657
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
رابعا - عمل المرأة
4 العملُ وتحقيقُ ذاتِ المرأة:
· واللهِ العظيمِ لا يعملُ الرجلُ من أجلِ المتعةِ والترفيه.. إنّ العملَ أحدُ واجباتِه في الحياة، وهو مسئوليّةٌ ثقيلة، وكثيرًا ما يكونُ مملا وكئيبًا.. لماذا إذن تتطوّعُ المرأةُ لتعريضِ نفسِها لهذه المحنةِ إذا لم يَكُن هناك داعي؟!
· تقولُ بعضُ الفتيات: لم نتعلّمْ لكي نجلسَ في البيت!.. من أجلِ هذا ما زال هناكَ رجالٌ لا يعلّمونَ بناتِهم[1]!
· كان الهدفُ الذي تتعلّمُ الفتياتُ من أجلِه تربيةَ أجيالٍ واعيةٍ في أسرةٍ مستقرّة.. المضحكُ في الأمرِ أنّ نسبَ انحرافِ الأبناءِ وتعاسةِ الأسرةِ ووقوعِ الطلاقِ قد ازدادت عمّا كانت عليه في الماضي، حينما كانت نساؤنا غيرَ متعلّمات!!.. ولا أتّهم هنا تعليمَ الفتيات بمفردِه ـ رغم ما في نظامِ التعليمِ من مساوئَ واختلاطٍ وفساد لعين ـ ولكنّي أتّهم خصوصا ما اقترنَ به من عملِ المرأةِ المتعلّمة، وهو القِرانُ الذي أتمنّى له طلاقًا بائنا!!
· لا يوجدُ في (مصرَ) عملٌ "يحقّقُ ذاتَ المرأة"، ولا حتّى ذاتَ الرجل.. معظمُها أعمالٌ روتينيّةٌ مملّة!
· ترفضُ المرأةُ العصريةُ سلطةَ زوجِها، وتخرجُ للعملِ حتّى يرأسَها عشراتُ الرجالِ الذين لا تضمنُ كيفيةَ معاملتِهم لها، ولن تجدَ عندَهم ذرّةً من حنانِ زوجِها عليها.. يا للنساء!!
· المتتبّعُ للمرأةِ المصريّةِ الأصيلة، سيجدُها طوالَ التاريخِ وحتّى الآنِ خيرَ عونٍ لزوجِها، فحينما تستدعي الظروفُ، تجدُها تحملُ الفأسَ بجوارِه في الحقلِ وترعى ماشيتَه، وتراها في الأسواقِ تبيعُ منتجاتِه.. وهكذا.... .
فهل مثلُ هذه المرأةِ ضعيفة؟.. وهل هي مظلومة؟.. وهل هي بلا دورٍ في المجتمع؟.. وهل لو سألناها عن أيّهما تحبُّ أكثر: أن تقومَ بهذه الأعمالِ حتّى لو لم يكن زوجُها محتاجًا إلى مساعدتِها، أم أن تجلسَ في بيتِها ملكةً متوّجةً، فبماذا ستجيب؟
· مئاتُ الآلافِ من الفتياتِ حاملاتِ الشهاداتِ المتوسّطة، يعملنَ في المحالِّ التجاريّة، وهنّ أنسبُ ـ في نظرِ صاحبِ العملِ ـ من الرجالِ، لأكثرَ من سبب:
- لأنّ المرأةَ تستطيعُ القيامَ بالأعمالِ الرتيبة، والمكوثَ في مكانٍ ضيقٍ وكئيب، لساعاتٍ طويلةٍ بلا ملل.
- لأنها ستكنسُ المحلَّ وتنظّفُه وتمسحُه وتنظُّمه، دونَ أن يَعيبَها أحد، بينما معظمُ الشبابِ يتحرّجونَ من ذلك.
- لأنَّ صاحبَ العملِ ـ في الغالبِ ـ يريدُ أن يأنسَ برؤيةِ وجهٍ جميل، وتخفيفَ بعضِ المللِ ببعضِ الدعابات، حتى ولو ظنّ أنّها بريئة!
بينما ترى هذه الفتياتُ أن هذا العملَ حتّميٌّ لهنّ، رغم إجهادِِه وقرفِه، ورغمَ أنّه لا يندرجُ تحتَ ادّعاء "تحقيقِ ذاتِ المرأة" بأيِّ حالٍ من الأحوال، لسببين:
- أنّ معظمَهن ينتمينَ لأسرٍ فقيرةٍ تحتاجُ لهذه النقودِ القليلة.
- أنّ هذا العملَ هو أنسبُ مكانٍ للحصولِ على زوج، فبعدَ فترةٍ تطولُ أو تقصر، يُفتن بها رجلٌ ما ويتزوّجُها، حيث ينتشلُها من هذا المستنقع، لتجلسَ في بيتِها معززةً مكرّمة، دونَ أن يتطرّقَ لذهنِها كابوسُ العملِ مرةً أخرى على الإطلاق!
· تقولُ الإحصائيّاتُ المُعلنةُ إن حوالَيْ 18% من الأسرِ المصريّةِ تعولُها نساء، إما مطلقاتٌ أو أرامل، وأحيانا يَكُنَّ على ذمّةِ أزواجِهنَّ، ولكنّهم إما مرضى وليس لهم تأميناتٌ اجتماعيّة أو معاش، وإما أصحاءٌ كالتيوسِ، ولكنّهم يتنصّلونَ من مسئوليةِ إعالةِ الأسرة، للتفرّغِ للتحشيشِ بكاملِ قواهم!.. مثلُ هذه النساءِ هنَّ في أشدِّ الحاجةِ للعمل، رغمَ ما يُمثّلُه ذلكَ من أعباءٍ جسديّةٍ ونفسيّةٍ إضافةً لرعايةِ الأسرة.. ولا يمكنُ هنا إدراجُ ما يُضطررْنَ لأدائه كَرْهًا، تحتَ هدفِ "تحقيقِ الذات" المزعوم!!
· أعتقدُ الآنَ ـ بعد الفقراتِ السابقةِ ـ أن مفهومَ "عملِ المرأةِ" قد اتّضح: فهو عبارةٌ عن عملِ المرأةِ الحاصلةِ على شهادةٍ جامعيّةٍ في وظيفةٍ حكومية، أملا في الوصولِ إلى منصبٍ رفيع.. وحتّى لو افترضْنا أنّ هذا من حقِّها، فيجبُ هنا أن نوضّحَ مدى الظلمِ والأنانيّةِ التي تتمتّعُ بهما المرأةُ الجامعيّة، فبرغمِ أن نسبةَ التعليمِ الجامعيِّ بينَ النساءِ ـ بل بينَ الجنسينِ ككلّ ـ ضئيلةٌ، تجدُها تُنادي بما يخدمُ مصالحَها، بينما هو ضارٌّ جدًا ومقيتٌ واستثنائيٌّ بالنسبةِ لباقي الطبقاتِ من النساء.
· لو كانتْ حقوقُ المرأةِ حقًّا هي ما يشغلُ بالَ مَن يُنادونَ بها، لكانَ مِن الأولى أن يسعَوْا إلى توفيرِ الرعايةِ الكافيةِ لملايينِ النساءِ الفقيرةِ المطحونة، بدلا من أن يغسلوا أمخاخَ طفلاتِنا لإقناعِهنَّ بأشياءَ وهميّةٍ تُفقدُهنَّ نقاءَ فطرتِهنّ، وتُفقدُهنَّ حتّى القدرةَ على الصبرِ والرضا بما قسمَه اللهُ لهنّ!!
· أنا رجل، ولكنَّ هذا لا يمنعُني أن أقضيَ معظمَ أوقاتي في المنزل، بل إنَّ هناكَ أيّامًا تمرُّ عليَّ دونَ أن أغادرَ المنزل، وذلكَ لأنّي أقضي أجملَ وأمتعَ وأسعدَ أوقاتي مع الكمبيوترِ أو الكتبِ أو الأوراقِ والأقلام، دونَ أن أشعرَ بالمللِ على الإطلاق!
· ربّةُ المنزلِ التي تحبُّ ما تفعلُه، وتتفنّنُ في الطهيِ والحياكةِ والتطريزِ وتجميلِ بيتِها، ومساعدةِ أولادِها على الاستذكار، وتخفيفِ الهمومِ عن زوجِها، وتقضي أوقاتَ فراغِها في الزياراتِ العائليّةِ أو القراءةِ أو استخدامِ الكمبيوترِ والتجوّلِ عبرَ الإنترنت، لتجلسَ مع زوجِها وأولادِها يوميًّا تلخّصُ لهم أحدثَ ما قرأتْه في الجرائدِ والكتبِ ومواقعِ الإنترنت (لم أذكرِ التلفاز، لأنَّ هناك علاقةً عكسيّةً بينَ عددِ ساعاتِ مشاهدتِه وبينَ مستوى الذكاء!!).. امرأةٌ كهذه هل يمكنُ أن تشعرَ بالمللِ أو بأنّها بلا قيمةٍ لأسرتِها، أو أنّها لا تحقّقُ ذاتَها؟؟
[1] وسأكون واحدا منهم بإذن الله.. وطبعا ليس معنى هذا أنّني سأربّي بناتٍ جاهلات، فوجود أمّهن في البيت لن يكون عبثا.. على الأقلّ ستعلّمهنّ القراءة والكتابة.. كما أنّه لن يكون عسيرا إحضار من يعلّمهنّ القرآن والحديث والفقه في طفولتهنّ.. ومع وجود جهاز كمبيوتر، يمكن تثقيفهنّ عن طريق انتقاء الأفلام المحترمة والموادّ التاريخيّة والبرامج الثقافيّة والموسوعات الالكترونيّة.. هذا بخلاف الإنترنت.. أعتقد أنّ هذا سيمنحهنّ ثقافةً أعلى من تلك التي يمكن الحصول عليها في نظام التعليم المريض، دون أن تتكلّف نفس التكاليف الماديّة الباهظة، ودون أن أغامر بفقدانهنّ لأخلاقهنّ والتخريف في عقولهنّ وشخصيّاتهنّ.. ودون أن يصلن لمرحلة المراهقة وسط الاختلاط اللعين، الذي سيدفعهنّ لقصص الحبّ الفاشلة مع صبية لا مستقبل لهم، خاصّة مع إدراك الفتاة أنّها لا يمكن أن تتزوّج قبل عشر سنواتٍ على الأقلّ تحتاجها لإنهاء التعليم والوقوف في طابور البطالة.. لا أعتقد أنّي سأكره بناتي للدرجة التي تجعلني ألقي بهنّ لنظامٍ مريض كهذا.. لعنة الله على (قاسم أمين).. ألف ألف لعنة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق