728
كيف انحرف العالم ؟
متناقضات الحرّيّة:
الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية
2 أوهام الديمقراطيّة
5 التسلّطُ الأمريكيّ
9 التدخّل الصهيوني الأمريكيّ في السودان:
3 جذور اليهود المزعومة في السودان؟؟؟
ورد في العهد القديم الإصحاح 15/18: (لقد منحت ذرياتكم هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات).
وعلقت الكاتبة الأمريكية الشهيرة جريس هالسل على الوعد الذي ورد في العهد القديم، قائلة: هناك تساؤل حول معنى نهر مصر، ذلك أنه يوجد جدول الآن يعرف باسم وادي العريش، وكان يعرف في السابق بنهر مصر، غير أن زميلي الأمريكي يقول: (إنني أعتقد أن نهر مصر ليس هو سوي النيل )، فإذا كان المراد بالنيل هو وادي النيل فهل يدخل السودان - الذي يشكل وادي النيل محور التجمع السكاني فيه- في هذا الوعد؟
ويبدو أن اليهود يريدون وادي النيل بأكمله، لذلك يعملون على تضخيم تاريخهم في السودان، والذي لم يشتهر بوجود مجموعات يهودية فيه، وفي سبيل تضخيم هذا التأريخ، فقد جُنِّدت وسائل إعلامية عديدة، واتُبعت أساليب مختلفة لترويج هذه الفكرة، من هذه الأساليب 4 أحداث مهمة هي:
1- كتاب بني إسرائيل في أرض المهدي:
فقد طبعت دار جامعة سيراكوس للنشر كتاباً اسمه ' بنو إسرائيل في أرض المهدي' لمؤلفه 'إيلي س. مالكة' الذي ولد في السودان، وكان أبوه كبير حاخامات اليهود في الجيش الإنجليزي الذي حارب حركة المهدي الإسلامية.
وتحدث الكاتب اليهودي مالكة عن نشأة الجالية اليهودية في السودان، والصعوبات التي واجهتها في أيام حكم المهدي، وزعم أنهم أجبروا على اعتناق الإسلام تحت تهديد السيوف!، كما تحدث في كتابه عن العقد الخصيب من عمر الجالية، والذي امتد من الثلاثينيات إلى الأربعينيات من القرن المنصرم، ووصف الاتصالات التي تمت بين يهود السودان ويهود مصر وأثيوبيا وإريتريا، كما وصف الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين اليهود للسودان، كما تحدث عن الفترة الحرجة التي مرت بالجالية عقب حرب 1967 م، كذلك حوى كتاب مالكة إحصاء مفصلاً ليهود السودان والأماكن التي استقروا بها بعد هجرهم للسودان.
2- مقال ليفي اليهودي السوداني:
مقال لكاتب سوداني جنوبي من قبيلة الماندي اسمه ويليام ليفي أوشان أجوغو، يزعم فيه أن قبيلته من أصول يهودية، ويدّعي هذا الكاتب أن قبيلته وقبائل أخرى في جنوب السودان - لم يذكر أسماءها؟؟ - ترجع أصولها إلى اليهودية التي وصلت إلي إفريقيا قبل الإسلام والمسيحية، حيث عاش الشعب اليهودي في أفريقيا مئات السنين وذلك قبل خروجهم من مصر، ولذلك تركوا أثرهم في شمال القارة وشرقها، على حد زعمه.
3- المبالغة في إبراز العادات المشتركة بين اليهود ومواطني الجنوب:
لم يكتف اليهود ـ لأجل تضخيم تاريخهم في السودان ـ بذلك، بل بالغوا في وصف وإبراز بعض العادات والتقاليد المشتركة دليلاً على الأصول اليهودية لبعض قبائل جنوب السودان.. فقد كتب ويليام ليفي مستدلاً على الأصول اليهودية لقبيلته أنها:
أ- تقدم القرابين عند ارتكاب الخطايا، فإذا كانت الخطيئة كبيرة تذبح ضأنا، أما إذا كانت صغيرة فتذبح دجاجة، وهناك مجموعة من زعماء القبيلة أو العلماء الذين يحددون نوع القربان ويشرفون علي الترتيبات المتعلقة بتقديمه.
ب- تعتبر بعض الأيام من العام مقدسة، وتتقرب إلي الله فيها.
ج- تستخدم البوق عند دعوة الناس إلي اجتماع أو إلي مناسبة.
د- يتزوج الأخ زوجة أخيه المتوفى.
جدير بالذكر أن الكاتب السوداني 'نزار محمد عثمان' ذكر أن القبيلة التي يتحدث عنها الكاتب اليهودي هي قبيلة وثنية في الأساس.
4- الهولوكست السوداني:
تسعى بعض الأوساط إلى استجداء التعاطف العالمي نحو اليهودية بتجديد الهولوكوست القديم في شكل جديد، و هو الزعم بأن النظام في السودان يشن حربا لا هوادة فيها ضد القبائل الجنوبية في السودان، فيذكر اليهودي ويليام ليفي أن 3 ملايين من أهله يتعرضون لإبادة جماعية 'لم يشهد العالم لها مثيلا منذ المحرقة الكبيرة!!'، ويصف الحرب الدائرة في جنوب السودان بأنها جزء من حرب 'الإمبريالية الإسلامية' ضد المسيحيين الأفارقة في السودان، والتي تسعي إلي هيمنة الثقافة العربية علي الثقافة الإفريقية وبقايا اليهودية.
وعلى نفس الوتيرة تدخل أمريكا اللعبة لمحاولة خلق نوع من التعاطف مع التمرد الجنوبي وإعطاء إيحاءات رمزية لإدخال اليهود في القضية، فيزعم الأمريكي 'جورج ستانتوف' منسق الحملة الدولية لوقف ما يسمى بـ 'التطهير العرقي في السودان' في تقرير قدمه المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن أعده أكثر من 50 شخصية أمريكية ونقلته صحيفة (البيان): أن هناك دلائل يمتلكونها بضلوع الحكومة السودانية في ممارسة التطهير العرقي، الذي قال إنه أشبه بما قام به هتلر أيام العهد النازي.
وحول تلك المزاعم اليهودية حول وجود جذور لهم في السودان، يقول الكاتب السوداني 'نزار محمد عثمان': لم يكن لليهود ـ في يوم من الأيام ـ وجود يذكر في السودان، فلمصلحة من يتم هذا التضخيم؟.. لا شك أن الهدف من ورائه هو إيهام الرأي العالمي أن لليهودية حقاً تاريخيا في السودان، حتى يتضافر هذا الحق التاريخي المزعوم مع الوعد الديني المفترى في وراثة أرض النيل، إلى التمهيد لقيام إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل!!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق