فأوقع بهم الحسين بن حمدان واستلحمهم، وتتبعوا بالقتل في نواحي الشام والعراق، وذلك سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق