665
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
رابعا - عمل المرأة
12 ضريبةٌ أسريّةٌ واجتماعيّة:
· تمكثُ المرأةُ مع زميلِها في العملِ أكثرَ ممّا تمكثُ مع زوجِها في البيت.. ألم تسألْ نفسَها يومًا هل يغارُ عليها زوجُها أم لا؟
· مهما كانتِ المرأةُ متحفّظةً ووقورا، فإنّ اختلاطَها اليوميَّ مع زملائِها في العملِ من الرجال، يجعلُها بمرورِ الشهورِ والسنين، تفقدُ تحفّظَها ووقارَها، نتيجةً للألفةِ التي تنشأُ بينَها وبينَهم، فتأخذُ في التهريجِ معهم، وسردِ أسرارِ حياتِها العائليّة، وأحيانًا يتطرّقُ الحديثُ إلى مواضيعَ محرجةٍ وتهريجٍ غيرِ محتشم.. هل نستبعدُ بعدَ هذا أن تخونَ بعضُ الزوجاتِ أزواجَهنّ، فيقعنَ في غرامِ زملائهنّ في العمل؟
· يتوقّعُ الرجلُ عندما يعودُ لمنزلِه، أن يجدَ طعامَه جاهزًا وشهيًّا، وملابسَه مغسولةً ومكويّةً، والبيتَ نظيفًا ومنظّمًا، وأولادَه يمرحونَ في أسعدِ وأفضلِّ حال، وزوجتَه في أتمِّ زينتِها وأوجِ جمالِها، حيثُ تستقبلُه بلهفةٍ واشتياقٍ وابتسامةٍ ودلال، لتخفّفَ عنه عناءَ اليوم.. فهل منَ الممكنِ أن تنجحَ المرأةُ العاملةُ في توفيرِ هذا المُناخ[1]؟.. أتحدّى!!.. إنَّ ما يحدثُ هو أن تعودَ المرأةُ العاملةُ عصبيّةً مُنهكةً مُتربةً تسبحُ في بحرٍ من العرق، لتقومَ بتسخينِ الطعامِ الذي أعدّته ليلا، حيثُ ستصرحُ في أطفالِها بعنف، وحيثُ لن تجدَ الوقتَ الكافي للعنايةِ بمظهرِها، وحيثُ ستصدّعُ رأسَ زوجِها بآلامِ ومتاعبِ ومشاكلِ ما واجهتْه طوالَ اليوم.. والنتيجةُ الطبيعيّةُ أنَّ ذهنَ زوجِها سيشردُ أثناءَ حديثِها، ليتذكّرَ زميلتَه الشابّةَ أو سكرتيرتَه، التي لا يراها إلا في أروعِ وأبدعِ ما تكون، ولا تتكلّمُ إلا بالضحكِ والدعاباتِ وخفّةِ الظلِّ والدلال، فينفرُ من زوجتِه وتهفو نفسُه إليها، وربّما يتزوّجُها عليها لو كانَ من القادرينَ مادّيًّا.. أما لو كانَ من جمهورِ المطحونين، فسيفرُّ إلى المقهى ولن يعودَ إلا لينام.. وسيؤدّي هذا بدورِه إلى جفافِ مشاعرِ المرأةِ تجاهَ زوجِها واعتقادِها بأنّه يُهملُها، ممّا سيدفعُها إلى التجاوبِ التدريجيِّ مع أيِّ زميلٍ في العملِ يحاولُ الاقترابَ منها، لتقعَ في خيانةِ نفسِها وزوجِها وأولادِها[2].. أحببتُ أن أوضّحَ هذا السيناريو لكلِّ فتاةٍ متحمّسةٍ ترى أنّه من السهلِ على المرأةِ العاملةِ أن تُوازنَ بينَ عملِها ورعايةِ بيتِها، لكي أُثبتَ أنَّ هذا يدخلُ في بابِ المستحيلات، ويُمثّلُ ضغطًا نفسيًّا هائلا على من تُعرّضُ نفسَها له، واحتمالُ الفشلِ في أدائه أضخمُ بمراحلَ من احتمالِ النجاح!!!!
· يمثّلُ زواجُ الرجلِ على امرأتِه صدمةً عنيفةً لها.. وتزدادُ هذه الصدمةُ أضعافًا هائلةً إذا كانتْ هذه المرأةُ عاملة، لأنّها حينَها تشعرُ بقدرٍ هائلٍ من الغدرِ ونكرانِ الجميل، فقد تحمّلتْ أضعافَ ما تحمّلَه زوجُها من المسئوليّة، فعمِلتْ مثلَه خارجَ البيتِ، بالإضافةِ لتحمّلِها وحدَها مسئوليّةَ البيت، وساعدتْه بمالِها في عثراتِه، مع أنَّ ذلك ليسَ مسئوليّتَها... ثمّ حينما تستقرُّ أحوالُه الماليّةُ، وتكونُ هي قد ذبلَتْ مبكّرًا نتيجةً للمجهودِ المضاعفِ الذي تتحمّلُه، تُفاجأُ به يتزوّجُ عليها!!.. يا لها من طعنة!!
لهذا أنصحكُ يا فتاتي ألا تثقي بهذا الجنسِ النمرود، وأن تتمرّدي على مخطّطاتِه الشرّيرةِ لاستغلالِك، وذلك بأن ترفضي منذُ البدايةِ أن تعملي خارجَ بيتِك فهذا ليسَ دورَك، واجلسي في بيتِك معزّزةً مكرّمة، بينما يكدُّ زوجُكِ ويشقى لينفقَ عليكِ، فإنَّ هذا سيضمنُ لكِ الآتي:
- عدمَ تحسّنِ أحوالِه المادّيّة، وبالتالي لن يستطيعَ الزواجَ عليك!
- احتفاظَكِ بنعومتِك وأنوثتِك، كما سيوفّرُ لكِ الوقتَ الكافي لتحشدي كلَّ أسلحةِ جاذبيّتِك ودلالِك للاستحواذِ على زوجِك.
- متابعةَ الأولادِ، ممّا يضمنُ جوّا أسريّا مستقرّا يجعلُ الزوجَ أكثرَ انتماءً لأسرتِه.
- عدمَ الشعورِ بالحسرةِ الشديدةِ إن حدثَ وتزوّجَ عليكِ زوجُك، فحينَها لن تخسري شيئا، فأنتِ لم تُضحّي من أجلِه بأكثرَ ممّا ضحّى هو من أجلِك!!
· أحدُ أسبابِ إقبالِ بعضِ النساءِ على العمل، هو إحساسُها بعدمِ الأمانِ من الغد، فقد يطلُّقها زوجُها أو يتزوّجُ عليها، أو يُسيءُ معاملتَها معتمدًا على قلّةِ حيلتِها وتبعيّتِها الاقتصاديّةِ له.. يا سيّدتي: لماذا لا تتأنّينَ قليلا لاختيارِ رجلٍ تثقينَ بدينِه وخُلقِه وعقلِه وثقافتِه وحبِّه من البداية، بدلا من وجعِ الدماغ؟؟!!
· المرأةُ التي تعملُ لتأمينِ مستقبلِها ضدَّ غدرِ زوجِها هي امرأةٌ غيرُ سويّة:
- فهي لديها وساوسُ قهريّةٌ معقّدة.
- وهي سوداويّةٌ لا ترى إلا الجانبَ المظلمَ منَ الحياةِ، كأنّما لا يوجدُ رجلٌ سويّ.
- وهي لا تُجيدُ التخطيطَ للمستقبلِ، فتختارُ طريقةً خَطِرةً فادحةَ الضررِ لتتلافى بها احتمالا وهميًّا.
- وهي لا تثقُ بقدرتِها على فهمِ الرجلِ وإجادةِ اختيارِه.
- وهي لا تثقُ بنفسِها ولا بقدرتِها على احتواءِ الرجلِ وترويضِه ليكونَ لها للأبد.
- وهي مادّيّةٌ، وفاؤها الأساسيُّ للنقود.
- وهي لا تمتلكُ ما يعشقُه الرجلُ في الأنثى، وهو دفءُ عاطفتِها، وتضحيتُها في سبيلِ من تحبُّ، ومخاطرتُها من أجلِه[3].
· نسبةُ المطلّقاتِ بينَ النساءِ العاملاتِ أعلى بمراحلَ عن ربّاتِ البيوت، فبخلافِ المشاكلِ الإضافيّةِ التي يُسبّبُها عملُ المرأة، فإنّ ربّةَ البيتِ تُفكّرُ ألفَ مرّةٍ قبلَ أن تطلبَ الطلاق، فهي تعرفُ أنّها ستكونُ عبئًا على أسرتِها، أو ستواجهُ الكثيرَ من المشاكلِ حتى تحصلَ على وظيفة.. ربّما يبدو هذا عيبًا، ولكنّه في نظرِ الأبناءِ مَيْزةٌ هائلة، فلا شيءَ في نظرِ الطفلِ يُبرّرُ على الإطلاق، ألا يكونَ بينَ أبويه كآلافِ الأطفالِ من زملائه، خاصّةً إذا كانَ الطلاقُ قد تمَّ في لحظةِ انفعالٍ طائشة (وما أكثرَها في حياةِ المرأة!)، كان يمكنُ تجاوزُها بسهولة.
· أدّى غسيلُ المخِّ الإعلاميُّ المستمرُّ لعقلِ المرأةِ إلى نفورِها منَ القيامِ بدورِها المنزليّ، وتطلّعِها المتلهّفِ إلى العملِ كأنّه عالمٌ سحريّ، وهاتانِ جريمتانِ بالغتانِ في حقِّها:
- فلن يُمكنَها أن تتنصّلَ من دورِها في المنزل، فبخلافِ أنّها خُلقتْ له، فإنَّ زوجَها وأطفالَها لن يتنازلوا أبدًا عن حقِّهم في أدائها لهذا الدور، لهذا فستضطرُّ لتأديتِه بتأففٍ وانزعاجٍ وكراهية، ممّا سيُشكّلُ عبئًا رهيبًا عليها.
- كما أنّها لن تجدَ العملَ المثاليَّ الذي تحلمُ به، والذي تشعرُ كلَّ يومٍ وهي ذاهبةٌ إليه كأنّها ذاهبةٌ للملاهي!!.. فبخلافِ أنّها غيرُ مهيَّأةٍ للعملِ ولم تُخلقْ له، فإنّها ستجدُه مع الزمنِ ممّلا وكئيبًا ومرهقًا ومثيرًا للمشاكلِِ، ويمكنُ لأيِّ فردٍ غيرِها أو حتى جهازِ كمبيوترٍ أعجمَ القيامُ به، كما أنَّ عائدَه المادّيَّ في الغالبِ لن يكونَ مُجزيًا، وسينتهي الأمرُ بها إلى انطفاءِ حماسِها، وتراكمِ ترابِ النمطيّةِ على حياتِها، ودخولِها في حلقةٍ مفرّغةٍ لا يمكنُ الخروجُ منها بسهولة!
· إنَّ من أهمِّ أسبابِ المشاكلِ النفسيّةِ تطلّعَ الإنسانِ إلى ما هو غيرُ مؤهّلٍ له، ونفورَه ممّا هو مخلوقٌ مُيسّرٌ له.
· الإنسانُ الذكيُّ لا يُعرّضُ نفسَه منَ البلاءِ لما لا يُطيق.
· المرأةُ الحديثةُ أكثرُ حدّةً وتحدّيًا وعنفًا، وأشدُّ غضبًا وأقلُّ رقّةً وحنانًا، لأنها افتقدتِ الرضا، ونجحَ بعضُ المرضى في إقناعِها بأنّها مظلومةٌ ومضطهدة، وأن أولى خطواتِ نيل حرّيّتِها، هي أن تزجَّ بنفسِها لمهنةٍ إضافيّةٍ، وعليها دائمًا ألا تستسلمَ لرجلِها مهما كانت تحبُّه، وألا تعيشَ في سكينةٍ معه لأنها استكانةٌ وضعف.. وإذا استثنينا التعاسةَ التي يعيشُ فيها الرجلُ والمرأة في مثل هذه الحالات، فإنَّ الذي يدفعُ الثمنَ الأفدحَ بكلِّ المقاييسِ هم الأبناء!
· العملُ وتحقيقُ ذاتِ المرأةِ والأمومة[4]:
أثبتتِ الدراساتُ أنّ العديدَ من السيّداتِ الأمريكيّاتِ الطموحاتِ مقتنعاتٌ بإمكانيّةِ تأخيرِ سنِّ الحملِ إلى الأربعين، لتحقيقِ طموحاتهنَّ في العملِ!!.. ويقولُ العلماءُ إنّه كلّما تقدّم العمرُ تعذّرَ علاجُ العقم، وتعذّرتِ مساعدةُ المرأةِ على الإنجاب، كما في حالةِ انسدادِ أنابيبِ المبيض.. وتصلُ نسبةُ الحملِ للسيّداتِ اللاتي يبلغُ عمرُهنَّ الأربعينَ إلى 10% فحسب، حيثُ يصبحُ نصفُ البويضاتِ في هذه السنِّ غيرَ طبيعيٍّ من ناحيةِ الكروموزومات، ويتضاعفُ عددُ البويضاتِ غيرِ الطبيعيّةِ إلى 90% عندَ سنِّ 42 عاما!
وأجريت دراسةٌ على 1647 سيّدةً من السيداتِ الناجحاتِ في عملهنّ، من بينهنَّ 1168 امرأةً تحصلُ على دخلٍ يزيدُ بمقدارِ 10% مقارنةً بالسيّداتِ في نفسِ أعمارِهنّ، أو سيّداتٍ حاصلاتٍ على درجاتٍ علميّةٍ في مجالي الطبِّ والقانون.. وكانتِ النتيجةُ أنَّ 42% من السيّداتِ الناجحاتِ في الشركاتِ الأمريكيّةِ ما زلنَ بدونِ أطفالٍ بعدَ سنِّ الأربعين، وارتفعت هذه النسبةُ إلى 49% بينَ النساءِ اللاتي تحصلنَ على 100 ألف دولار أو أكثر.
وقد أوضحَ آخرُ تعدادٍ للسّكانِ في (أمريكا) أنّ حالاتِ العقمِ في تضاعفٍ مستمرّ في السنواتِ العشرينَ الأخيرة، فثمَّ امرأةٌ بينَ كلِّ خمسِ سيّداتٍ تتراوحُ أعمارُهنَّ بينَ الأربعينَ والخمسينَ بدونِ أطفال!!!
[1] تفشلُ في توفيرِ مثلِ هذا المُناخِ كثيرٌ من ربّاتِ البيوتِ المتفرّغاتِ أساسًا ـ نتيجةً للجهلِ بخصائصِ وطباعِ الرجال، ونقصِ الثقافةِ بوجهٍ عامّ.. كما أنَّ المرأةَ المصريّةَ تضعُ كلَّ أسلحتِها بعدَ الزواج، باعتبارِ أنّها قد كسبتِ الحربَ بحصولِها على الرجل، فتهملُ من زينتِها، وتتركُ نفسَها للسمنةِ والترهّل، وتتلاشى رقّتُها، ويقلُّ حنانُها واحتواؤها لزوجِها، ممّا يعملُ على إصابةِ علاقتِهما بالفتورِ والرتابة.. إنَّ المحافظةَ على الزوجِ هي حربٌ أبديّةٌ لا تتوقّفُ أبدًا، وتحتاجُ لتفرّغٍ ووعي، وللكثيرِ من أسلحةِ الأنثى الفتّاكة، بخلافِ "اربطيه بالعيال" و"غربلي جيوبه"!!
[2] من يقرأْ بريدَ الجمعةِ الذي يكتبُه (عبد الوهاب مطاوع) في جريدةِ الأهرام، فسيجدُ أنَّ غالبيّةَ المشاكلِ التي تُرسلُ إليهِ هيَ إحدى هاتينِ المشكلتين:
· زوجةٌ هجرها زوجُها ليتزوّجَ فتاةً في عمرِ بناتِه ـ طبعًا هي زميلتُه في العمل!!
· أو زوجٌ خانته زوجتُه مع أحدِ زملائها في العمل، أو ـ على أحسنِ الفروض ـ طلبتِ الطلاقَ فجأةً بسببِ قصّةِ حبٍّ ملتهبةٍ مع مثلِ هذا الزميل، بل إنَّ ذلك قد يكونُ أحيانًا بعدَ تخطّيها لسنِّ الأربعينَ وزواجِ أبنائها، بحيثُ يمثّلُ الوضعُ إحراجًا اجتماعيًّا بالغًا لهم!!
[3] من المشاكلِ الشائعةِ التي تُرسلُ لبريدِ الجمعةِ أيضًا هاتانِ المشكلتان:
· زوجةٌ تطلبُ الطلاقَ لتتزوّجَ من رجلٍ غنيّ، بغضِ النظرِ عن حبِّ زوجِها لها، ومصلحةِ أولادِهما ومشاعرِهم.
· زوجةٌ تطلبُ الطلاقَ أو تجرجرُ زوجَها في المحاكم، لأنّه رفضَ أن يكتبَ باسمِها شقّتَه ونقودَه التي شقيَ في جمعِها بعدَ سنواتٍ من الغربة.. وبالطبعِ لا يثقُ الزوجُ بامرأةٍ مادّيّةٍ جشعةٍ كهذه، ولكنَّ المشكلةَ الرئيسيّةَ تكمنُ في خوفِه على أولادِه من مغبّةِ الطلاقِ والتشرّدِ بينَ أبوينِ منفصلين، الأمرُ الذي لا يعني أمَّهم في كثيرٍ أو قليل!!
[4] مجلة "العلوم والشباب"، الصادرة عن جامعة القاهرة، العدد العاشر، نوفمبر 2002، من مقالٍ بعنوان "الحملُ وتقدّم السنّ" نقلا عن مجلّة "تايم" مايو 2002.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق