إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 27 يوليو 2015

757 كيف انحرف العالم ؟ قصيدة تيار النهر الأسود:



 757


كيف انحرف العالم ؟
  
قصيدة تيار النهر الأسود:



تيّارُ النهرِ الأ سود

يجرفُني تيّارُ النهرِ الأسودْ

يطمرُني في طميِ الأوهامِ وأهمدْ

يسعدْ

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التِلْفازْ

فتطالعُني الرّوعةُ عاريةً

ترفلُ في الضحكاتِ وتَخطرْ

والكلبُ يقبّلُ شفتيها

ويجرُّ بقايا الثوبِ العاري حتّى حدِّ الخطِّ الأحمرْ

بالكادِ سيعبرْ

والكلُّ يُحملقْ!

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

فيُطالعُني وجْه الشيخِ الكالحِ ينطقُ بالألغازْ

والوقتُ بطيءٌ أتململْ

ليتَ اللهَ وسيرةَ أحمدَ يُرجأُ كلٌّ

حتّى يأتيَ فيلمي توّا!

والكلُّ يُطقطقْ!

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

أغنيةٌ سقطَتْ منها أحرفُ معنى

لكنَّ الراقصةَ ـ حماها اللهُ

بباقي ثوبٍ حجمَ الكفِّ ستُخفي عيبَ الهَلسْ

عفوًا: عيبَ الشعر!

والكلُّ يُصفّق!

..................................
أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

رقصَتْ, مرحتْ

أضنتْ نفْسًا في بهرجةٍ من ألوانْ

كتمَتْ نَفَسي لَهَفًا شَبَقًا, سالَ لُعابي للغزلانْ

ثمُّ أفاجأُ آخرَ أمرٍ أنَّ المُنتجَ في الإعلانْ

بعضُ لبانْ!

ونقولُ تجارةْ:

دعايةْ

أو دعارةْ!

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

قالتْ آلةُ قولٍ إنَّ البوسنةَ قد هُدمتْ

واحترقتْ

واغتُصبتْ فيها كلُّ فتاةٍ

وانتُهكتْ حُرمةُ جنسٍ ما ساوى حتّى بعضَ كلابْ

الآلةُ أنهتْ رصَّ كلامٍ وابتسَمَتْ

والتفتتْ تنظرُ ذاتَ يمينٍ آلةَ رصٍّ أخرى فابتسمتْ

تهبطُ موسيقى (التِّتْرْ)!

..................................

قالَ أبي:
"أعطيتُكَ هذا المصحفَ حتّى تحفظَ نفسَكَ حينَ تضلّ".

قلّبْتُ الورقَ الأصفرَ في كفّيَّ ورُحْتُ أملّ

وتذكّرْتُ أنيقَ الرسمِ وعاري الجسمِ، بصوتِ فتورٍ قلتُ:
"أكييييد"!

لكنْ في نفسي

أُضمرُ بيعَ المصحفِ كي أشتريَ رخيصَ مِجلّةْ!

..................................

يتلصّصُ حولي بعضُ أذانْ

هل عادَ بحسِّ الناسِ منَ الآذانْ؟

وأنا ضمنَ الناسِ أجرُّ خطايَ

وأزحفُ نحوَ المسجدِ كالديدانْ

لكنْ تلفتُني كاسيةٌ عاريةٌ تعبرُ قُربي

عشّشَ تخديرُ العطرِ ورقصُ الجسمِ بقلبي

انّصمّتْ أذني

ورميتُ المسجدَ خلفي

وسجدْتُ بحضرةِ إبليس

..................................

مهاويسْ

البقايا والفُتاتْ

والتحطّمُ والتّبعثرُ وانفلاتْ

لحظةُ خَدَرٍ تغمرُ حسّي

أنسى نفسي

تُلهبُ أُنسي رقصةُ (ديسكو)

حقنةُ (ماكسِ)

رشفةُ (ويسكي)

قبلةُ فسقِ

واسْـقِ

..................................

يجرفُني تيّارُ النهرِ الأسودْ

أتمرّغُ في طميِ التغييبِ وأفسدْ

يسعدْ

..................................

(أوُتُوبيسْ)

كتلٌ من لحمٍ البؤسِ ونشّالْ

الوقتُ المقتولُ, العرقُ اللزجُ, الجوُّ الخانقُ كالنّارْ

حسناءٌ تركبُ (شبحًا)

ويجاورُها وغدٌ يعرفُ كيفَ يُطيعُ هواهْ

والحافي العاري فقدَ القرشَ وويلَ تعيسْ

(أوتوبيسْ)

..................................
لماذا تكذِبْ؟

قالَ:
"لأنَّ الكذبَ ـ رخيصًا ـ يكسِبْ!"

ضاقتْ عيني ثمَّ صمتّ
"لا تتعجّبْ"
"إنّكَ أيضًا مثلي تغرَقْ"

"كيفَ تعيشُ بهذا الوهمِ"

"وتأتي تزعمُ"

"أنّكَ بينَ ضميرِكَ تَصدُقْ؟"

أطرقْتْ
"إنّكَ أحمقُ ـ عفوًا صاحْ"
"كيفَ تطيرُ بدونِ جَناحْ؟"

"حولَكَ كلُّ الدنيا غابْ"

"كُنْ مطعونًا أو سفّاحْ"

"هيّا اتبعْني"

"سأعلّمُكَ تَغُشُّ الناسَ لتربحَ أنتْ"

وتعلّمْتْ!

..................................

عربدَ الزمنُ الرخيصْ

وأنا ـ بوحلِ الموتِ حيًّا

كلَّ يومٍ في المغوصْ

نفسي

ثمَّ طوفانُ المنايا لا أبالي أن يجوسْ

المهمُّ إذا سُألتُ:
"ومن تكونُ؟"

أجبْتُ: ألفْ

"ثمَّ مهرُكَ؟"

ألفُ ألفْ!
"والأمانةُ والضميرُ؟"

وألفُ ألفٍ ألفِ ألفْ!

لن أعودَ أَبِيتُ بُسْطي من تُرابْ

لن أقاتلَ في وحوشٍ للرّغيفِ بلونِ فحمْ

لن يُحيلَ الجوعُ جسمي كومَ عظمٍ دونَ لحمْ

لنْ أحطّمَ كلَّ يومٍ نفسَ مذياعي القديمِ

لكي يقولَ بصرصرةْ:
"كانتْ.. (هنا القاهرةْ)!"

لنْ أظلَّ أموتُ وحدي

والكلُّ حولي يسرقونْ

يظلمونْ

يعتلونْ

القطارُ عديمُ خلفْ

ألفُ ألفٍ, ألفُ ألفْ!

..................................
أجلسُ خلفَ المكتبِ

أفتحُ درجَ المكتبِ

وأوقّعْ

ثمَّ يَجنُ الليلُ

أعودُ وكِتْفي ترزحُ تحتَ حصيلةِ يومٍ شاقٍّ

لكنْ مُمتعْ!

أجلسُ طولَ الليلِ أعدُّ نقودي

ثمَّ أفكّرُ كيفَ تزيدُ تزيدُ تزيدْ

تأتي صُحفِ اليومِ التالي

تحملُ نبأَ تسمّمِ طفلٍ أكلَ الحلوى

يا ربُّ السّلوى!

هيه.. دنيا!

لم يغسلْ يَدَه قبلَ الأكلْ!

والنبأُ الآخرُ أنَّ البرجَ انهارَ

و مزّقَ أجنحةَ عصافيرٍ

كانتْ تتغنّى للحُلْمِ الكهْلْ

ما هذا الجهل؟

راقصةُ الدورِ العاشرِ قتلتْهمْ

قلْتُ مرارًا ألا ترقصَ في شقّتِها

أرأيتمْ ناتجَ فِعلتِها؟

ثمَّ سُقيتُ الشّايَ وشمسُ غرورٍ جوفيَ تسطعْ

وذهبْتُ لأجلسَ خلفَ المكتبِ

أفتحَ درجَ المكتبِ

وأوقّعْ!

..................................

ملحوظةْ:

تركبُ الإبِلْ

أم تركبُ (الأوبِلْ)

تلكَ هيَ الأقصوصةْ!

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق