687
كيف انحرف العالم ؟
متناقضات الحرّيّة:
خامسا - الحاجات الأساسيّة للإنسان
أحبّ أن أسرد هنا الحاجات الأساسيّة للإنسان، كما رتّبها (ماسلو):
1- الحاجات الفسيولوجية (الطعام... الغرائز.. الدواء.... إلخ).
2- الحاجة إلى الأمن.
3- الحاجة إلى الانتماء.
4- الحاجة إلى التقدير والاحترام.
5- الحاجة إلى المعلومات.
6- الحاجة إلى الفهم.
7- الحاجة إلى الجمال.
8- الحاجة إلى تحقيق الذات.
والسؤال الآن: أين هي الحرّيّة في هذه الاحتياجات؟
بنظرة بسيطة سنكتشف أنّ الاحتياجات الأربعة الأساسيّة الأولى كلّها ضدّ الحرّيّة.. وهي ترسخ قيم النظام والتأقلم مع المجتمع المحيط وقوانينه..
أمّا الاحتياج إلى المعلومات والفهم فهو مقياس حريتنا الداخليّة.. وللأسف هذا ما أؤكد بسببه أنّ عصرنا الحاليّ هو أشدّ عصور العبوديّة إظلاما!.. فمصادر المعلومات مسيطر عليها بدرجة غير مسبوقة في التاريخ، وهي تخضع للتزييف والتحريف.. ربّما بدأ الإنترنت يقلّل من هذه السطوة قليلا.. ولكنّ الانترنت عالم مليء بالحقيقة والضلال.. وللأسف لا يخلو من المصائد الغريزية (من أسوأ مظاهر العبوديّة البشريّة)، بل إنّه قد اخترق آخر الخطوط الدفاعيّة التي كانت متبقية في هذا المضمار!
وطبعا الحاجة إلى الفهم مرتبطة بالحاجة إلى المعلومات.. فلا يمكن أن يصل أحد لفهم حقيقيّ بناء على معلومات مغلوطة أو مبتورة!
نتوقّف الآن للحظة عند آخر احتياج بشريّ: وهو الحاجة لتحقيق الذات..
المشكلة أنّه لا يوجد تعريف واضح لهذا المصطلح..
ويمكننا أن نقول إنّه وراء معظم الكوارث المعاصرة!
فهذه هي المنطقة التي يلعبون فيها، لتحريف شخصيّة الأفراد!
يكفي أن تربّي كلّ فتاة على أن العمل يحقّق ذاتها...
ستظلّ طيلة عمرها تردّد كالأسطوانة المشروخة:
العمل يحقّق ذاتي.. العمل يحقّق ذاتي.. العمل يحقّق ذاتي!
مهما كان ملل هذا العمل ومتاعبه وكوارثه!
المسألة قناعة لا أكثر.
بعضهم يثقب أنفه ويعلق فيها حلقا ليحقّق ذاته!
وبعضهم يصبح مغنيا أو ممثلا ليحقّق ذاته!
وبعضهم يفني عمره ليصير عالما ومخترعا ليحقّق ذاته.
وبعضهم يقدم حياته رخيصة في سبيل عقيدته ووطنه ليحقق ذاته.
هذا جزء يتصل بنظرة الإنسان إلى نفسه وهدفه في الحياة..
ولكنّه يظلّ مرتبطا بذاكرته البصريّة والبيئة المحيطة والرسالة الإعلاميّة والبرمجة التعليميّة.. وعقيدته إن كانت له عقيدة!
ملاحظة أخيرة:
إنّ تحقيق معظم الحاجات الأساسيّة السابق ذكرها يكمن ـ من وجهة نظر الحضارة الغربيّة ـ في العمل.. يدخل في هذا المال لإشباع معظم الحاجات، والتواصل والانتماء، وتحقيق الذات..
أحبّ أن أقول:
إنّ الأمومة أشرف عمل على وجه الأرض حقّق هذه الحاجات جميعا... خاصة وأن الرجل في مجتمعاتنا وشريعتنا ملزم بتحقيق الحاجات الفسيولوجيّة وتحقيق الأمن..
تفهمون الآن قطعا لماذا لم تشعر نساؤنا بالظلم طوال التاريخ (إلا في الفترات التي شعر فيها معها الرجل بالظلم).. لقد أشبعن كلّ حاجاتهنّ الإنسانيّة الأساسيّة.. وهو ما تفتقده كثير من نساء هذا العصر!.. وللأسف: يصوّر لهن ذلك على أنّ سببه هو ظلم الرجال لهنّ.. والرجال أصلا مظلومون أكثر منهن!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق