إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 يناير 2015

1122 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) القسم الثاني المجلد الرابع تاريخ ابن خلدون من ص 268 حتى صفحة 435 الخبر عن دولة بني الزريع بعدن من دعاة العبيديين باليمن و أولية أمرهم ومصايره:



1122


تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

القسم الثاني المجلد الرابع

 تاريخ ابن خلدون

من ص 268 حتى صفحة 435


الخبر عن دولة بني الزريع  بعدن من دعاة

العبيديين باليمن و أولية أمرهم ومصايره:

وعدن هذه من أمنع مدائن اليمن، وهي على ضفة البحر الهندي. وما زالت بلد تجارة من عهد التبابعة، وأكثر بنائهم بالأخصاص، ولذلك يطرقها لجار الحرير كثيراً. وكانت صدر الإسلام دار ملك لبني معن، ينتسبون إلى معن بن زائدة، وملكوها من



 أيام المأمون، وامتنعوا علي بني زياد، وقنعوا منهم  بالخطبة والسكة. ولما استولى الداعي علي بن محمد الصليحي رعى لهم ذمام العروبية، وقرر عليهم ضريبة يعطونها. ثم أخرجهم منها ابنه أحمد المكرم، وولّى عليها بني المكرم من عشيرة جسم بن يام من همذان، وكانوا أقرب عشائره إليه فأقامت في ولايتهم زمناً. ثم حدثت بينهم الفتنة، وانقسموا إلى فئتين بني مسعود بن المكرم وبني الزريع بن العباس بن المكرم. وغلب بنو الزريع بعد حروب عظيمة. قال ابن سعيد: وأول مذكور منهم الداعي بن أبي السعود بن الزريع، أول من اجتمع له الملك بعد بني الصليحي، وورثه عنه بنوه، وحاربه ابن عمه علي بن أبي الغارات بن مسعود بن المكرم صاحب الزعازع فاستولى على عدن من يده، بعد مقاساة ونفقات في الأعراب. ومات بعد فتحها بسبعة أشهر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. وولي ابنه الاغر، وكان مقيماً بحصن الدملوة المعقل الذي لا يرام، وامتنع عليه بعده ابن بلال بن الزريع من مواليه، وخشي محمد بن سبا على نفسه ففرّ إلى منصور بن المفضل من ملوك الجبال الصليحيين بذي جبلة. ثم مات الاغر قريباً فبعث بلال عن محمد بن سبا فوصل إلى عدن، وكان التقليد جاء من مصر باسم الأغر فكتب مكانه محمد بن سبا، وكان في نعوته الداعي المعظم المتوج المكنى بسيف أمير المؤمنين فوقعت كلها عليها، وزوجه بلال بنته ومكنه من الأموال التي كانت في خزائنه. ثم مات بلال عن مال عظيم، وورثه محمد بن سبا وأنفقه في سبيل الكرم والمروءات. واشترى حصن ذي جبلة من منصور بن المفضل بن أبي البركات كما ذكرناه. واستولى عليه وهو دار ملك الصليحيين، وتزوج سيدة بنت عبد الله الصليحي. وتوفي سنة ثمان وأربعين. وولي ابنه عمران بن محمد بن سبا. وكان ياسر بن بلال يدثر دولته. وتوفي سنة ستين وخمسمائة، وترك ولدين صغيرين وهما محمد وأبو السعود فحبسهما ياسر بن بلال في القصر، واستبد بالأمر. وكان ياسر محمد كثير العطية للشعراء. ومفن وفد عليه ومدحه ابن قلاقس شاعر الإسكندرية، ومن قصائده في مدحه:



# سافر إذا حاولت قدراً                    سار الهلال فصار بدرا



وهو آخر ملوك الزريعيين. ولما دخل سيف الدولة أخو صلاح الدين إلى اليمن سنة ست وستين وستمائة، واستولى عليها جاء إلى عدن فملكها، وقبض على ياسر بن بلال، وانقطعت دولة بني زريع. وصار اليمن للمعز، وفيه ولاتهم بنو أيوب كما نذكر في



 أخبارهم. وكانت مدينة الجدة قرب عدن اختطفها ملوك الزريعيين فلما جاءت دولة بني أيوب تركوها ونزلوا تعزمن الجبال كما يأتي ذكره.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق