إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

1003 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 قطع الخطبة للعاضد وانقراض الدولة العلوية بمصرة :


1003

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


قطع الخطبة للعاضد وانقراض الدولة العلوية بمصرة :

كان نور الدين العادل يوم استقل صلاح الدين بملك مصر، وضعف أمر العاضد بها، وتحكم في قصره يخاطبه في قطع دعوتهم من مصر، والخطبة بها للمستضيء العباسي، وهو يماطل بذلك حذرا من استيلاء نور الدين عليه، ويعتذر بتوقع المخالفة من أهل مصر في ذلك فلا يقبل. ثم ألزمه ذلك فاستأذن فيه أصحابه فأشاروا به، وانه لا يمكن مخالفة نور الدين. ووفد عليه من علماء العجم الفقيه الخبشاني، وكان يدعى بالأمير العالم فلما رأى أحجامهم عن هذه الخطبة قال: أنا أخطبها فلما كان أول جمعة من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة، صعد المنبر قبل



الخطيب، ودعا للمستنصر فلم ينكر أحد عليه فأمر صلاح الدين في الجمعة الثانية الخطباء بمصر والقاهرة أن يقطعوا خطبة العاضد ويخطبوا للمستضيء ففعلوا، وكتب بذلك إلى سائر أعمال مصر. وكان العاضد في شدة من المرض فلم يعلمه أحد بذلك، وتوفي في عاشوراء من السنة، وجلس صلاح الدين للعزاء فيه، واحتوى طى قصر الخلافة بما فيه فحمله بهاء الدين قراقوش إليه، وكان في خزائنهم من الذخيرة ما لم يسمع بمثله من أصناف الجواهر واليواقيت والزمرد وحلي الذهب وآنية الفضة والذهب، ووجد ماعون القصر *، من الموائد والطسوت والأباريق والقدور والصحاف والخوان والبواقيل والمناير والطيافر والقباقب والأسورة كل ذلك من الذهب. ووجد من أنواع الطيوب واللباس والمذهبات والقرقبيات والمعلقات والوشي ما لا تقله الأوقار، ومن الكتب ما يناهز مائة وعشرين ألف سفر أعطاها للفاضل عبد الرحيم البيساني كاتبه وقاضيه، ومن الظهر والكراع والسلاح ومن الخدم والوصائف خمسين الفاً. ومن المال ما يملأ مائة بيت. ثم حبس رجالهم ونساءهم حش ماتوا، وكانت الدولة عند عهد العزيز والحاكم قد خلا جوها من رجالات كتامة، وتفرقوا في المشرق في سبيل ذلك الملك، وانقرضوا بانقراض أمر الشيعة وموت العاضد آخر خلفائهم، وأكلتهم الأقطار والوقائع شأن الدول كما ذكرناه من قبل. ولما هلك العاضد وحول صلاح الدين الدعوة إلى العباسية اجتمع قوم من الشيعة بمصر،



 وبايعوا الداود بن العاضد، ونمي خبرهم إلى صلاح الدين فقبض عليهم وقتلهم، وأخرج داود من القصر، وذلك سنة تسع وستين وخمسمائة. ثم خرج بعد حين ابنه سليمان بن داود رضي الله تعالى عنه بالصعيد، وحبس إلى أن هلك. وظهر بعد حين بجهة فاس بالمغرب محمد بن عبد الله بن العاضد، ودعا هنالك، وتسمى بالمهدي فقتل وصلب. ولم يبق للعبيديين ذكر إلا في بلاد الحثيثية من العراق، وهم دعاة الفداوية. وفي بلاد الإسماعيلية التي كانت فيها دعوتهم بالعراق. وقام بها ابن الصباح في قلعة الموت وغيرها كما يذكر في أخبارهم، إلى أن انقرضت تلك الدعوة اجمع بانقطاع دعوة العباسيين ببغداد على يد هولاكو، من ولد جنكزخان ملوك التتر سنة خمس وخمسين وستماية، والأمر لله وحده. هذه أخبار الفاطميين ملخصة من كتاب ابن الأثير، ومن تاريخ دولتهم لابن الطوير، وقليل من ابن المسيحي جمعت ما أمكنني منها ملخصا والله ولي العون.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق