702
كيف انحرف العالم ؟
متناقضات الحرّيّة:
الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية
1 أوهام الليبرالية
3 الليبرالية الفكرية:
"في الذات الإنسانية حيّز لاتستطيع أن تنفذ إليه سلطة المجتمع أو أي شكل من أشكال السلطة، ومتى اكتشف الفرد هذا الحيّز أصبح بإمكانه أن يتمتع بقدر من السيادة والحرية لايتأثر بتقلبات الزمان أو بأهواء البشر".
من هذه الفكرة، يضاف إليها رفض الاستخفاف بالإنسان وجبره على اعتناق ما لا يريد، والقناعة بأن السبيل الصحيح لرقي المجتمع لا يكون إلا برفض الوصاية على الفرد، نشأت الليبرالية الفكرية خاصة.. جاء في موسوعة لالاند التعريف التالي لليبرالية:
"مذهب سياسي – فلسفي، يرى أن الإجماع الديني ليس شرطا لازما ضروريا لتنظيم اجتماعي جيد، ويطالب بـ (حرية الفكر) لكل المواطنين".
وجاء في الموسوعة الميسرة:
"على النطاق الفردي: يؤكد هذا المذهب على القبول بأفكار الغير وأفعاله، حتى ولو كانت متعارضة مع المذهب، بشرط المعاملة بالمثل.. وفي إطارها الفلسفي تعتمد: الفلسفة النفعية، والعقلانية، لتحقيق أهدافها".
فهذا المذهب لا يمنع أي دين، ولا يدعو إلى أية عقيدة أو ملة، إذ يقوم على الحياد التام تجاه كل العقائد والملل والمذاهب، فلكل فرد أن يعتنق ما شاء، وله الاستقلال التام في ذلك، لا يجبر على فكر أبدا، ولو كان حقا، وهو ما عبر عنه (هاليفي) بالحرية الميتافيزيقية، فهو بهذا المعنى يحقق العلمانية في الفكر، وهو منع فرض المعتقدات الخاصة على الآخرين، كما يمنع فرض الدين في السياسة، أو في شئون الحياة، وهذه هي العلمانية، ولذا لا نجد دولة ليبرالية الفلسفة إلا وهي علمانية المذهب.
إنه مذهب يرى الحق في أن يكون الفرد حرا طليقا من القيود، وعليه مسئولية تقصي الحقيقة، ومسئولية اتخاذ موقف خاص والدفاع عنه، هذا في ذات نفسه، وعلى كافة الأطراف ذات السلطة: مجتمع، قبيلة، حكومة، مذهب، ملة، أن تحترم هذا المزايا والرغبات في الإنسان، وتكف عن كل ما يعرقل تحقيق هذه الذاتية، بل وتمنع كل من يعمل على تحطيم هذه الذاتية، بمنع أي وصاية، وعليها أن توفر كافة الظروف، وتُهيأ السبل للوصول إلى هذه النتيجة[1].
[1] لاحظ أنّ هذه مغالطة واضحة، فترك الحرّيّة للفاسدين والعابثين يقيّد حرّيّة المتديّنين والملتزمين، ويضعهما في صراع دامٍ، لأنّ كلا منهما يعرف تماما أنّ من يصل منهما للسلطة سيفرض رأيه على الآخر وسيحارب معتقداته.. ونظرا لأنّ المنحرفين في بلادنا ما يعرفون أنّ الأغلبية ما زالت تريد حكما دينيّا، فإنّها لن تسمح أبدا بتطبيق مفاهيم الديمقراطيّة والعلمانيّة والحرّيّة واليبراليّة التي تتشدّق بها، إلى أن تقضيَ تماما على الدين، وتتأكّد من ظهور جيل فاسد بكامله، لا يمكن أن يختار إلا ما يريدونه له!!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق