إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 يوليو 2015

696 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثانى عشر - ماتريكس ماتريكس: الجزء الثاني


696

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثانى عشر - ماتريكس

ماتريكس: الجزء الثاني



من ضمن الأفكار التي ركّز عليها الجزء الثاني من الفيلم: مفهوم الاختيار:

ففي كلّ لحظة يقابل البطل من ينتظر قدومه.. والكاهنة والفرنسيّ والمصمّم في كلّ موقف يخبرونه بما سيحدث له.. والفيلم في هذا يقول بأن شخصيّة الإنسان تحدّد اختياراته بين البدائل سلفا دون أن يجبره أيّ تدخّل خارجيّ.

الآن أتركك مع بعض الحوارات العميقة والموحية التي وردت في هذا الجزء من الفيلم.. اقرأها بعمق.. استفد مما يصلح فيها، والفظ ما عداه.

أنا أوردها لأنّني أتفق مع بعضها، حول وضعنا كجزئيات من نظام أكبر وأعقد.. ممّا يقلص كثيرا من مساحة ما نظنّ أنّه حرّيّتنا الفرديّة!.. دون أن أعني بالطبع أنّنا مسيرون بالكامل بلا إرادة.

***

في مدينة صهيون.. دار هذا الحوار بين أحد المستشارين ونيو (المتفرد/المنتظر The One.. وهي إشارة واضحة لمسيح اليهود ومخلصهم المنتظر).. وكان الاثنان يتأملان الماكينات التي توفّر الأكسجين والماء لمدينة صهيون القابعة تحت الأرض:

- لكنّنا نسيطر على هذه الماكينات.. هي لا تسيطر علينا.

- بالطبع كيف يمكنها التحكم بنا؟!

- الفكرة لا تبدو معقولة، لكن... هناك شيء واحد.. ما هو التحكّم؟

- إذا أردنا يمكننا إغلاق هذه الآلات!

- بالطبع هذا هو الأمر!.. لقد أصبتَ الحقيقة.. هذا هو التحكم!.. إذا أردنا يمكننا غلقها، تحطيمها، وتقسيمها إلى قطع.. ولكن لو فعلنا ذلك، يجب أن نعرف ما سيحدث لأضوائنا، هوائنا، وأنظمة تدفئتنا!!!.. لذا نحتاج الماكينات, وهي تحتاجنا.

***

حوار بين العرّافة ونيو:

نيو:

- أنتِ لستِ بشريّة، أليس كذلك؟

العرّافة:

- من الصعب أن يصبح الأمر أكثر وضوحا من ذلك.

- إذا كان لا بدّ أن أخمّن، أقول بأنّكِ برنامج من عالم الماكينات.

- تماما مثل ذلك.. حتى الآن أنت على ما يرام.

- لكن إذا كان ذلك صحيحا، فذلك قد يعنى أنّك جزء هذا النظام.. نوع آخر من التحكّم.

- لا تتوقّف.

- أفترض بأنّ السؤال الأكثر وضوحا: كيف آمن لك؟

- بالضبط.. هي فوضى، ليس هناك شكّ.. الأخبار السيئة هي أنّك لا تملك طريقة لتعرف إذا كنتُ هنا كي أساعدك أم لا.. معنى هذا أن الأمر في الحقيقة يعود إليك: يجب أن تقرّر إذا كنت ستقبل ما سأخبرك به، أم سترفضه.. حلوى؟

- هل تعرفين إذا كنت سآخذها؟

- لن أكون عرّافة إذا لم أعرف.

- لكن إذا كنت تعرفين.. كيف يكون لى إرادة كي أقوم بالاختيار؟

- لأنك لم تجئ إلىّ لتفكّر في الاختيار.. لقد جئتَ لأنّك اخترت بالفعل!.. أنت هنا كي تحاول أن تفهم لماذا اخترت!.. أعتقد أنك فهمت الآن لماذا أنت هنا!

- لكن لماذا تهبّين لمساعدتنا؟

- كلنا موجودون هنا لكي نفعل ما علينا أن نفعل..  يثير اهتمامي شيء واحد، يا نيو: المستقبل.. وأعتقد أن الطريق الوحيد للوصول هناك، هو أن نكون معا.

- هل هناك برامج أكثر مثلك؟

- لا، ليس مثلي، لكن... انظر: هل ترى تلك الطيور؟.. هناك برنامج كتب ليتحكم بها لسبب ما.. برنامج كتب للاعتناء بالأشجار، والريح، والفجر، والغروب.. هناك برامج تملأ المكان بالكامل.. البرامج التي تقوم بعملها المقرر لا تظهر.. أنت لن تعلم بأنّها كانت هنا.. لكن البرامج الأخرى...... أنت تعرف... الكلام عنهم كلّ الوقت!

- أنا لم اسمع عنهم.

- بالطبع لا.. كلّ مرّة سمعت شخصا ما يقول بأنّه رأى شبحا أو ملاكا.. كلّ تاريخ سمعت فيه عن مصاصي الدماء.. إنّه النظام الذي يستوعب بعض البرنامج التي تفعل أشياء لا يجب عليها فعلها!!

- برامج تخترق برامج أخرى؟!!!.. لماذا؟

- عادة عندما يفشل برنامج يتم محوه.

- ولماذا يُمحى برنامج؟

- هذا يحدث دائما.. قد يكون هناك برنامج أحسن أو أحدث.. وعندما يحدث هذا، يستطيع البرنامج اختيار الاختفاء هنا، أو العودة إلى المصدر.

- التركيب الرئيسي للماكينة؟

- نعم.. حيث عليك أن تذهب.. حيث المفروض لك أن تكون!

- لقد رأيته.

- في أحلامك، أليس كذلك؟؟

- باب مصنوع من الضوء.

- ماذا يحدث متى تعبر الباب؟

- أرى (ترينتى).. و... الشيء يحدث.

- شيء سيئ؟

- تبدأ بالسقوط.. وبعد ذلك أصحو.

- هل ترها تموت؟

- لا.

- الآن عندك الرؤية، يا نيو.. أنت تنظر إلى العالم.. لكن بدون توقيت.

- إذن لماذا لا أستطيع رؤية ما سيحدث لها؟

- نحن لا نستطيع الرؤية بالنسبة للاختيارات التي لا نفهمها.

- هل تقولين إني أملك اختيار ما إذا كانت (ترينتى) ستعيش أو ستموت؟

- لا.. لقد اتخذت القرار بالفعل!.. الآن يجب عليك فهم هذا القرار!

- لا.. لا أستطيع فعل هذا.. لن أفعل ذلك!

- يجب عليك ذلك!

***

حوار بين أندرسون (نيو) وسميث.. سميث برنامج عميل على الشبكة، وضعته الماكينات لمراقبة البشر ومنع تدخل مورفيوس وأهل صهيون لإيقاظهم.. ويمكن استنتاج أن سميث يرمز للشيطان أو المسيخ الدجال في هذا الفكر الجهنمي..

في نهاية الجزء الأوّل اكتشف نيو قدراته، واخترق جسد سميث ونسفه.. ولكنّ سميث عاد في الجزء الثاني.. بشخصية أخرى أكثر شراسة.

سميث:

- لقد دمرتني سيد أندرسون.. بعد ذلك كنت أعرف القواعد وأعرف ما الذي يجب أن أفعله.. ولكنّي لم أفعله!!.. لم أستطع.. لقد تمت برمجتي كي أبقى وأستمر.. لقد بُرمجت على العصيان!!.. الآن ها أنا ذا يا سيد اندرسون.. ها أنا ذا بسببك.. بسببك لم أظلّ عميلا.. لست جزءا من هذا النظام.. بسببك قد تغيرت.. أصبحت رجلا جديدا.. الأمر الذي يعود بنا إلى السبب في كوننا هنا.. نحن هنا ليس لأننا أحرار.. بل لأننا لسنا أحرارا!!.. لا يوجد سبب للهروب.. لا يوجد أي داع للإنكار، لأن كلينا يعلم أنه بدون هدف لن يكون لنا وجود.. إنّ الهدف هو الذي صنعنا.. الهدف هو الذي طوّرنا.. الهدف هو الذي يحفزنا.. هو الذي يرشدنا.. انه الهدف الذي يُعرّفنا.. إننا هنا سيد أندرسون بسببك أنت!!.. إنّنا هنا كي نأخذ منك ما حاولت أن تأخذه منا: الهدف!!

***

حوار بين نيو والفرنسي، وهو برنامج آخر في الشبكة له قدرات أكبر:

نيو:

- أنت تعلم لماذا نحن هنا؟

- أنا أحب المعلومات.. أعلم كل شيء يمكنني معرفته.. السؤال هو هل تعرفون أنتم لماذا أنتم هنا؟

- نحن نبحث عن صانع المفاتيح (برنامج يوصل للحجرة المركزية للشبكة).

- نعم حقا.. صانع المفاتيح!!.. لكن هذا ليس السبب.. صانع المفاتيح نفسه ليس هدفا.. بمعنى أن البحث عنه معناه الرغبة في... في ماذا؟

- أنت تعرف إجابة هذا السؤال!

- لكن هل تعرف أنت؟.. تعتقد أنّك تعرف لكنك لا تعرف.. أنت هنا لأنك أُرسلت إلى هنا!!.. لقد أُخبرت أن تأتى هنا وأطعت!!.. إنّه ليس سببا أبدا.. كما ترون.. هناك أسباب تجعل العالم هو المكان الوحيد الحقيقي!.. السببية: فعل.. رد فعل.. السبب والقدر.. كل شيء يبدأ بالاختيار.. لا خطأ.. الاختيار هو وهم خُلق بين الذين يملكون القوة والذين لا يملكونها!!.. انظروا هناك إلى هذه المرأة.. يا إلهى انظروا إليها!.. من الواضح أنها تؤثر في كلّ مَن حولها.. تضجّ بالأنوثة.. ولكن انتظر.. كما ترون هذا: هي وعكة غير مسبوقة (استخدم تأثيره ليدفعها للشعور بالصداع).. إنها خاصة جدا.. لقد كتبتها بنفسي.. إنّها تبدأ ببساطة.. تماما مثل الشِعر.. تستطيع رؤيته يا نيو أليس كذالك؟.. إنها لا تفهم سبب هذا الدوار.. هل بسبب كثرة الخمر؟.. لماذا؟.. ماذا حدث؟.. ما السبب؟.. وبعد قليل.. الأمر لا يهم.. بعد قليل السؤال والسبب يذهبون (تنهض الفتاة مغادرة المكان)!.. وكل ما يهم هو الشعور!.. هذه طبيعة الكون: نحارب ضدّه, نحارب لإنكاره... ولكن بالطبع هذه أكاذيب.. تحت مظهرنا الهادئ هذا، الحقيقة أننا كلنا فقدنا السيطرة!!.. السببية: ليس هناك هروب منها.. نحن نحتاج أن نكون عبيدها للأبد!!.. أملنا فقط هو أن نفهم هذا.. نفهم لماذا.. ((لماذا)) هو ما يفصلنا عنهم.. يفصلك عنى.. معك هم أقوياء جدا.. بدونك هم ضعفاء!.. ولكنكم جئتم لي بدون ((لماذا)).. بدون سبب!!.. بدون سبب!!.. بدون وجود قادر على إيجاد حلقة أخرى في السلسلة... لكن لا تخَفْ.. لأني رأيت كيف تطيع الأوامر، فسأخبرك بما تفعله بعد ذلك: عُدْ!!.. عُدْ إلى العرّافة بهذه الرسالة: وقتها كاد ينتهي.

- هذا لم ينتهِ!

- أوه، نعم!.. صانع المفاتيح لي وأنا لا أرى سببا لإعطائه لك.. أيّ سبب على الإطلاق.

- لأين تذهب؟

- رجاء.. لقد أخبرتك , كلنا ضحايا السبب.. شربت نبيذا أكثر من اللازم , يجب أن اذهب لدورة المياه. (ذهب ليطارد الفتاة التي أصابها بالصداع!)

***

في حجرة التحكّم الرئيسيّة بالشبكة.. حوار مع مصمّم الشبكة:

المصمّم:

- مرحبا نيو.

- من أنت؟

- أنا المهندس المعماري.. أنا خلقت الشبكة.. كنت أنتظرك.. عندك العديد من الأسئلة بالطبع.. رغم أن الأحداث غيرت من كيانك، لكنّك تبقى إنسانا بشكل غير قابل للنقض.. ولهذا، فإنّ بعض أجوبتي ستفهمها، بينما أخرى لا!.. بالطبع تريد الآن أن تسأل أسئلة وثيقة الصلة بوضعك الحالي.. قد تستطيع أن تدرك أو لا تدرك.. ولكنّ أسئلتك ليس لها علاقة!!

- لماذا أنا هنا؟

- حياتك هي مجموع الوحدة الباقيّة من المعادلة التي تُخلّ بالتوازن المتأصّل ببرمجة الشبكة.. أنت احتمال شيء شاذّ, بالرغم من كل جهودي المخلصة ظلّ مستحيلا إزالته، وإلا تلاشت دقّة المعدلة الرياضية!!.. وبالرغم من عدم إمكانية إلغائك, أيضا لا يمكن التحكم فيك بسهولة!!.. ذلك هو الأمر الذي جعلك تأتى هنا بعناد!!

- لم تجب سؤالي!

- صحيح جدا.. مثير للاهتمام!.. ذلك كان أكثر سرعةً من الآخرين.

- آخرون؟.. أيّ آخرين؟.. كم عددهم؟

- الشبكة أقدم مما تعرف.. أفضل إحصاء لها هو ذلك القائم على أساس عدد الانحرافات الطارئة.. في هذه الحالة هذه هي النسخة السادسة من المصفوفة!

- لماذا لم يخبرني أحد؟

- لأنه في الحقيقة لا أحد يعرف!!.. فبينما تكون منغمسا في محاولة إيجاد حلّ لهذا الشيء الشاذّ كما تراه بالنطام، فإنّ حلولك تخلق تقلّبات حتى في المعادلات الأكثر بساطة!!

تظهر على شاشات كثيرة تملأ المكان صور نيو، ويصرخ كلّ صورة منها:

- هم لا يستطيعون السيطرة عليّ!!

- أنا سأكسر وجهك!

- أنت ميت!!

- أنا أستطيع أن أقول ما أريد!

- أنت لا تستطيع وضعي تحت أيّ إلتزام!

يتأمّل نيو كلّ هذه العبارات، بينما يواصل المصمّم:

- الاختيار.. المشكلة هي الاختيار!.. الشبكة الأولى التي صمّمتُها كانت فعلا ممتازة.. كانت عملا فنيا..  معصوما.. رفيعا!.. فقط كان يشوبها فشلها التذكاري!!.. كان سبب انخفاض أدائها هو الضعف المتأصلّ في كلّ بشرىّ.. لذا قمت بإعادة التصميم المبنى على التاريخ.. جعلت لكل بشرى نفس تشكيلتك.. ولكن مرّة أخرى أحبطني الفشل!!.. منذ ذلك الحين فهمت بأنّ الجواب يكمن في الحاجة إلى عقل أضعف، أو ربّما لعقل أقلّ تفكيرا لا يقرب الكمال.. ثمّ تعثّرت مع برنامج... برنامج حدسي تخمينيّ... برنامج أوّلي للتحريّ عن سمات الإنسان ومعرفة اختياراته مسبقا.. فإذا كنت أنا أبا الشبكة, فسيكون هذا البرنامج بدون شكّ الأمّ.

- تقصد العرّافة؟؟

- كما قلت، هي أعطت حلاّ تقارب دقته 99 % عنّ كل اختبارات البرنامج.. وأثبتت أن البشر يوافقون على أداء الدور الذي رسمناه لهم بحماس، إذا ما أعطيناهم حقّ الاختيار!!.. حتى إذا كان الاختيار في مستوى غير واعٍ تقريبا... وبجعل النظام بهذه الطريقة أضحت نسبة الخطأ متناقصة.. ولكنّ هذا أدّى لوجود البعض الذين تتعذّر برمجتهم، ولو كانوا أقلية، (نتيجة استغلالهم الزائد لحدود الاختيار الذي تركناه لهم).. لقد تُركوا بدون إشراف (أو تحكّم تامّ).. وهم يشكّلون احتمالا متزايدا لكارثة.. البشر الذين تُركوا بدون إشراف، جعلوا الوضع في خطر في نفس النظام الذي أوجدوا من أجل اتزانه! (مثل نيو وسميث والعرّافة والفرنسي)

- ماذا عن مدينة صهيون.

- أنت هنا لأن مدينة صهيون ستدمّر قريبا..  سنستأصل وجود كلّ واحد من كائناتهم الحيّة البائدة.

- أكاذيب.. أكاذيب!

- الإنكار هو الأكثر توقّعا في الأجوبة الإنسانية!!.. ولكن لتكن واثقا.. هذه هي المرة السادسة التي ندمرها!.. ونحن أصبحنا أكفاء جدا في هذا!!..  الفعل المرشّح لك هو أن تعود إلى المصدر.. بعدها سنختار 23 شخصا من الشبكة: 16 امرأة و 7 رجال، لإعادة بناء مدينة صهيون!!.. وإذا فشلت هذه العملية, فسيكون معنى هذا حدوث انهيار يقتل كلّ أولئك البشر المنوّمين والمرتبطين بالشبكة، وبهذا يضاف إلى دمار مدينة صهيون, دمار الجنس البشري!

- ولكنك لن تسمح لهذا بالحدوث. أنت لست قادرا على ذلك.. تحتاج الآلات لبقاء البشر.

- نحن نستعدّ لقبول بعض مستويات البقاء!.. على أية حال، السؤال الممتاز هو: إذا كنت غير مستعد لقبول ما أقوله لك، فإنّك ستتحمل مسؤولية موت كلّ إنسان في هذا العالم... إنه لأمر ممتع قراءة ردود أفعالك.. أسلافك الخمسة استمعوا للتصميم في وعظ مشابه، استمعوه بطريقة تشير إلى حكمة تتنافى مع لا مبالاة باقي الفصيلة!!.. هذا يسهّل طريق عمل المختار/المتفرد!.. ولكن بينما واجه الآخرون ذلك بطريقة متماثلة جدا، تواجهه أنت بتفصيل أعمق وأدق.. بمعنى آخر، الحبّ.

- ترينتى؟؟

- عمدا، دخلَتْ إلى الشبكة لتنقذ حياتك، على حساب حياتها.

- لا.

- الذي يجلبنا أخيرا إلى لحظة الحقيقة.. حيث يصنع ذلك العيب الأساسي فارقا بينك وبين باقي أسلافك!!.. هناك بابان: الأيمن يأخذك إلى المصدر وإنقاذ مدينة صهيون.. والأيسر للعودة إلى الشبكة.. إلى ترينتى ونهاية نوعك!.. كما قلت قبل ذلك: المشكلة في الاختيار.. لكنّنا نعرف ماذا ستفعل، أليس كذلك؟.. أنا أستطيع رؤية ردّ الفعل في سلسلة المواد الكيميائية الناتجة عن شدة العاطفة، التي صُمّمت خصيصا لسحق المنطق والسبب!!.. العاطفة التي تعميك عن الحقيقة البسيطة والواضحة: هي ستموت وليس هناك أيّ شيء تستطيع فعله لتجنّب ذلك.. ولكن: الأمل!.. إنه أكثر المشاعر البشرية خداعا!!.. إنّه مصدر ونقطة ضعفك.

- أمّا أنا فأملي سيكون ألا نلتقي في وقت آخر.

- نحن لن نفعل.

يختار نيو الباب الذي ينقذ ترينتي.. ولكّنه لا يستطيع إنقاذها.. تموت بين يديه.. ولكنّه يدرك أنّ هذا عالم وهميّ، فيتدخّل لإعادة قلبها للخفقان.. وإعادتها للحياة!

***

نيو لمورفيوس:

- المنتخبون لم تكن مهمتهم أبدا إنهاء أيّ شيء.. إنهم مجرّد نظام آخر للتحكم ضمن الشبكة!

***

كانت هذه أهم النقاشات التي دارت بالجزء الثاني.

لعلك لاحظت طول الحوارات.. وأن نيو يُنصت طويلا ويتكلم قليلا.

الذي يدعو للإعجاب، هو قدرة المخرج على زجّ كلّ هذه الحوارات في الفيلم، دون أن يفقد جاذبيته وتشويقه.. فالفيلم مليء بالمغامرات والخدع.. كما أنّ مثل هذه الحوارات تحاول أن تشبع فضول المتفرج، للعثور على الإجابة الصعبة: كيف يمكن التغلب على هذه الشبكة؟







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق