1130
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
القسم الثاني المجلد الرابع
تاريخ ابن خلدون
من ص 268 حتى صفحة 435
مسير المتقي إلى الموصل وولاية ناصر الدولة إمارة الأمراء:
كان ابن رائق بعد مسيره إلى ديار مضر والعواصم سار إلى الشام وملك دمشق من يد الأخشيد، ثم الرملة. ثم لقيه الأخشيد على عريش مصر وهزمه، ورجع إلى دمشق ثم اصطلحا على أن يجعلا الرملة تخماً بين الشام ومصر، وذلك سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. ثم توفي الراضي سنة تسع وعشرين، وولي المتقى وقتل تحكم، وجاء البريدي إلى بغداد، وهرب الأتراك التحكمية إلى الموصل، وفيهم توزون وجحجح. ثم لحقوا بأبي بكر محمد بن رائق واستحثوه إلى العراق. وغلب بعدهم على الخلافة الأتراك الديلمية، وجاء أبو الحسن البريدي من واسط فأقام ببغداد أربعة وعشرين يوماً أمير الأمراء .ثم شغب عليه الجند فرجع إلى واسط، وغلب كورتكين. ثم حجر المتقي، وكتب إلى ابن رائق يستدعيه فسار من دمشق في رمضان سنة تسع وعشرين، واستخلف عليها أبا الحسن أحمد بن علي بن حمدان، على أن يحمل إليه مائة ألف دينار، وسار ابن رائق إلى بغداد، وغلب كورتكين والديلمية، حبس كورتكين بدار الخلافة. ثم شغب عليه الجند، وبعث أبو عبد الله البريدي أخاه أبا الحسن إلى بغداد في العساكر فغلبوا عليها، وهرب المتقي وابنه أبو منصور، وزاد في المبرة فنثر الدراهم على ابن الخليفة، وبالغ في مبرته حتى ركب للإنصراف. وأمسك ابن رائق للحديث معه فأستدعاه المتقي، وخلع عليه، ولقبه ناصر الدولة، وجعله أمير الأمراء. وخلع على أخيه أبي الحسن، ولقبه سيف الدولة. وكان قتل ابن رائق، لتسع بقين من رجب ،وولاية ناصر الدولة مستهل شعبان من سنة ثمانين. ثم سار
الأخشيدي من مصر إلى دمشق فملكها من يد عامل ابن رائق، وسار ناصر الدولة مع المتقي إلى بغداد.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق