إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

1008 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 فتنة القرامطة مع المعز العلوي:


1008

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


فتنة القرامطة مع المعز العلوي:

ولما استولى جوهر قائد المعز لدين الله على مصر وجعفر بن فلاح الكتامي على دمشق طالب الحسن بالضريبة التي كانت له على دمشق فمنعوه ونابذوه، وكتب له المعز وأغلظ عليه، ودس لشيعة أبي طاهر وبنيه أن الأمر لولده، وأطلع الحسن على ذلك



فخلع المعز سنة اثنتين، وخطب للمطيع العباسي في منابره، ولبس السواد. ثم زحف إلى دمشق وخرج جعفر بن فلاح لحربه فهزمه الأعصم وقتله، وملك دمشق وسار إلى مصر فحاصر جوهرا بها وضيق عليه. ثم غدر به العرب وأجفلوا فأجفل معهم وعاد إلى الشام ونزل الرملة، وكتب إليه المعز سنة إحدى وستين بالنفي والتوبيخ، وعزله عن القرامطة وولى بني أبي طاهر فخرجوا من أوال ونهبوا الاحساء في غيبته، وكتب إليهم الطائع العباسي بالتزام الطاعة، وأن يصالحوا ابن عمهم ويقيموا بجزيرة أوال. وبعث من أحكم بينهم الصلح. ثم سار الأعصم إلى الشام وتخطاها دون صور فقاتلوه وراء الخنادق، وبذل جوهر المال للعرب فافترقوا عنه، وانهزم ونهب معسكره. وجاء المعز من إفريقية ودخل القاهرة سنة ثلاث وستين، وسرح العساكر إلى الشام فاستولوا عليه فنهض الأعصم إليهم فأوقع بهم، وأثخن فيهم، وانتزع ما ملكوه من الشام، وسار إلى مصر، وبعث المعز لدين الله ابنه عبد الله فلقيهم على بلبيس وانهزم الأعصم وفشا القتل والأسر في أصحابه فكانوا نحوا من ثلاث آلاف، ورجع الأعصم إلى الإحساء واستخلص المعز بني الجراح أمراء الشام من طسىء حتى استرجع بهم ما غلب عليه القرامطة من الشام بعد حروب وحصار. ثم مات المعز سنة خمس وستين، وطمع الأعصم في بلاد الشام، وكان أفتكين التركي مولى معز الدولة بن بويه لما انتقض على أبيه بختيار، وهزمه ببغداد سار أفتكين منهزما إلى دمشق، وكانوا مضطربين فخرجوا إليه وولوه عليهم وصالح المعز إلى أن توفي فنابذ العزيز، وبعث إليه جوهر في العساكر فحاصره فكتب أفتكين إلى الأعصم، واستدعاه فجاء إلى الشام سنة ست وستين. وخرج معه أفتكين، ونازلوا الرملة فملكوها من يد جوهر، وزحف إليهم العزيز وهزمهم، وتقبض على أفتكين، ولحق الأعصم بطبرية منهزما. ثم ارتحل منها إلى الاحساء، وأنكروا ما فعله الأعصم من البيعة لبني العباس، واتفقوا على إخراج الأمر عن ولد ابي سعيد الجنابي وقدموا رجلين منهم: وهما جعفر وإسحاق، وسار بنو أبي سعيد إلى جزيرة أوال وكان بنو أبي طاهر قبلهم فقتلوا كل من دخل إليهم من ولد أحمد بن أبي سعيد واشياعه. ثم قام بأمر القرامطة جعفر وإسحاق هذان، ورجعوا إلى دعوة العلوية ومحاربة بني بويه ورجعوا سنة أربع وستين إلى الكوفة فملكوها. وبعث صمصام الدولة بن بويه العساكر إليهم فهزمهم على الفرات، وقتل منهم خلق واتبعوهم إلى القادسية. ثم اختلف جعفر



 وإسحق، وطمع كل منهما في الرياسة على صاحبه وافترق أمرهم وتلاشت دعوتهم إلى أن استولى الأصغر لن ابي الحسن الثعلبي سنة ثمان وتسعين عليهم، وملك الأحساء من أيديهم، واذهب دولتهم وخطب للطائع واستقرت الدولة له ولبنيه.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق