إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

2407 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 حروب صلاح الدين مع سيف الدين غازي صاحب الموصل وغلبه إياه واستيلاؤه على بغدوين، غيرها من أعمال الملك الصالح ثم مصالحته على حلب:


2407

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


حروب صلاح الدين مع سيف الدين غازي صاحب الموصل وغلبه إياه واستيلاؤه على بغدوين، غيرها من أعمال الملك الصالح ثم مصالحته على حلب:

لما ملك صلاح الدين حمص وحماة، وحاصر حلب، كاتب الملك الصالح إسمعيل من حلب



 إلى ابن عمه سيف الدين غازي صاحب الموصل يستنجده فجمع عساكره، واستنجد أخاه عماد الدين زنكي صاحب سنجار فلم يجبه لما كان بينه وبين صلاح الدين، وأنه ولاه سنجار، ويطمعه في الملك فبعث سيف الدين غازي بالعساكر لمدافعة صلاح الدين عن الشام في رمضان سنة سبعين وخمسمائة، مع أخيه عز الدين مسعود وأمير جيوش عز الدين القندار، وجعل التدبير إليه، وسار هو إلى سنجار فحاصر بها أخاه عماد الدين، وامتنع عليه. وبينما هو يحاصره جاءه الخبر بأن صلاح الدين هزم أخاه عز الدين وعساكره فصالح عماد الدين على سنجار، وعاد إلى الموصل. ثم جهز أخاه عز الدين في العساكر ثانية ومعه القندار. وساروا إلى حلب فانضمت إليهم عساكره، وساروا جميعاً إلى صلاح الدين فأرسل إلى عماد الدين بالموصل في الصلح بينه وبين الملك الصالح على أن يرد عليه حمص وحماة، ويسوغه الصالح دمشق فأبى إلا إرتجاع جميع بلاد الشام واقتصاره على مصر، فسار صلاح الدين إلى عساكرهم ولقيها قريباً من حماة، فانهزمت وثبت عز الدين قليلاً. ثم صدق عليه صلاح الدين الحملة فانهزم وغنم سوادهم ومخلفهم، وأتبع عساكر حلب حتى أخرجهم منها وحاصرها، وقطع خطبة الملك الصالح، وبعث بالخطبة للسلطان في جميع بلاده. ولما طال عليهم الحصار صالحوه على إقراره على جميع ما ملك من الشام. ورحل عن حلب عاشر شوال من السنة، وعاد إلى حماة. ثم سار منها إلى بغدوين، وكانت لفخر الدين مسعود بن الزعفراني من أمراء نور الدين، وكان قد إتصل بالسلطان صلاح الدين واستخدم له. ثم فارقه حيث لم يحصل على غرضه عنده فلحق ببغدوين، وبها نائب الزعفراني فحاصرها حتى استأمنوا إليه. وأقطعها خاله شهاب الدين محمود بن تكش الحارمي، وأقطع حمص ناصر الدين بن عمه شيركوه، وعاد إلى دمشق آخر سنة سبعين. وكان سيف الدين غازي صاحب الموصل بعد هزيمة أخيه وعساكره عاد من حصار أخيه بسنجار كما قلناه إلى الموصل، فجمع العساكر وفرق الأموال. واستنجد صاحب كيفا وصاحب ماردين، وسار في ستة آلاف فارس، وإنتهى إلى نصيبين في ربيع سنة إحدى وسبعين فأقام إلى إنسلاخ فصل الشتاء وسار إلى حلب فبرز إليه سعد الدين كمستكين الخادم مدبر الصالح في عساكر حلب. وبعث صلاح الدين عن عساكره من مصر، وقد كان أذن لهم في الإنطلاق فجاؤا إليه. وسار من دمشق إلى سيف الدين وكمستكين فلقيهم بتل الفحول وانهزموا راجعين إلى حلب وترك سيف الدين أخاه عز الدين بها في جمع من العساكر، وعبر الفرات إلى الموصل بظن أن صلاح الدين في اتباعه. وشاور الصالح وزيره جلال الدين ومجاهد الدين قايماز في مفارقة الموصل إلى قلعة الحميدية



 فعارضاه في ذلك. ثم عزل القندار عن إمارة الجيوش لأنه كان جرّ الهزيمة برأيه ومفارقته، وولى مكانه مجاهد الدين قايماز. ولما إنهزمت العساكر أمام صلاح الدين وغنم مخلفها سار إلى مراغة وملكها وولى عليها. ثم سار إلى منبج وبها صاحبها قطب الدين نيال بن حسان المنبجي، وكان شديد العداوة لصلاح الدين فملك المدينة، وحاصره بالقلعة وضيق مخنقه. ثم نقب أسواره وملكها عليه عنوة وأسره. ثم أطلقه سليباً فلحق بالموصل، وأقطعه سيف الدين الرقة ولما فرغ صلاح الدين من منبج سار إلى قلعة عزاز وهي في غاية المنعة فحاصرها أربعين يوماً حتى استأمنوا إليه فتسلمها في الأضحى. ثم رحل إلى حلب فحاصرها، وبها الملك الصالح، وأشتد أهلها في قتاله فعدل إلى المطاولة. ثم سعى بينهما في الصلح وعلى أن يدخل فيه سيف الدين صاحب الموصل وصاحب كيفا وصاحب ماردين فاستقر الأمر على ذلك، وخرجت أخت الملك الصالح إلى صلاح الدين فأكرمها، وأفاض عليها العطاء وطلبت منه قلعة عزاز فأعطاها إياها، ورحل إلى بلاد الإسماعيلية، والله سبحانه وتعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق