198
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
الفصل التاسع والعشرون
علم أسرار الحروف
وهو المسمى لهذا العهد بالسيميا. نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة؛ فاستعمل استعمال العام في الخاص. وحدث هذا العلم في الملة بعد صدر منها، وعند ظهور الغلاة من التصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر، وتدوين الكتب والاصطلاحات، ومزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد وترتيبه. وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهره أرواح الأفلاك والكواكب، وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء، فهي سارية في الأكوان على هذا النظام. والأكوان من لدن الإبداع الأول تتنقل في أطواره وتعرب عن أسراره، فحدث لذلك علم أسرار الخروف، وهو من تفاريع علم السيمياء لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله. تعددت فيه تآليف البوني وابن العربي وغيرهما ممن اتبع آثارهما. وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان.
ثم اختلفوا في سر التصرف الذي في الحروف بما هو: فمنهم من جعله
للمزاج الذي فيه، وقسم الحروف بقسمة الطبائع إلى أربعة أصناف كما للعناصر. واختصت كل طبيعة بصنف من الحروف يقع التصرف في طبيعتها فعلاً وانفعا لاً بذلك الصنف؛ فتنوعت الحروف بقانون صناعي يسمونه التكسير إلى نارية وهوائية ومائية وترابية على حسب تنوع العناصر، فالألف للنار والباء للهواء والجيم للماء والدال للتراب. ثم ترجع كذلك على التوالي من الحروف والعناصر إلى أن تنفد. فتعين لعنصر النار حروف سبعة: الألف والهاء والطاء والميم والفاء والسين والذال؛ وتعين لعنصر الهواء سبعة أيضاً: الباء والواو والياء والنون والضاد والتاء والظاء؛ وتعين لعنصر الماء أيضاً سبعة: الجيم والزاي والكاف والصاد والقاف والثاء والغين؛ وتعين لعنصر التراب أيضاً سبعة: الدال والحاء واللام والعين والراء والخاء والشين.
والحروف النارية لدفع الأمراض الباردة ولمضاعفة قوة الحرارة حيث تطلب مضاعفتها، أما حساً أو حكماً، كما في تضعيف قوى المريخ في الحروب والقتل والفتك. والمائية أيضاً لدفع الأمراض الحارة من حفيات وغيرها، ولتضعيف القوى الباردة حيث تطلب مضاعفتها حساً أو حكماً، كتضعيف قوى القمر وأمثال ذلك.
ومنهم من جعل سر التصرف الذي في الحروف للنسبة العددية: فإن حروف أبجد دالة على أعدادها المتعارفة وضعاً وطبعاً فبينها من أجل تناسب الأعداد تناسب في نفسها أيضاً؛ كما بين الباء والكاف والراء لدلالتها كلها على الاثنين كل في مرتبته؛ فالباء على اثنين في مرتبة الآحاد، والكاف على إثنين في مرتبة العشرات، والراء على اثنين في مرتبة المئين. وكالذي بينها وبين الدال والميم والتاء لدلالتها على الأربعة، وبين الأربعة والإ ثنين نسبة الضعف. وخرج للأسماء أوفاق كما للأعداد يختص كل صنف من الحروف بصنف من الأوفاق الذي يناسبه من حيث عدد الشكل أو عدد الحروف، وامتزج التصرف من السر الحرفي
والسر العددي لأجل التناسب الذي بينهما. فأما سر التناسب الذي بين هذه الحروف وأمزجة الطبائع، أو بين الحروف والأعداد؛ فأمر عسير على الفهم، إذ ليس من قبيل العلوم والقياسات، وإنما مستندهم فيه الذوق والكشف. قال البوني: ولا تظن أن سر الحروف مما يتوصل إليه بالقياس العقلي، وإنما هو بطريق المشاهدة والتوفيق الإلهي. وأما التصرف في عالم الطبيعة بهذه الحروف والأسماء المركبة فيها وتأثر الأكوان عن ذلك فأمر لا ينكر لثبوته عن كثير منهم تواتراً. وقد يظن أن تصرف هؤلاء وتصرف أصحاب الطلسمات واحدٍ، وليس كذلك، فإن حقيقة الطلسم وتأثيره على ما حققه أهلة أنه قوى روحانية من جوهر القهر، تفعل فيما له ركب فعل غلبة وقهر، بأسرار فلكية وبسب عددية وبخورات جالبات لروحانية ذلك الطلسم، مشدودة فيه بالهمة؛ فائدتها ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية، وهو عندهم كالخميرة المركبة من هوائية وأرضية ومائية ونارية حاصلة في جملتها، تخيل وتصرف ما حصلت فيه إلى ذاتها وتقلبه إلى صورتها. وكذلك الإكسير للأجسام المعدنية، كالخميرة تقلب المعدن الذي تسري فيه إلى نفسها بالإحالة. ولذلك يقولون موضوع الكيمياء جسد في جسد لأن الإكسير أجزاؤه كلها جسدانية. ويقولون: موضوع الطلسم روح في جسد لأنه ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية. والطبائع السفلية جسد والطبائع العلوية روحانية. وتحقيق الفرق بين تصرف أهل الطلسمات وأهل الأسماء، بعد أن تعلم أن التصرف في عالم الطبيعة كله إنما هو للنفس الإنسانية والهمم البشرية أن النفس الإنسانية محيطة بالطبيعة وحاكمة عليها بلذات؛ إلا أن تصرف أهل الطلسمات أنما هو في استنزال روحانية الأفلاك وربطها بالصور أو بالنسب العددية، حتى يحصل من ذلك نوع مزاج يفعل الإحالة والقلب بطبيعته، فعل الخميرة فيما حصلت فيه. وتصرف؛ أصحاب الأسماء إنما هو بما حصل لهم بالمجاهدة والكشف من النور الإلهي والإمداد الرباني؛ فيسخر
الطبيعة لذلك طائعة غير مستعصية، ولا يحتاج إلى مدد من القوى، الفلكية ولا غيرها، لأن مدده أعلى منها.
ويحتاج أهل الطلسمات إلى قليل من الرياضة تفيد النفس قوة على استنزال روحانية الأفلاك. وأهون بها وجهة ورياضة. بخلاف أهل الأسماء فإن رياضتهم هي الرياضة الكبرى، وليست لقصد التصرف في الأكوان إذ هو حجاب. وإنما التصرف حاصل لهم بالعرض، كرامة من كرامات الله لهم. فإن خلا صاحب الأسماء عن معرفة أسرار الله وحقائق الملكوت، الذي هو نتيجة المشاهدة والكشف، واقتصر على مناسبات الأسماء وطبائع الحروف والكلمات، وتصرف بها من. هذه الحيثية وهؤلاء هم أهل السيمياء في المشهور- كان إذا لا فرق بينه وبين صاحب الطلسمات؛ بل صاحب الطلسمات أوثق منه لأنه يرجع ألى أصول طبيعية علمية وقوانين مرتبة. وأما صاحب أسرار الأسماء إذا فاته الكشف الذي يطلع به على حقائق الكلمات وآثار المناسبات بفوات الخلوص في الوجهة، وليس له في العلوم الاصطلاحية قانون برهاني يعول عليه يكون حاله أضعف رتبة. وقد يمزج صاحب ا"سماء قوى الكلمات والأسماء بقوى الكواكب، فيعين لذكر الأسماء الحسنى، أو ما يرسم من أوفاقها، بل ولسائر الأسماء، أوقاتا تكون من حظوظ الكوكب الذي يناسب ذلك الاسم؛ كما فعله البوني في كتابه الذي سفاه الانماط. وهذه المناسبة عندهم هي من لدن الحضرة العمائية، وهي برزخية الكمال الأسمائي، وإنما تنزل تفصيلها في الحقائق على ما هي عليه من المناسبة. وإثبات هذه المناسبة عندهم إنما هو بحكم المشاهدة. فإذا خلا صاحب الأسماء عن تلك المشاهدة، وتلقى تلك المناسبة تقليداً، كان عمله بمثابة عمل صاحب الطلسم؛ بل هو أوثق منه كما قلناه. وكذلك قد يمزج أيضاً صاحب الطلسمات عمله وقوى كواكبه بقوى الدعوات المؤلفة من الكلمات المخصوصة لمناسبة بين الكلمات والكواكب، إلا أن مناسبة الكلمات عندهم ليست كما هي عند أصحاب
الأسماء من الاطلاع في حال المشاهدة، وإنما يرجع إلى ما اقتضته أصول طريقتهم السحرية، من اقتسام الكواكب لجميع ما في عالم المكونات، من جواهر وأعراض وذوات ومعان؛ والحروف والأسماء من جملة ما فيه.
فلكل واحدٍ من الكواكب قسم منها يخصه، ويبنون على ذلك مباني غريبة منكرة من تقسيم سور القرآن وآيه على هذا النحو، كما فعله مسلمة المجريطي في الغاية. والطاهر من حال البوني في أنماطه أنه اعتبر طريقتهم. فإن تلك الأنماط إذا تصفحتها، وتصفحت الدعوات التي تضمنتها، وتقسيمها على ساعات الكواكب السبعة؛ ثم وقفت على الغاية، وتصفحت قيامات الكواكب التي فيها، وهي الدعوات التي تختص بكل كوكب، ويسمونها قيامات الكواكب، أي الدعوة التي يقام له بها، شهد له ذلك: أما بأنه من مادتها؛ أو بأن التناسب الذي كان في أصل الإبداع وبرزخ العلم قضى بذلك كله. ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)،. وليس كل ما حرمه الشارع من العلوم بمنكر الثبوت، فقد ثبت أن السحر حق مع حظره. لكن حسبنا من العلم ما علمنا.
ومن فروع علم السيمياء عندهم استخراج الأجوبة من الأسئلة، بارتباطات بين الكلمات حرفية، يوهمون أنها أصل في معرفة ما يحاولون علمه من الكائنات الاستقبالية؛ وإنما هي شبه المعاياة والمسائل السيالة. ولهم في ذلك كلام كثير من أدعية وأوراد. وأعجبه زايرجه العالم للسبتي، وقد تقدم. ذكرها. ونبين هنا ما ذكروه في كيفية العمل بتلك الزايرجة بدائرتها وجدولها المكتوب حولها؛ ثم نكشف عن الحق فيها وأنها ليست من الغيب، وإنما هي مطابقة بين مسألة وجوابها في الإفادة فقط، وقد أشرنا إلى ذلك من قبل. وليس عندنا رواية يعول عليها في صحة هذه القصيدة إلا أننا تحرينا اصح النسخ منها في ظاهر الأمر. والله الموفق بمنه. وهي هذه:
# يقول سبيتي ويحمد ربه مصل على هادٍ إلى الناس أرسلا
#محمد المبعوث خاتم الأنبيا ويرضى عن الصحب ومن لهم
# إلا هذه زايرجة العالم الذي تراه بحيكم وبالعقل قد حلا
# فمن أحكم الوضع فيحكم جسمه ويدرك أحكاماً تدبرها العلا
# ومن أحكم الربط فيدرك قوة ويدرك للتقوى وللكل حصلا
# ومن أحكم التصريف يحكم سره ويعقل نفسه وصح له الــولا
# وفي عالم الأمر تراه محققاً وهذا مقام من بالأذكار كملا
# فهذي سرائر عليكم بكتمها أقمها دوائر وللحاء عدلا
# فطاء لها عرش وفيه نقوشنا بنظمٍ ونثرٍ قد تراه مجدولا
# ونسب دوائرٍ كنسبة فلكها وارسم كواكباً لأدراجها العلا
# وأخرج لأوتار وارسم حروفها وكور بمثله على حد من خلا
# أقم شكل زيرهم وسو بيوته وحقق بهامهم ونورهم جلا
# وحصل علوماً للطباع مهندساً وعلماً لموسيقى والأرباع مثلا
# وسو لموسيقى وعلم حروفهم وعلم بآلاتٍ فحقق وحصلا
# وسو دوائرها ونسب حروفها وعالمها أطلق والإقليم جدولا
# أمير لنا فهو نهاية دولٍة زناتيةٍ آبت وحكم لها خلا
# وقطرٍ لأندلس فابنٍ لهودهم وجاء بنو نصرٍ وظفرهم تلا
# ملوك وفرسان وأهل لحكمةٍ فإن شئت نصبهم وقطرهم حلا
# ومهدي توحيدٍ بتونس حكمهـم ملوك وبالشرق بالأوفاق نزلا
# واقسم على القطر وكن متفقـداً فإن شئت للروم فبالحر شكـلا
# ففنش وبرشنون الراء حرفهـم وإفرنسهم دال وبالطاء كمــلا
# ملوك كناوةٍ دلواً لقافهـــــم وإعراب قومنا بترقيق أعمـــلا
# فهند حباشي وسند فهرمـس وفرس ططاري وما بعدهم طلا
# وقيصرهم جاء ويزد جردهــم لكاف وقبطيهم بلامه طـــولا
# وعباس كلهم شريف معظـــــم ولكن تركي بذا الفعل عطـــلا
# فإن شئت تدقيق الملوك وكلهـم فختم بيوتاً ثم نسب وجــــولا
# على حكم قانون الحروف وعلمهـا وعلم طبائعها وكله مثـــــلا
# فمن علم العلوم تعلم علمنــا ويعلم أسرار الوجود وأكمـــلا
#فيرسخ علمه ويعرف ربــــــــــه وعلم ملاحيم بحاميم فصـــلا
# وحيث أتى اسم والعروض يشقــــه فحكم الحكيم فيه قطعا ليقتـــلا
# وتأتيك أحرف فسو لضربهــــــــــا وأحرف سيبويه تأتيك فيصــلا
# فمكن بتنكيرٍ وقابل وعوضــــــــن بترنيمك الغالي للأجزاء خلخـلا
# وفي العقد والمجزور يعرف غالباً وزد لمح وصفيه في العقل فعـلا
#واختر لمطلع وسويه رتبـــــــــــــةٍ واعكس بجذريه وبالدور عـــــلا؟
# ويدركها المرء فيبلغ قصــــــــه وتعطي حروفها وفي نظمها انجـلا
# إذا كان سعد والكواكب أسعـــدت فحسبك في الملك ونيل اسمه العلا
# وإيقاع دالهم بمرموز ثممـــــــــــةٍ فنسب دنادينا تجد فيه منهــــــــلا
# وأوتار زيرهم فللحاء بمهـــــــــم ومثناهم المثلث بجيمه قد جـــــــلا
# وأدخل بأفلاكٍ وعدل بجــــــدولٍ وأرسم أبا جاد وباقيه جمـــــــــــلا
# وجوز شذوذ النو تجري ومثلـــه أتى في عروض الشعر عن جملة ملا
# فأصل لديننا وأصل لفقهنـــــــــا وعلم لنحونا فاحفظ وحصــــــــــلا
# فادخل لفسطاطٍ على الوفق جذره وسبح باسمه وكبر وهلـــــــــــلا
#فتخرج أبياتاً وفي كل مطلـــــب بنظم طبيعي وسر من العـــــــــــلا
# وتفنى بحصرها كذا حكم عدهـــم فعلم الفواتيح ترى فيه منهــــــــلا
# فتخرج أبياتا وعشرون ضعفـــت من الألف طبعياً فيا صاح جدولا
# تريك صنائعاً من الضرب أكملت فصح لك المنى وصح لك العـــلا
# وسجع بزيرهم وأثني بنقــــــــــرة أقمها دوائر الزير وحصـــــــــــلا
# أقمها بأوفاق وأصل لعدهـــــــــــا من أسرار أحرفهم فعذبه سلســـلا
الكلام علي استخراج نسبة الأوزان وكيفياتها ومقادير المقابل منها وقوة الدرجة المتميزة بالنسبة إلى موضع المعلق من امتزاج طبائع وعلم طب أو صناعة الكيميا:
# أيا طالباً للطب مع علم جابــــر وعالم مقدار المقادير بالــــــــولا
#إذا شئت علم الطب لا بد نسبــة لأحكام ميزان تصادف منهـــــــلا
# فيشفى عليلكم والأكسير محكم وأمزاج وضعكم بتصحيح انجــلا
الطب الروحاني:
# وشئت إيلاوش 565 ودهنه بحـــلا لبهرام برجيس وسبعة أكملا
# لتحليل أوجاع البوارد صححــــــوا كذلك والتركيب حيث تنقـــــلا
مطاريح الشعاعات في مواليد الملوك وبنيهم:
# وعلم مطاريح الشعاعات مشكـل وضلع قسيها بمنطقة جــــــــــــلا
# ولكن في حج مقام إمامنــــــــــــا ويبدو إذا عرض الكواكب عـــدلا
# بدال مراكز بين طول وعرضها فمن أدرك المعنى علا ثم فوضلا
# مواقع تربيع وسه مسقــــــــــــط لتسديسهم تثليث بيت التي تــــــلا
# يزاد لتربيع وهذا قياســــــــــــــــه يقينا وجذره وبالعين أعمـــلا
# ومن نسبة الربعين ركب شعاعك بصاد وضعفه وتربيعه أنجلا
اختص صح صحـ عـ8 سع وى هذا العمل هنا للملوك والقانون مطرد عمله لم ير أعجب منه .
مقامات الملوك المقام الأول 5 المقام الثاني
ع ع و المقام الرابع للح المقام الخامس لاى المقام السادس بير المقام السابع عره
خط الاتصال والانفصال
خط الاتصال
خط الانفصال
الوتر للجميع وتابع الجرر التام
الاتصال والانفصال
الواجب التام في الاتصالات
إقامة الأنوار
الجزر المجيب في العمل
إقامة السوال عن الملوك
مقام الأولا نورعه ي مقام بها حج لا
الانفعال الروحاني والانقياد الرباني:
#أيا طالب السر لتهليل ربــــــــــــــه لدى أسمائه الحسنى تصادف منهلا
# تطيعك أخيار الأنام بقلبهــــــــــــم كذلك ريسهم وفي الشمس أعمـــلا
# ترى عامة الناس إليك تقيــــــــدوا وما قلته حقا وفي الغير أهمــــــــلا
# طريقك هذا السيل والسبل الـــــذي أقوله غيركم ونصركمـــوا اجتــــــلى
# إذا شئت تحيا في الوجود مع التقى ودينا متينا أو تكن متوصـــــــــــلا
# كذي النون والجنيد مع سر صنعة وفي سر بسطام أراك مسربلا
# وفي العالم العلوي تكون محدثا كذا قالت الهند وصوفية الملا
# طريق رسول الله بالحق ساطع وما حكم صنع مثل جبريل أنزلا
# فبطشك تهليل وقوسك مطلع ويوم الخميس البدء والأحد انجلى
# وفي جمعة أيضا بالأسماء مثله وفي اثنين للحسنى تكون مكملا
# وفي طائه سر في هائه إذا أراك بها مع نسبة الكل أعطلا
# وساعة سعد شرطهم في نقوشها وعود ومصطكى بخور تحصلا
# وتتلو عليها آخر الحشر دعوة والإخلاص والسبع المثاني مرتلا
(اتصال أنوار الكواكب) بلعاني لا هي ى لا ظ غ لدسع ق صح هـ ف و ى
# وفي يدك اليمنى حديد وخاتــــــــــــم وكل برأسك وفي دعوة فــــــــــــلا
# وآية حشر فاجعل القلب وجههــــــــا وأتلو إذا نام الأنام ورتــــــــــــــــلا
# هي السر في الأكوان لاشيء غيرها هي الآية العظمى فحقق وحصـــلا
# تكون بها قطباً إذ جدت خدمــــــــــة وتدرك أسراراً من العالم العـــــــلا
# سري بها ناجى ومعروف قبلـــــــــه وباح بها الحلاج جهراً فأعقـــــلا؟
# وكان بها الشبلي يدأب دائمــــــــــــاً إلى أن رقى فوق المريدين واعتلى
# فصف من الأدناس قلبك جاهـــــدا ولازم لأذكار وصم وتنقـــــــــــــلا
# فما نال سر القوم إلا محقــــــــــــق عليم بأسرار العلوم محصـــــــــــلا
مقامات المحبة وميل النفوس والمجاهدة والطاعة والعبادة وحب وتعشق وفناء الفناء وتوجه ومراقبة وخلة وأئمة:
الانفعال الطبيعي:
# لبرجيس في المحبة الوفق صرفوا بقزديرأو نحاس الخلط أكملا
# وقيل بفضة صحيحاً رأيتــــــــــــه فجعلك طالعاً خطوطه ماعلا
# توخ به زيادة النور للقمــــــــــــــر وجعلك للقبول شمسه أصــلا
# ويومه والبخور عود لهندهـــــــــم ووقت لساعة ودعـــــوته ألا
# ودعوته بغاية فهي أعملــــــــت وعن طسيمان دعوة ولها جـــــلا
# وقيل بدعوة حروف لوضعهــــا بحر هواء أو مطالب أهـــــــــــلا
# فتنقش أحرفا بدال ولامهـــــــــا وذلك وفق للمربع حصــــــــــــلا
# إذا لم يكن يهوى هواك دلالهـــا فدال ليبدو واو زينب معطــــــــلا
# فحسن لبائه وبائهــــــــــــــم إذا هواك وباقيهم قليلة جمــــــــــــلا
# ونقش مشاكل بشرط لوضعهــم وما زدت أنسبه لفعلك عـــــــدلا
# ومفتاح مريم ففعلهما ســــــــوا فبوري وبسطامي بسورتها تــلا
# وجعلك بالقصد وكن متفقــــــداً أدلة وحشي لقبضة ميــــــــــــلا
# فاعكس بيوتها بألف ونيـــــــفٍ فباطنها سر وفي سرها انجــــلا
فصل في المقامات للنهاية:
# لك الغيب صورة من العالم العــــــــــلا وتوجدها دار أو ملبسها الحــــــــلا
# ويوسف في الحسن وهذا شبيهـــــــــــه بنثر وترتيلٍ حقيقة أنـــــــــــــــزلا
# وفي يده طول وفي الغيب ناطـــــــــــق فيحكى إلى عود يجاوب بلبــــــلا
# وقد جن بهلول بعشق جمالهـــــــــــــــا وعند تجليها لبسطام أخـــــــــــذلا
# ومات أجليه وأشرب حبهـــــــــــــــــــا جنيد وبصرى والجسم أهمــــــــلا
# فتطلب في التهليل غايته ومــــــــــــــن بأسمائه الحسنى بلا نسبة خـــــــلا
# ومن صاحب الحسنى له الفوز بالمنــى ويسهم بالزلفى لدى جيرة العـــــلا
# وتخبر بالغيب إذا جدت خدمـــــــــــــةً تريك عجائباً بمن كان موئـــــــــلا
# فهذا هو الفوز وحسن تنالـــــــــــــــــه ومنها زيادات لتفسيرها تـــــــــــلا
الوصية والتختم والإيمان والإسلام والتحريم والأهلية:
# فهذا قصيدنا وتسعون عــــــــــده وما زاد خطبة وختما وجــــــــدولا
# عجبت لأبيات وتسعون عدهـــــا تولد أبياتاً وما حصرها انجــــــــلا
# فمن فهم السر فيفهم نفســــــــــــه ويفهم تفسيراً تشابه أشكـــــــــــــلا
# حرام وشرعي لإظهار سرنــــــا لناس وإن خصوا وكان التأهـــــلا
# فإن شئت أهليه فغلظ يمينهــــــــم وتفهم برحلة ودين تطــــــــــــــوَّلا
# لعلك أن تنجو وسامع سرهـــــــم من القطع والافشا فترأس بالعــــلا
# فنجل لعباس لسره كاتـــــــــــــــم فنال سعادات وتابعه عــــــــــــــلا
# وقام رسول الله في الناس خاطباً فمن يرأس عرشاً فذلك أكمـــــــلا
# وقد ركب الأرواح أجساد مظهـر فآلت لقتلهم بدق تطــــــــــــــــــوَّلا
# إلى العالم العلوي يفنى فناؤنـــــا ويلبس أثواب الوجود على الــــولا
# فقد تم نظماً وصلى إلهنـــــــــــــا على خاتم الرسل صلاة بها العــلا
# وصلى إله العرش ذو المجــــــد والعلا على سيد ساد الأنام وكمــلا
# محمد الهادي الشفيع إمامنـــــــا وأصحابه أهل المكارم والعــــــــلا
كيفية العمل في استخراج أجوبة المسائل من زايرجة العالم بحول الله منقولا عمن لقيناه من القائمين عليها:
السؤال له ثلثمائة وستون جواباً عدة الدرج، وتختلف الأجوبة عن سؤالٍ واحدٍ في
طالعٍ مخصوصٍ باختلاف الأسئلة المضافة إلى حروف الأوتار، وتناسب العمل من استخراج الأحرف من بيت القصيد.
(تنبيه)- تركيب حروف الأوتار والجدول على ثلاثة أصول: حروف عربية تنقل
على هيآتها، وحروف برسم الغبار. وهذه تتبدل: فمنها ما ينقل على هيئته متى لم تزد الأدوار عن أربعةٍ، فإن زادت عن أربعةٍ نقلت إلى المرتبة الثانية من مرتبة العشرات، وكذلك لمرتبة المئين على حسب العمل كما سنبينه؛ ومنها حروف برسم الزمام كذلك، غير أن رسم الزمام يعطي نسبة ثانية، فهي بمنزلة واحد ألفٍ وبمنزلة عشرةٍ، ولها نسبة من خمسةٍ بالعربي، فاستحق البيت من الجدول أن توضع فيه ثلاثة حروفٍ في هذا الرسم وحرفان في الرسم، فاختصروا من الجدول بيوتاً خاليةً. فمتى كانت أصول الأدوار زائدة على أربعةٍ حسبت في العدد في طول الجدول، وإن لم تزد على أربعةٍ لم يحسب إلا العامر منها.
والعمل في السؤال يفتقر إلى سبعة أصولٍ: عدة حروف الأول وحساب أدوارها
بعد طرحها، إثني عشر إثني عشر؛ وهي ثمانية أحرفٍ في الكامل وستة في الناقص أبداً-. ومعرفة درج الطالع وسلطان البرج، والدور الأكبر الأصلي، وهو واحد أبداً. وما يخرج من إضافة الطالع للدور الأصلي، وما يخرج من ضرب الطالع والدور في سلطان البرج. وإضافة سلطان البرج للطالع والعمل جميعه ينتج عن ثلاثة أدوارٍ مضروبةٍ في أربعة، تكون إثني عشر دوراً. ونسبة هذه الثلاثة
الأدوار التي هي كل دور من أربعةٍ نشأة ثلاثية، كل نشأة لها ابتداء. ثم إنها تضرب أدواراً رباعية أيضاً ثلاثية. ثم إنها من ضرب ستة في إثنين، فكان لها نشأة، يظهر ذلك في العمل. ويتبع هذه الأدوار الإثني عشر نتائج، وهي في الأدوار، إما أن تكون نتيجة أو أكثر إلى ستة.
فأول ذلك نفرض سؤالاً عن الزايرجة؛ هل هي علم قديم، أو محدث بطالع أول
درجةٍ من القوس أثناء حروف الأوتار؟ ثم حر وف السؤال. فوضعنا حروف وتر رأس القوس ونظيره من رأس الجوزاء. وثالثه وتر رأس الدلو إلى حد المركز، وأضفنا إليه حروف السؤال، ونظرنا عدتها وأقل ما تكون ثمانية وثمانين، وأكثر ما تكون ستة وتسعين، وهي جملة الدور الصحيح؛ فكانت في سؤالنا ثلاثة وتسعين. ويختصر السؤال إن زاد عن ستة وتسعين، بأن يسقط جميع أدواره الإثني عشرية، ويحفظ ما خرج منها وما بقي، فكانت في سؤالنا سبعة أدوار، الباقي تسعة، أثبتها في الحروف ما لم يبلغ الطالع إثنتي عشرة درجة، فإن بلغها لم تثبت لها عدة ولا دور.
ثم تثبت أعدادها أيضاً إن زاد الطالع عن أربعة وعشرين في الوجه الثالث، ثم
تثبت الطالع وهو واحد؛ وسلطان الطالع وهو أربعة، والدور الأكبر وهو واحد؛ واجمع ما بين الطالع والدور وهو إثنان في هذا السؤال، واضرب ما خرج منهما في سلطان البرج يبلغ ثمانية، وأضف السلطان للطالع فيكون خمسة، فهذه سبعة أصول. فما خرج من ضرب الطالع والدور الأكبر في سلطان القوس، مما لم يبلغ إثني عشر فيه تدخل في ضلع ثمانية من أسفل الجدول صاعداً؛ وإن زاد على إثني عشر طرح أدواراً، وتدخل بالباقي في ضلع ثمانية، وتعلم على منتهى العدد والخمسة المستخرجة من السلطان والطالع، يكون الطالع في ضلع السطح المبسوط الأعلى من الجدول؛ وتعد متوالياً خمساتٍ أدواراً، وتحفظها إلى أن يقف العدد على حرفٍ من أربعةٍ، وهي ألف أو باء أو جيم أو زاي. فوقع العدد في عملنا
على حرف الألف وخلف ثلاثة أدوارٍ، فضربنا ثلاثةً في ثلاثةٍ كانت تسعة، وهو عدد الدور الأول. فأثبته واجمع ما بين الضلعين: القائم والمبسوط يسكن في بيت ثمانية في مقابلة البيوت العامرة بالعدد من الجدول؛ وإن وقف في مقابلة الخالي من بيوت الجدول على أحدها، فلا يعتبر وتستمر على أدوارك. وأدخل بعدد ما في الدور الأول، وذلك تسعة في صدر الجدول مما يلي البيت الذي اجتمعا فيه، وهي ثمانية، ماراً إلى جهة اليسار؛ فوقع على حرف لام ألفٍ ولا يخرج منها أبداً حرف مركب.وإنما هو إذن حرف تاء أربعمائة برسم الزمام، فعلم عليها بعد نقلها من بيت القصيد، واجمع عدد الدور للسلطان يبلغ ثلاثة عشر، أدخل بها في حروف الأوتار، وأثبت ما وقع عليه العدد وعلم عليه من بيت القصيد. ومن هذا القانون تدري كم تدور الحروف في النظم الطبيعي، وذلك أن تجمع حروف الدور الأول وهو تسعة لسلطان البرج وهو أربعة تبلغ ثلاثة عشر، أضعفها بمثلها تكون ستة وعشرين، أسقط منها درج الطالع وهو واحد في هذا السؤال الباقي خمسة وعشرون.
فعلى ذلك يكون نظم الحروف الأول، ثم ثلاثة وعشرون مرتين، ثم إثنان وعشرون مرتين، على حسب هذا الطرح إلى أن ينتهي للواحد من آخر البيت المنظوم. ولا تقف على أربعة وعشرين لطرح ذلك الواحد أولاً. ثم ضع الدور الثاني وأضف حروف الدور الأول إلى ثمانية، الخارجة من ضرب الطالع والدور في السلطان تكن سبعة عشر الباقي خمسة. فاصعد في ضلع ثمانيةٍ بخمسةٍ من حيث انتهيت في الدور الأول وعلم عليه، وأدخل في صدر الجدول بسبعة عشر، ثم بخمسة. ولا تعد الخالي، والدور عشرون، فوجدنا حرف ثاء خمسمائةٍ؛ وإنما هو نون لأنّ دورنا في مرتبة العشرات، فكانت الخمسمائة بخمسين لأّن دورها سبعة عشر فلو لم تكن سبعة عشر لكانت مئين. فأثبت نوناً ثم أدخل بخمسةٍ أيضاً من أوله. وانظر ما حاذى ذلك من السطح تجد واحداً، فقهقر العدد واحداً يقع على
خمسةٍ، أضف لها واحداً لسطح تكن ستة. أثبت واواً وعلّم عليها من بيت القصيد أربعة؛ وأضفها للثمانية الخارجة من ضرب الطالع مع الدور في السلطان تبلغ إثني عشر؛ أضف لها الباقي من الدور الثاني وهو خمسة تبلغ سبعة عشر، وهو ما للدور الثاني. فدخلنا بسبعة عشر في حروف الأوتار، فوقع العدد على واحد. أثبت الألف وعلم عليها من بيت القصيد وأسقط من حروف الأوتار ثلاثة حروفٍ عدة الخارج من الدور الثاني، وضع الدور الثالث وأضف خمسةً إلى ثمانية تكن ثلاثة عشر، الباقي واحد. انقل الدور في ضلع ثمانية بواحدٍ وأدخل في بيت القصيد بثلاثة عشر، وخذ ما وقع عليه العدد وهو (ق) وعلّم عليه. وأدخل بثلاثة عشر في حروف الأوتار وأثبت ما خرج، وهو سين، وعلّم عليه من بيت القصيد، ثم أدخل مما يلي السين الخارجة بالباقي من دور ثلاثة عشر وهو واحد، فخذ مما يلي حرف سين من الأوتار فكان (ب) أثبتها وعلم عليها من بيت القصيد. وهذا يقال له: الدور المعطوف، وميزانه صحيح، وهو أن تضعف ثلاثة عشر بمثلها، وتضيف إليها الواحد الباقي من الدور تبلغ سبعة وعشرين، وهو حرف باء المستخرج من الأوتار من بيت القصيد. وأدخل في صدر الجدول بثلاثة عشر، وانظر ما قابله من السطح وأضعفه بمثله، وزد عليه الواحد الباقي من ثلاثة عشر؛ فكان حرف جيم، وكانت للجملة سبعة، فذلك حرف زاي فأثبتناه وعلمنا عليه من بيت القصيد. وميزانه أن تضعف السبعة بمثلها وزد عليها الواحد الباقي من ثلاثة عشر يكن خمسة عشر، وهو الخامس عشر من بيت القصيد وهذا آخر أدوار الثلاثيات، وضع الدور الرابع وله من العدد تسعة بإضافة الباقي من الدور السابق، فاضرب الطالع مع الدور في السلطان، وهذا الدور آخر العمل في البيت الأول من الرباعيات.
فاضرب على حرفين من الأوتار واصعد بتسعة في ضلع ثمانيةٍ وأدخل بتسعةٍ من
دور الحرف الذي أخذته آخراً من بيت القصيد، فالتاسع حرف راء، فأثبته
وعلّم عليه. وأدخل في صدر الجدول بتسعة وانظر ما قابلها من السطح يكون (ج)، قهقر العدد واحداً يكون ألف وهو الثاني من حرف الراء من بيت القصيد فأثبته وعلّم عليه. وعدّ مما يلي الثاني تسعة يكون ألف أيضاً أثبته وعلّم عليه وأضرب على حرفٍ من الأوتار، وأضعف تسعة بمثلها تبلغ ثمانية عشر، أدخل بها في حروف الأوتار تقف على حرف راء، أثبتها وعلّم عليها من بيت القصيد ثمانية وأربعين. وأدخل بثمانية عشر في حروف الأوتار تقف على (س) أثبتها وعلّم عليها إثنين، وأضف إثنين إلى تسعة تكون أحد عشر. أدخل في صدر الجدول بأحد عشر تقابلها من السطح ألف أثبتها وعلّم عليها ستة، وضع الدور الخامس وعدته سبعة عشر الباقي خمسة. إصعد بخمسة في ضلع ثمانية واضرب على حرفين من الأوتار وأضعف خمسة بمثلها، وأضفها إلى سبعة عشر عدد دورها الجملة سبعة وعشرون؛ أدخل بها في حروف الأوتار تقع على (ب) أثبتها وعلّم عليها إثنين وثلاثين واطرح من سبعة عشر إثنين التي هي في رأس إثنين وثلاثين الباقي خمسة عشر. أدخل في حروف الأوتار تقف على (ق) أثبتها وعلّم عليها ستة وعشرين، وأدخل في صدر الجدول بست وعشرين تقف على إثنين بالغبار، وذلك حرف (ب) أثبته وعلّم عليه أربعة وخمسين، وأضرب على حرفين من الأوتار وضع الدور السادس، وعدته ثلاثة عشر، الباقي منه واحد، فتبين إذ ذاك أن دور النظم من خمسة وعشرين، فإن الأدوار خمسة وعشرون وسبعة عشر وخمسة وثلاثة عشر وواحد؛ فاضرب خمسة في خمسة تكن خمسة وعشرين، وهو الدور في نظم البيت، فانقل الدور في ضلع ثمانية بواحد. ولكن لم يدخل في بيت القصيد بثلاثة عشر كما قدمناه، لأنه دور ثان من نشأة تركيبية ثانية؛ بل أضفنا الأربعة التي من أربعة وخمسين الخارجة على حروف (ب) من بيت القصيد إلى الواحد تكون خمسة، تضيف خمسة إلى ثلاثة عشر التي للدور تبلغ ثمانية عشر، أدخل بها في صدر الجدول وخذ ما قابلها من السطح وهو ألف، أثبته وعلم عليه من
بيت القصيد إثني عشر واضرب على حرفين من الأوتار. ومن هذا الجدول تنظر أحرف السؤال؛ فما خرج منها زده مع بيت القصيد من آخره وعلّم عليه من حروف السؤال ليكون داخلاً في العدد في بيت القصيد، وكذلك تفعل بكل حرف بعد ذلك مناسباً لحروف السؤال؛ فما خرج منها زده على بيت القصيد من آخره وعلّم عليه، ثم أضف إلى ثمانية عشر ما علمته على حرف الألف من الآحاد، فكان إثنين تبلغ الجملة عشرين. أدخل بها في حروف الأوتار تقف على حرف راء، أثبته وعلّم عليه من بيت القصيد، ستة وتسعين وهو نهاية الدور في الحرف الوتري. فاضرب على حرفين من الأوتار وضع الدور السابع، وهو إبتداء لمخترع ثان ينشأ من الإختراعين. ولهذا الدور من العدد تسعة، تضيف لها واحداً تكون عشرة للنشأة الثانية، وهذا الواحد تزيده بعد إلى إثني عشر دوراً، إذا كان من هذه النسبة، أو تنقصه من الأصل تبلغ الجملة خمسة عشر. فاصعد في ضلع ثمانية وتسعين وأدخل في صدر الجدول بعشرة تقف على خمسمائة، وإنما هي خمسون، نون مضاعفة بمثلها؛ وتلك (ق) أثبتها وعلّم عليها من بيت القصيد إثنين وخمسين، وأسقط من إثنين وخمسين إثنين، وأسقط تسعة التي للدور؛ الباقي واحد وأربعون؛ فأدخل بها في حروف الأوتار تقف على واحد أثبته. وكذلك أدخل بها في بيت القصيد تجد واحداً، فهذا ميزان هذه النشأة الثانية فعلم عليه من بيت القصيد علامتين. علامة على الألف الأخير الميزاني؛ وأخرى على الألف الأولى فقط، والثانية أربعة وعشرون واضرب على حرفين من الأوتار، وضع الدور الثامن وعدته سبعة عشر الباقي خمسة، أدخل في ضلع ثمانية وخمسين وأدخل في بيت القصيد بخمسة تقع على عين بسبعين، أثبتها وعلّم عليها. وأدخل في الجدول بخمسة، وخذ ما قابلها من السطح، وذلك واحد، أثبته وعلّم عليه من البيت ثمانية وأربعين، وأسقط واحداً من ثمانية وأربعين للأس الثاني وأضف إليها خمسة، الدور. الجملة إثنان وخمسون. أدخل بها في صدر الجدول تقف
على حرف (ب) غبارية وهي مرتبة مئينية لتزايد العدد، فتكون مائتين وهي حرف راء، أثبتها وعلّم عليها من القصيد أربعة وعشرين، فانتقل الأمر إلى ستة وتسعين إلى الابتداء وهو أربعة وعشرون، فأضف إلى أربعة وعشرين خمسة، الدور، وأسقط واحداً تكون الجملة ثمانية وعشرين. أدخل بالنصف منها في بيت القصيد تقف على ثمانية، أثبت (2) وعلّم عليها وضع الدور التاسع، وعدده ثلاثة عشر الباقي واحد، إصعد في ضلع ثمانية بواحد. وليست نسبة العمل هنا كنسبتها في الدور السادس لتضاعف العدد، ولأنه من النشأة الثانية، ولأنه أول الثلث الثالث من مربعات البروج وآخر الستة الرابعة من المثلثات. فاضرب ثلاثة عشر التي للدور في أربعة التي هي مثلثات البروج السابقة، الجملة إثنان وخمسون، أدخل بها في صدر الجدول تقف على حرف إثنين غبارية، وإنما هي مئينية لتجاوزها في العدد عن مرتبتي الآحاد والعشرات، فأثبته مائتين راء، وعلم عليها من بيت القصيد ثمانية وأربعين، وأضف إلى ثلاثة عشر، الدور، واحد الأس، وأدخل بأربعة عشر في بيت القصيد تبلغ ثمانية، فعلم عليها ثمانية وعشرين، واطرح من أربعة عشر سبعة يبقى سبعة إضرب على حرفين من الأوتار، وأدخل بسبعة تقف على حرف لام، أثبته وعلم عليه من البيت. وضع الدور العاشر وعدده لسعة، وهذا ابتداء المثلثة الرابعة، واصعد في ضلع ثمانية بتسعة، تكون خلاء، فاصعد بتسعة ثانية تصير في السابع من الابتداء. اضرب تسعة في أربعة لصعودنا بتسعتين، وإنما كانت تضرب في إثنين، وأدخل في الجدول بستة وثلاثين تقف على أربعة زمامية وهي عشرية؛ فأخذناها أحادية لقلة الأدوار، فأثبت حرف دال؛ وإن أضفت إلى ستة وثلاثين واحد الأس كان حدها من بيت القصيد، فعلم عليها؛ ولو دخلت بالتسعة لا غير من ضرب في صدر الجدول لوقف على ثمانية، فاطرح من ثمانية أربعة الباقي أربعة وهو المقصود. ولو دخلت في صدر الجدول بثمانية عشر التي هي تسعة في إثنين لوقف على واحدٍ زمامي وهو عشري، فاطرح
منه إثنين تكرار التسعة، الباقي ثمانية نصفها المطلوب. ولو دخلت في صدر الجدول بسبعة وعشرين بضربها في ثلاثة لوقعت على عشرة زمامية، والعمل واحد. ثم أدخل بتسعة في بيت القصيد وأثبت ما خرج وهو ألف، ثم اضرب تسعة في ثلاثة التي هي مركب تسعة الماضية وأسقط واحداً وأدخل في صدر الجدول بستة وعشرين، وأثبت ما خرج وهو مائتان بحرف راء وعلّم عليه من بيت القصيد ستة وتسعين. واضرب على حرفين من الأوتار وضع الدور الحادي عشر وله سبعة عشر الباقي خمسة، إصعد في ضلع ثمانية بخمسة وتحسب ما تكرر عليه المشي في الدور الأول، وأدخل في صدر الجدول بخمسة تقف على خال؛ فخذ ما قابله من السطح وهو واحد، فأدخل بواحد في بيت القصيد تكن سين، أثبته وعلم عليه أربعة. ولو يكون الوقف في الجدول على بيت عامر لأثبتنا الواحد ثلاثة. وأضعف سبعة عشر بمثلها وأسقط واحداً وأضعفها بمثلها وزدها أربعة تبلغ سبعة وثلاثين، أدخل بها في الأوتار تقف على سنة أثبتها وعلّم عليها، وأضعف خمسة بمثلها. وأدخل في البيت تقف على لام أثبتها وعلّم عليها عشرين، واضرب على حرفين من الأوتار. وضع الدور الثاني عشر وله ثلاثة عشر الباقي واحد، إصعد في ضلع ثمانية بواحد، وهذا الدور آخر الأدوار وآخر الإختراعين وآخر المربعات الثلاثية وآخر المثلثات الرباعية. والواحد في صدر الجدول يقع على ثمانين زمامية، وإنما هي آحاد ثمانية، وليس معنا من الأدوار إلا واحد، فلو زاد عن أربعة من مربعات إثني عشر أو ثلاثة من مثلثات إثني عشر لكانت (ح)، وإنما هي (د)؛ فأثبتها وعلّم عليها من بيت القصيد أربعة وسبعين؛ ثم انظر ما ناسبها من السطح تكن خمسة، أضعفها بمثلها للأس تبلغ عشرة، أثبت (ى) وعلم عليها، وانظر في أي المراتب وقعت: وجدناها في الرابعة، دخلنا بسبعة في حروف الأوتار، وهذا المدخل يسمى التوليد الحرفي فكانت (ف)، أثبتها وأضف إلى سبعة واحد الدور، الجملة ثمانية. أدخل بها في الأوتار تبلغ (س)
أثبتها وعلّم عليها ثمانية، واضرب ثمانية في ثلاثة الزائدة على عشرة الدور؛ فإنها آخر مربعات الأدوار بالمثلثات تبلغ أربعة وعشرين، أدخل بها في بيت القصيد وعلم على ما يخرج منها وهو مائتان وعلامتها ستة وتسعون، وهو نهاية الدور الثاني في الأدوار الحرفية، واضرب على حرفين من الأوتار وضع النتيجة الأولى ولها تسعة. وهذا العدد يناسب أبدا الباقي من حروف الأوتار بعد طرحها أدواراً وذلك تسعة، فاضرب تسعة في ثلاثة التي هي زائدة على تسعين من حروف الأوتار، وأضف لها واحداً الباقي من الدور الثاني عشر تبلغ ثمانية وعشرين، فادخل بها في حروف الأوتار تبلغ ألفاً، أثبته وعلّم عليه ستة وتسعين. وإن ضربت سبعة التي هي أدوار الحروف التسعينية في أربعة وهي الثلاثة الزائدة على تسعين، والواحد الباقي من الدور الثاني عشر كان كذلك، واصعد في ضلع ثمانية بتسعة وأدخل في الجدول بتسعة تبلغ إثنين زمامية. واضرب تسعة فيما ناسب من السطح، وذلك ثلاثة، وأضف لذلك سبعة، عدد الأوتار الحرفية، واطرح واحداً الباقي من دور إثني عشر تبلغ ثلاثة وثلاثين؛ أدخل بها في البيت تبلغ خمسة، فأثبتها وأضف تسعة بمثلها وأدخل في صدر الجدول بثمانية عشر، وخذ ما في السطح وهو واحد، أدخل به في حروف الأوتار تبلغ (م) أثبته وعلّم عليه، واضرب على حرفين من الأوتار. وضع النتيجة الثانية ولها سبعة عشر الباقي خمسة، فاصعد في ضلع ثمانية بخمسة واضرب خمسة في ثلاثة الزائدة على تسعين تبلغ خمسة عشر، أضف لها واحداً الباقي من الدور الثاني عشر تكن تسعة، وأدخل بستة عشر في بيت القصيد تبلغ (ت) أثبته وعلّم عليه أربعة وستين، وأضف إلى خمسة الثلاثة الزائدة على تسعين، وزد واحداً الباقي من الدور الثاني عشر يكن تسعة، أدخل بها في صدر الجدول تبلغ ثلاثين زمامية، وانظر ما في السطح تجد واحداً أثبته وعلّم عليه من بيت القصيد وهو التاسع أيضاً من البيت، وأدخل بتسعة في صدر الجدول تقف على ثلاثة وهي عشرات، فأثبت(لام) وعلّم
عليه وضع النتيجة الثالثة وعددها ثلاثة عشر الباقي واحد. فانقل في ضلع ثمانية. بواحد وأضف إلى ثلاثة عشر الثلاثة الزائدة على التسعين، وواحد الباقي من الدور الثاني عشر تبلغ سبعة عشر، وواحد النتيجة تكن ثمانية عشر، أدخل بها في حروف الأوتار تكن لاماً أثبتها فهذا آخر العمل.
والمثال في هذا السؤال السابق: أردنا أن نعلم أن هذه الزايرجة علم محدث أو قديم، بطالع أول درجة من القوس، أثبتنا حروف الأوتار، ثم حروف السؤال، ثم الأصول، وهي عدة الحروف ثلاثة وتسعون أدوارها سبعة الباقي منها تسعة، الطالع واحد، سلطان القوس أربعة، الدور الأكبر واحد، درج الطالع مع الدور إثنان، ضرب الطالع مع الدور في السلطان ثمانية، إضافة السلطان للطالع خمسة بيت القصيد.
# سؤال عظيم الخلق حزت فصن إذن غرائب شك ضبطه الجد مثلا
حروف الأوتار: ص ط ه ر ث ك ه م ص ص و ن ب ه س ا ن ل م ن ص ع ف و ر س ك ل م ن ص ع ف ض ق ر س ت ث ح ذ ط غ ش ط ي ع ح ص ر و ح ر و ح ل ص ك ل م ن ص ا ب ج د ه و ز ح ط ى .
(حروف السؤال) : ا ل ز ا ى ر ج ع ل م م ح د ث ا م ق ى م الدور الأول 9 الدور الثانى 17 الباقى 5 الدور الثالث 13 الباقى 1 الدور الرابع 9 الدور الخامس 17 الباقى 5 الدور السادس 13 الباقى 1 الدور السابع 9 الدور الثامن 17 الباقى 5 الدور التاسع 13 الباقى 1 الدور العاشر 13 الدور الحادي عشر 17 الباقى 5 الدور الثانى عشر 13 الباقى 1 النتيجة الأولى 9 النتيجة الثانية 17 الباقى 5 النتيجة الثالثة 13 الباقى 1 .
هـ ع حج و66 في ا ى 6 ذ 210000
س 10000 ن220000
و 20000 غ230000
ا30000 ر240000
ل 40000 ا250000
ع 50000 ي260000
ظ 60000 ب270000
ي70000 ش280000
م 80000 ك290000
ا90000 ض300000
ل100000 ب 310000
خ 110000 ط320000
ل 120000 ه330000
ق 130000 ا340000
ح140000 ل350000
ز150000 ج360000
ت160000 د370000
ف 170000 م380000
ص180000 ث390000
ن 190000 ل400000
ا 200000 4100001
ف و ز ا س رر ا ا س ا ب ا ر ق ا ع ا ر ص ح ر ح ل د ا ر س ا ل د ى و س ر ا د م ن ا ل ل
دورها على خمسة وعشرين ثم على ثلاثة وعشرين مرتين ثم على واحد وعشرين
مرتين إلى أن تنتهي إلى الواحد من آخر البيت وتنتقل الحروف جميعاً والله أعلم ن ف رو ح ر و ح ا ل ود س ا د ر ر س ر ه ا ل د رى س وان س د رواب لا ا م رب وا ا ل ع ل ل.
هذا آخر الكلام في استخراج الأجوبة من زايرجة العالم منظومة. وللقوم طرائق أخرى من غير الزايرجة يستخرجون بها أجوبة المسائل غير منظومة. وعندهم أن السر في استخراج الجواب منظوماً من الزايرجة، إنما هو مزجهم بيت مالك بن وهيب وهو: سؤال عظيم الخلق البيت، ولذلك يخرج الجواب على رويه. وأما الطرق الأخرى فيخرج الجواب غير منظوم. فمن طرائقهم في استخراج الأجوبة ما ننقله عن بعض المحققين منهم.
2-فصل في الاطلاع علي الأسرار الخفية من جهة الارتباطان الحرفية:
إعلم أرشدنا الله وإياك أن هذه الحروف أصل الأسئلة في كل قضية، وإنما تستنتج الأجوبة على تجزئته بالكلية، وهي ثلاثة وأربعون حرفاً كما ترى والله علام الغيوب ا ول ا ع ظ س ال م خ ى دل زق ت ارذص ف ن غ ش اك ك ى ب م ض ب ح ط ل ج ه دن ل ث ا.
وقد نظمها بعض الفضلاء في بيت جعل فيه كل حرف مشدد من حرفين وسماه
القطب فقال:
# سؤال عظيم الخلق حزت فصن إذن غرائب شك ضبطه الجد مثلا
فإذا أردت استنتاج المسألة فاحذف ما تكرر من حروفها واثبت ما فضل منه. ثم احذف من الأصل وهو القطب لكل حرف فضل من المسألة حرفاً يماثله، وإثبت ما فضل منه. ثم امزج الفضلين في سطر واحد تبدأ بالأول من
فضله، والثاني من فضل المسألة. وهكذا إلى أن يتم الفضلان أو ينفد أحدهما قبل الآخر؛ فتضع البقية على ترتيبها. فإذا كان عدد الحروف الخارجة بعد المزج موافقاُ لعدد حروف الأصل قبل الحذف فالعمل صحيح، فحينئذ تضيف إليها خمس نونات لتعدل بها الموازين الموسيقية وتكمل الحروف ثمانية وأربعين حرفاً، فتعمر بها جدولاً مربعا يكون آخر ما في السطر الأول أول ما في السطر الثاني، وتنقل البقية على حالها، وهكذا إلى أن تتم عمارة الجدول. ويعود السطر الأول بعينه وتتوالى الحروف في القطر على نسبة الحركة، ثم تخرج وتركل حرف بقسمة مربعة على أعظم جزء يوجد له، وتضع الوتر مقابلا لحرفه، ثم تستخرج النسب العنصرية للحروف الجدولية، وتعرف قوتها الطبيعية وموازينها الروحانية وغرائزها النفسانية وأسوسها الأصلية من الجدول الموضوع لذلك، وهذه صورته:
ثم تأخذ وتر كل حرف بعد ضربه في أسوس أوتاد الفلك الأربعة، واحذر ما يلي الأوتاد وكذلك السواقط لأن نسبتها مضطربة. وهذا الخارج هو أول رتب السريان. ثم تأخذ مجموع العناصر وتحط منها أسوس المولدات، يبقى أس عالم الخلق بعد عروضه للمدد الكونية، فتحمل عليه بعض المجردات عن المواد وهي عناصر الإمداد، يخرج أفق النفس الأوسط؛ وتطرح أول رتب السريان من مجموع العناصر يبقى عالم التوسط.وهذا مخصوص بعوالم الأكوان البسيطة لا المركبة. ثم تضرب عالم التوسط في أفق النفس الأوسط يخرج الأفق الأعلى، فتحمل عليه أول رتب السريان، ثم تطرح من الرابع. أول عناصر الإمداد الأصلي يبقى ثالث ركبة السريان؛ فتضرب مجموع أجزاء العناصر الأربعة أبداً في رابع مرتبة السريان، يخرج أول عالم التفصيل؛ والثاني في الثاني يخرج ثاني عالم التفصيل، والثالث في الثالث يخرج ثالث عالم التفصيل، والرابع في الرابع يخرج رابع عالم التفصيل. فتجمع عوالم التفصيل وتحط من عالم الكل، تبقى العوالم المجردة، فتقسم على الأفق الأعلى يخرج الجزء الأول، ويقسم المنكسر على الأفق الأوسط يخرج الجزء الثاني، وما انكسر فهو الثالث، ويتعين الرابع هذا في الرباعي. وإن شئت أكثر من الرباعي فتستكثر من عوالم التفصيل ومن رتب السريان ومن الأوفاق بعد الحروف. والله يرشدنا وإياك. وكذلك إذا قسم عالم التجريد على أول رتب السريان خرج الجزء الأول من عالم التركيب، وكذلك إلى نهاية الرتبة الأخيرة من عالم الكون. فافهم وتدبر والله المرشد المعين.
ومن طريقهم أيضاً في استخراج الجواب، قال بعض المحققين منهم: إعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن علم الحروف جليل يتوصل العالم به لما لا يتوصل بغيره من العلوم المتداولة بين العالم، وللعمل به شرائط تلتزم. وقد يستخرج العالم أسرار الخليقة وسرائر الطبيعة؛ فيطلع بذلك على نتيجتي
الفلسفة، أعني السيميا وأختها، ويرفع له حجاب المجهولات ويطلع بذلك على مكنون خبايا القلوب. وقد شهدت جماعة بأرض المغرب، ممن اتصل بذلك، فأظهر الغرائب وخرق العوائد وتصرف في الوجود بتأييد الله.
واعلم أن ملاك كل فضيلة الاجتهاد وحسن الملكة مع الصبر، مفتاح كل خير؛
كما أن الخرق والعجلة راس الحرمان، فأقول: إذا أردت أن تعلم قوة كل حرف من حروف الفا بيطوس أعني أبجد إلى آخر العدد، وهذا أول مدخل هن علم الحروف، فانظر ما لذلك الحرف من الأعداد، فتلك الدرجة التي هي مناسبة للحرف هي قوته في الجسمانيات. ثم اضرب العدد في مثله تخرج لك قوته في الروحانيات وهي وتره.وهذا في الحروف المنقوطة لا يتم بل يتم لغير المنقوطة، لان المنقوطة منها مراتب لمعان يأتي عليها البيان فيما بعد.
واعلم أن لكل شكل من أشكال الحروف شكلاً في العالم العلوي أعني الكرسي، ومنها المتحرك والساكن والعلوي والسفلي كما هو مرقوم في أماكنه من الجداول الموضوعة في الزيارج.
واعلم أن قوى الحروف ثلاثة أقسام: الأول وهو أقلها قوة تظهر بعد كتابتها؛ فتكون كتابته لعالم روحاني مخصوص بذلك الحرف المرسوم؛ فمتى خرج ذلك الحرف بقوة نفسانية وجمع همة كانت قوى الحروف مؤثرة في عالم الأجسام. الثاني تؤتها في الهيئة الفكرية وذلك ما يصدر عن تصريف الروحانيات لها، فهي قوة في الروحانيات العلويات، وقوة شكلية في عالم الجسمانيات. الثالث وهو يجمع الباطن، أعني القوة النفسانية على تكوينه؛ فتكون قبل النطق به صورة في النفس، بعد النطق به صورة في الحروف وقوة في النطق.
وأما طبائعها فهي الطبيعيات المنسوبة للمتولدات في الحروف وهي الحرارة
واليبوسة، والحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة والبرودة والرطوبة؛ فهذا سر العدد اليماني، والحرارة جامعة للهواء والنار وهما: (أ هـ ط م ف ش ذ ج زك س ق ث ظ)، والبرودة جامعة للهواء والماء (ب و ى ن ص ت ض د ح ل ع رخ غ) واليبوسة جامعة للنار والأرض (أ هـ ط م ف ش ذب و ى ن ص ت ض) فهذه نسبة حروف الطبائع وتداخل أجزاء بعضها في بعض. وتداخل أجزاء العالم فيها علويات وسفليات بأسباب الأمهات الأول، أعني الطبائع الأربع المنفردة؛ فمتى أردت استخراج مجهول من مسئلة ما، فحقق طالع السائل أو طالع مسئلته واستنطق حروف أوتارها الأربعة: الأول والرابع والسابع والعاشر مستوية مرتبة، واستخرج أعداد القوى والأوتار كما سنبين، واحمل وانسب واستنتج الجواب يخرج لك المطلوب، إما بصريح اللفظ أو بالمعنى. وكذلك في كل مسئلة تقع لك. بيانه: إذا أردت أن تستخرج قوى حروف الطالع، مع إسم السائل والحاجة، فاجمع أعدادها بالجمل الكبير؛ فكان الطالع الحمل رابعه السرطان سابعه الميزان عاشره الجدي، وهو أقوى هذه الأوتاد، فأسقط من كل برج حرفي التعريف، وانظر ما يخص كل برج من الأعداد المنطقة الموضوعة في دائرتها، واحذف أجزاء الكسر في النسب الاستنطاقية كلها وأثبت تحت كل حرف ما يخصه من ذلك، ثم أعداد حروف العناصر الأربعة وما يخصها كالأول. وارسم ذلك كله أحرفاً ورتب الأوتاد والقوى والقرائن سطراً ممتزجاً. وكسر واضرب ما يضرب لاستخراج الموازين، واجمع واستنتج الجواب يخرج لك الضمير وجوابه. مثاله إفرض أن الطالع الحمل كما تقدم، ترسم (ح م ل): فللحاء من العدد ثمانية لها النصف والربع والثمن (د ب أ) الميم لها من العدد أربعون، لها النصف والربع والثمن والعشر ونصف العشر إذا أردت التدقيق (م ك ى هـ د ب) اللام لها من العدد ثلاثون، لها النصف والثلثان والثلث والخمس والسدس والعشر
(ك ى وهـ ج). وهكذا تفعل بسائر حروف المسألة والإسم من كل لفظ يقع لك. وأما استخراج الأوتار فهو أن تقسم مربع كل حرف على أعظم جزء يوجد له. مثاله: حرف (د) له من الأعداد أربعة مربعها ستة عشر، إقسمها على أعظم جزء يوجد لها وهو إثنان يخرج وتراً لدال ثمانية. ثم تضع كل وترٍ مقابلاً لحرفه. ثم تستخرج النسب العنصرية، كما تقدم في شرح الاستنطاق، ولها قاعدة تطرد في استخراجها من طبع الحروف وطبع البيت الذي يحل فيه من الجدول كما ذكر الشيخ لمن عرف الاصطلاح. والله أعلم.
فصل في الاستدلال علي ما في الضمائر الخفية بالقوانين الحرفية:
وذلك لو سأل سائل عن عليل لم يعرف مرضه ما علته، وما الموافق لبرئه منه؛ فَمُر
السائل أن يسمي ما شاء من الأشياء على إسم العلة المجهولة، لتجعل ذلك الإسم قاعدة لك. ثم استنطق الإسم مع إسم الطالع والعناصر والسائل واليوم والساعة إن أردت التدقيق في المسئلة، وإلا اقتصرت على الإسم الذي سماه السائل، وفعلت به كما نبين. فأقول مثلا: سمى السائل فرساً فاثبت الحروف الثلاثة مع أعدادها المنطقة. بيانه: أن للفاء من العدد ثمانين ولها (م ك ي ح ب) ثم الراء لها من العدد مائتان (ق ن ك ى) ثم السين لها من العدد ستون ولها (م ل ك) فالواو عدد تام له (د ي ب) والسين مثله ولها (م ل ك). فإذا بسطت حروف الأسماء وجدت عنصرين متساويين، فاحكم لأكثركما حروفاً بالغلبة على الآخر، ثم احمل عدد حروف عناصر إسم المطلوب وحروفه دون بسط، وكذلك إسم الطالب واحكم للأكثر والأقوى بالغلبة.
وصفة قوى استخراج العناصر.
فتكون الغلبة هنا للتراب وطبعه البرودة، واليبوسة طبع السوداء، فتحكم
على المريض بالسوداء. فإذا ألفت من حروف الإستنطاق كلاماً على نسبة تقريبية خرج موضع الوجع في الحلق، ويوافقه من الأدوية حقنة، ومن الأشربة شراب الليمون. هذا ما خرج من قوى أعداد حروف إسم فرس وهو مثال تقريبي مختصر. وأما استخراج قوى العناصر من الأسماء العلمية فهو أن تسمي مثلاً محمداً، فترسم أحرفه مقطعة، ثم تضع أسماء العناصر الأربعة على ترتيب الفلك، يخرج لك ما في كل عنصر من الحروف والعدد. ومثاله:
فتجد أقوى هذه العناصر من هذا الإسم المذكور عنصر الماء، لان عدد حروفه عشرون حرفاً، فجعلت له الغلبة على بقية عناصر الإسم المذكور، وهكذا يفعل بجميع الأسماء. حينئذ تضاف إلى أوتارها، أو للوتر المنسوب للطالع في الزايرجة، أو لوتر البيت المنسوب لمالك بن وهيب، الذي جعله قاعدة لمزج الأسئلة وهو هذا:
# سُؤَال عظيمُ الخلق حزت فصن إذن غرائب شك ضبطه الجد مثلا
وهو وتر مشهور لاستخراج المجهولات، وعليه كان يعتمد ابن الرقام وأصحابه.وهو عمل تام قائم بنفسه في المثالات الوضعية. وصفة العمل بهذا الوتر المذكور أن ترسمه مقطعاً ممتزجاً بألفاظ السؤال على قانون صنعة التكسير.
وعدة حروف هذا الوتر أعني البيت ثلاثة وأربعون حرفاً، لأن كل حرف مشدد من حرفين.
ثم تحذف ما تكرر عند المزج من الحروف ومن الأصل، لكل حرفٍ فضل من المسئلة حرف يماثله، وتثبت الفضلين سطراً ممتزجاً بعضه ببعض الحروف. الأول من فضلة القطب والثاني من فضلة السؤال، حتى يتم الفضلتان جميعاً، فتكون ثلاثة وأربعين، فتضيف إليها خمس نونات ليكون ثمانية وأربعين، لتعدل بها الموازين الموسيقية. ثم تضع الفضلة على ترتيبها فإن كان عدد الحروف الخارجة بعد المزج يوافق العدد الأصلي قبل الحذف فالعمل صحيح، ثم عمر بما مزجت جدولاً مربعاً يكون آخر ما في السطر الأول أول ما في السطر الثاني.
وعلى هذا النسق حتى يعود السطر الأول بعينه، وتتوالى الحروف في القطر على نسبه الحركة. ثم تخرج وتركل حرف كما تقدم تضعه مقابلاً لحرفه، ثم تستخرج النسب العنصرية للحروف الجدولية، لتعرف قوتها الطبيعية وموازينها الروحانية وغرائزها النفسانية وأسوسها الأصلية من الجدول الموضوع لذلك. وصفة استخراج النسب العنصرية هو أن تنظر الحرف الأول من الجدول ما طبيعته وطبيعة البيت الذي حل فيه؛ فإن اتفقت فحسن، وإلا فاستخرج بين الحرفين نسبة. ويتسع هذا القانون في جميع الحروف الجدولية. وتحقيق ذلك سهل على من عرف قوانينه كما هو مقرر في دوائرها الموسيقية. ثم تأخذ وتر كل حرف بعد ضربه في أسوس أوتاد الفلك الأربعة كما تقدم. واحذر ما يلي الأوتاد. وكذلك السواقط لأن نسبتها مضطربة. وهذا الذي يخرج لك هو أول مراتب السريان. ثم تأخذ مجموع العناصر وتحط منها أسوس المولدات يبقى أس عالم الخلق بعد عروضه للمدد الكونية، فتحمل عليه بعض المجردات عن المواد وهي عناصر الإمداد، يخرج أفق النفس الأوسط. وتطرح أول رتب السريان من
مجموع العناصر يبقى عالم التوسط. وهذا مخصوص بعوالم الأكوان البسيطة لا المركبة. ثم تضرب عالم التوسط في أفق النفس الأوسط يخرج الأفق الأعلى، فتحمل عليه أول رتب السريان، ثم تطرح من الرابع أول عناصر الإمداد الأصلي يبقى ثالث رتبة السريان. ثم تضرب مجموع أجزاء العناصر الأربعة أبداً في رابع رتب السريان يخرج أول عالم التفصيل، والثاني في الثاني يخرج ثاني عالم التفصيل، وكذلك الثالث والرابع، فتجمع عوالم التفصيل وتحط من عالم الكل، تبقى العوالم المجردة؛ فتقسم على الأفق الأعلى يخرج الجزء الأول. ومن هنا يطرد العمل في التامة. وله مقامات في كتب ابن وحشية والبوني وغيرهما. وهذا التدبير يجري على القانون الطبيعي الحكمي في هذا الفن وغيره من فنون الحكمة الإلهية، وعليه مدار وضع الزيارج الحرفية والصنعة الإلهية والنيرجات الفلسفية. والله الملهم وبه المستعان وعليه التكلان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق