697
كيف انحرف العالم ؟
متناقضات الحرّيّة:
الثانى عشر - ماتريكس
ماتريكس: الجزء الثالث
حوار بين نيو وأحد برامج الشبكة:
نيو:
- هل أنت من الشبكة؟
- نعم.. لا.. أعني أنّني كنت كذلك.
- لماذا تركتها؟
- كان يجب أن أفعل.. كان يجب أن أترك بيتي أيضا.. أنا أعرفك.. نعم، في مطعم الرجل الفرنسي.. أنا راما كاندرا.. هذه زوجتي كامالا.. وهذه بنتي ساتي.. نحن تشرفنا كثيرا بمقابلتك.
- أنت برنامج؟
- أوه نعم! أنا النظام الالكتروني المتحكّم في تكرير العمليات.. وزوجتي مبرمجة برامج تفاعلية.. هي مبدعة إلى حد كبير.
- ماذا تفعل هنا؟
- إنّ الجواب بسيط.. أنا أحبّ ابنتي كثير جدا.. أجدها أكثر شيء جميل رأيته.. ولكنّ أيّ برنامج يجب أن يكون له غرض: هو ألا يحذف.. ذهبت إلى الرجل الفرنسي لكي أنقذ بنتي.
- لم أسمع طوال عمري برنامجا يتكلّم عن الحبّ!!.. إنه عاطفة إنسانية!
- لا.. إنه كلمة!!.. ما يهم في الأمر هو الارتباط الذي تدلّ عليه الكلمة.. أرى بأنّك عاشق.. أيمكن أن تخبرني ما الذي قد تقدّمه لتتمسّك بذلك الارتباط؟
- أيّ شيء.
- إذن ربما لهذا السّبب أنت هنا.. لا يختلف كثيرا عن سّبب وجودي هنا!.. لقد وعدتني العرّافة بأن تعتني بساتي بعد أن نعود أنا وزوجتي للمصدر.
- ألن تبقى أنت مع ابنتك؟
- ترتيبنا مع الرجل الفرنسي كان لابنتنا فقط.. زوجتي وأنا يجب أن نرجع إلى عالمنا.
- لماذا؟
- ذلك هو الكارما.. هل تؤمن بالكارما؟.. الكارما هي كلمة، مثل الحبّ.. طريقه أقول بها ما أنا هنا لأفعله!
***
حوار بين نيو والعرّافة:
نيو:
- لقد ساعدتِني أن أصبح هنا، لكنّ سؤالي هو: لماذا؟.. إلي أين يمضي هذا؟.. أين ينتهي؟
- أنا لا أعرف!
- أنت لا تعرفين، أم أنّك لن تخبريني؟
- أخبرتك من قبل: لا أحد يمكن أن يرى بعد الاختيار الذي لا يفهمه.. وأنا أعني فعلا لا أحد.
- أيّ اختيار؟
- لا يهمّ.. إنه اختياري.. أنا أيضا عندي ما أختاره.. تماما كما عندك أنت.
- هل يتضمّن ذلك الأشياء التي تخبرينني والتي لا تخبرينني بها؟
- بالطبع لا.
- إذن لماذا لم تخبريني عن المصمّم؟.. لماذا لم تخبريني عن مدن صهيون التي كانت موجودة قبلي؟.. لماذا لم تخبريني بالحقيقة؟
- لم يكن الوقت قد حان لكي تعرف.
- من قرّر أنه لم يكن الوقت؟.. أتعرفين من؟.. أتعرفين النفس؟
- أنا أعرفها!
- إذن أعتقد إنه حان الوقت لكي أعرف بضعة أشياء أكثر.
- و كذلك أنا.
- أخبريني كيف انفصل عقلي عن جسدي (ودخلت العالم الوسيط ثم الشبكة) بدون أن اتصل بالكابل؟.. أخبريني كيف أوقفت أربعة آلات من آلات الحراسة بمجرد تفكيري في ذلك في العالم الحقيقيّ.. أخبريني فقط بحق الجحيم ماذا يحدث لي.
- قوة المنتظر/المتفرد تمتدّ إلى ما بعد هذا العالم.. إنها تصل من هنا إلي حيث أتت منذ البداية.
- أين؟
- إلى المصدر، هذا ما شعرتَ به أنت عندما مسست آلات الحراسة.. لكنك لم تكن جاهزا لذلك حينها.. كان يجب أن يقتلك ذلك!.. لكن يبدو أنك لم تكن جاهزا لذلك أيضا!
- المصمّم أخبرني بأنّي إذا لم أرجع إلى المصدر، فإنّ مدينة صهيون ستتحطّم في منتصف هذه الّليلة.
- قلت لك: أنت وأنا لن نكون قادرين أن نشاهد ما بعد اختياراتنا...كما أنّ ذلك المصمّم أيضا لا يمكن أن يشاهد ما بعد أي اختيار.
- لماذا؟
- هو لا يفهمها.. لا يستطيع أن يفعل.. نحن بالنسبة له مجرد متغيّرات في المعادلة.. في كل مرّة يحدث أيّ تغير في المعادلة، عليه أن يقاوم هذا التغيّر ويوجد الحلّ.. ذلك هو غرضه: توازن المعادلة.
- وما غرضكِ أنت؟
- أن أخلّ بتوازنها!
- لماذا؟.. ماذا تريدين؟
- أريد نفس الشيء الذي تريده أنت يا نيو.. وأنا راغبة في أن أصل لذلك، مثلما تريد أنت: نهاية الحرب.
- هل ستنهي؟
- بشكل أو بآخر.
- هل يمكن أن تنقذ مدينة صهيون؟
- أنا آسفة.. ليس لدي الجواب لذلك السّؤال، لكن إذا كان هناك جواب، فهناك فقط مكان واحد ستجده فيه.
- أين؟
- أنت تعرف أين.. وإذا لم تجد الجواب.. فيؤسفني أنه لن يكون هناك مستقبل لأي منّا.
- ماذا تعنين بهذا؟
- كل شيء له بداية، له نهاية.. أرى هذه النّهاية قادمة.. أرى الظّلمة تنقشع.. أرى الموت.
- تقصدين سميث؟
- قريبا جدا، سيكون عنده القوة لتحطّيم هذا العالم.. ولن يتوقف حتى ينهي كل شيء تماما!
- من هو بالضبط؟
- هو أنت.. نظيرك.. نقيضك!.. نتيجة المعادلة التي تحاول أن توازن نفسها.
***
نجح البرنامج سميث في استنساخ نفسه والسيطرة على المصفوفة بما في ذلك الكاهنة.. بل استطاع نسخ نفسه لعقل أحد أفراد مدينة صهيون الذين يدخلون للشبكة مع مورفيوس.. وبهذا بدأ يفكّر في بسط سيطرته على عالم البشر وعالم الآلات أيضا.. خارج المصفوفة!
لهذا ذهب نيو إلى مدينة الآلات، وعرض هدنة بين الآلات والبشر وإيقاف الجيوش الآليّة التي تحاول تدمير مدينة صهيون، في مقابل أن يقضي نيو على سميث.. وقد وافقت الآلات على هذا العرض.
وفي الشبكة.. دار هذا الحوار بين سميث ونيو أثناء مواجهتمهما.
سميث:
- سيد أندرسون، مرحبا بك مرة أخرى.. لقد افتقدناك.. هل أعجبك ما قد عملته بالمكان؟.. سينتهي كلّ هذا الّليلة.. أعرف أن هذا سيحدث.. لقد رأيته.. يجب عليّ أن أشكرك حقا، فبعد كل ذلك، كانت حياتك هي التي علّمتني الغرض من كل الحياة.. الغرض من الحياة هو أن تنتهي!!.. لماذا سيد أندرسون؟.. لماذا تعمل هذا؟.. لماذا تستيقظ؟.. لماذا تقاتل؟.. أنت تعتقد أنك تقاتل من أجل شيء ما؟.. شيء أكبر من بقائك؟.. هل يمكن أن تخبرني ما هو؟.. هل تعرفه حتى؟.. هل هو الحرية أم الحقيقة؟.. ربما السلام؟.. هل يمكن أن يكون للحبّ؟.. أوهام يا سيد أندرسون.. أوهام الإدراك الفائق.. فكر بنى الإنسان الضعيف، يحاول بشكل يائس أن يبرّر أنّ الوجود بدون معنى أو غرض!!.. وأنّهم اصطناعيون كالشبكة نفسها!.. وإن كان بمقدور العقل الإنساني أن يخترع شيئا تافها مثل الحبّ فيجب أن تكون قادرا علي رؤيته، يا سيد أندرسون.. يجب أن تعرفه الآن!.. لماذا سيد أندرسون؟.. لماذا؟.. لماذا تثابر؟
- لأني قد اخترت هذا.
يتحاربان، فيسقط نيو في النهاية منهكا.
سميث:
- هذا عالمي!.. عالمي!. انتظر.. أنا قد رأيت هذا.. هذا هي، هذه النّهاية.. نعم.. عليّ أن أقول شيئا ما.. أقول: كل شيء له بداية له نهاية، يا نيو.
يرتعب سميث فجأة:
- ماذا؟.. ما الذي قلتُه؟.. لا.. لا، هذا ليس صحيحا.. هذا لا يمكن أن يكون صحيحا!
ينهض نيو ويتقدّم نحوه، فيصيح:
- اذهب عنّي!
- ما الذي تخاف منه؟
- إنها خدعة!
ويسيطر سميث على نيو، ويحوّله إلى نسخة منه:
- هل انتهى هذا؟
ولكن الآلات التي تسيطر على جسد نيو في هذه اللحظة، تحلل البرنامج سميث، وتنسف النسخة التي تحول إليها نيو..
هنا يصرخ سميث في ذعر وألم:
- أوه، لا، لا، لا.. لا، هذا ليس عدلا.
وينفجر فجأة ويتلاشى تماما!
***
ينتهي الجزء الثالث بسؤال موجّه إلى العرّافة:
- هل عرفتِ دائما أنّ نيو سيفعل هذا؟
- أوه، لا. لا أنا لم أفعل.. لكن أنا آمنت بنيو.. أنا آمنت.
***
نهاية متوقّعة للفيلم: أنا آمنت!
لأنّ الرسالة واضحة: يجب أن تشكّ في كلّ شيء تعرفه، وأن تؤمن معنا بأنّنا نحتكر الحقيقة، وتؤمن معنا بمسيحنا المنتظر!
هذه عيّنة من الأفكار التي تنقلها الفضائيات ـ بل والمحطات الأرضية ـ لعقول أطفالنا.
ستقولون إنّهم لا يمكن أن يعوا كلّ ما في هذا الفيلم من أفكار.
صدّقوني: هذا أخطر ما في الأمر!
لأنّ كلّ ما لا يعونه الآن، سيدخل كمسلمات في لا وعيهم ليشكّل شخصياتهم وعقولهم وطريقة تفكيرهم وسلوكهم وميولهم وأذواقهم!
الفيلم أكثر من رائع!
وأكثر من خطير!
فاعتنوا رجاء بما يشاهده أطفالكم إلى أن تنضج عقولهم بما يكفي.
***
والآن تحضرني فكرة:
ماذا لو نظرنا إلى الشبكة باعتبارها المنظومة الغربية: مؤسساتها وأدبها وفنها وفكرها وإعلامها وتعليمها واقتصادها وحرية نسائها.... إلخ
وأننا صرنا مستعبدين فكريا في هذه المنظومة دون أن ندري.. لمجرّد أنّنا ولدنا في العبوديّة، كما قال مورفيوس؟؟!!
أنا أؤمن بالمثل القائل:
ما لا يقتلني يزيدني قوّة!
لمثل هذا أرى أنّ أيّ فكرة غربيّة يمكن تحويرها لإعادة توجيهها ضدّهم.. بقليل من التفكير.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق