716
كيف انحرف العالم ؟
متناقضات الحرّيّة:
الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية
2 أوهام الديمقراطيّة
5 التسلّطُ الأمريكيّ
2 الإمبراطورية تعلو فوق المملكة!!
حامد بن عبد الله العلي
يقول الدكتور (جان زيغلر) في كتابه القيم "سادة العالم الجدد":
"منذ قبل العام 2000م، أطلق مارك أوريل هذا التحذير: "الإمبراطورية تعلو فوق المملكة"، أي فوق كل السلطات الأخرى.. ولقد طبق هذا الدرس من قبل الأباطرة الرومان ضد العديد من الشعوب في الغرب وفي الشرق.
والأوليغارشيات الغربية تتصف بالطريقة نفسها، فإمبراطوريتهم تتقدم وتعلو جميع القوى الأخرى.. إن النظام الإمبريالي يدمر بالضرورة جميع الدول الوطنية وكل سيادة يمكن أن تقاومه".
وقال: "من بين جميع الأوليغارشيات التي تشكل مجتمعة كارتل سادة العالم، اعتبر أولغارشيه أمريكا الشمالية الأكثر قوة والأكثر نشاطا، والأكثر ابتكارا.. وقبل عام 1991م، كانت قد ضمنت إخضاع الدولة، وتحويلها إلى مساعد ثمين وفعال لخدمة مصالحها الخاصة.. ولا يمكن اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية في ضوء ما تقدم دولة أمّة.. إنها إمبراطورية تضع قواتها المسلحة بأنواعها البرية والبحرية والجوية والفضائية، وكذلك أجهزة التنصت الدولية، وأجهزة التجسس الهائلة والاستخبارات، في خدمة هدف ضمان التوسع الدائم للنظام الأوليغارشي في العالم.
ومن دون هذه الإمبراطورية والقوة الضاربة العسكرية وقوات الشرطة، لا يمكن لكارتل السادة العالميين أن يضمنوا بقاءهم"
إن أركان أولغارشية الإمبراطورية الأمريكية ستة أركان:
1- الإرهابي: هو الشخص ـ أو المؤسسة أو الدولة ـ الذي نصفه بأنه إرهابي!
2- حقوق الإنسان: هي الحقوق التي يملكها من نحدد أنه إنسان!
3- العالم سوق واحدة، نحن نشرّع قوانينه، ونهيمن فيه على ما تحت الأرض إلى المركز، وما فوقها إلى نهاية الغلاف الجوي، ونشارك الناس فيما سوى ذلك!
4- الحرية: وصف ينطبق على كل إنسان أو شعب يخضع للمواد الثلاث السابقة!
5- لنا حق شن الحروب وقتل المدنيين والأبرياء، واستعمال جميع أنواع الأسلحة، لضمان بقاء حقنا في المواد الأربع السابقة، من أجل تحقيق الأمن والسلام العالميين!!
6- على جميع الشعوب تنفيذ ما ورد أعلاه، اتباعا للديمقراطية والحرية واقتصاد السَوْق!.. للعبيد!!
وهذا النظام الأوليغارشي الأمريكي الإمبراطوري الجديد، يجبر العالم كله اليوم، على أن ينشغل بما أسماه حرب الإرهاب، وهي حرب لاستعباده ريثما ينتهي من فرض المواد الستة السابقة، كما تلقى العظمة للكلب يلهو بها فرحا يحرك ذيله، ريثما ينتهي سيده من عمله في وضع الطوق في عنقه!
وربما كانت هذه أول مرة في التاريخ يقاتل فيها الرقيق ليحصلوا على عبوديتهم!!
وللتدليل على أننا لم نفتر عليهم، ننقل نصوصا من كلام المؤلف في المصدر السابق:
"ولقد أثمر التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي فرضته الإمبراطورية على ما يربو عن ستين دولة ثمرات ضخمة.. وعلى سبيل المثال، طلبت الإمبراطورية وحصلت على خدمات استخبارية من هذه الدول التي قدمت لها جميع ما لديها من معلومات، بما في ذلك مصادر معلوماتها.
يضاف إلى ما سبق، أن الحرب العالمية على الإرهاب استخدمت ذريعة للقيام بجرائم في منتهى الوحشية.. ففي تركيا أحرق الجنرالات عشرات القرى الكردية.. وفي فلسطين تنفذ حكومة شارون إرهاب الدولة لقتل المقاومين العرب وفرض العقوبات الجماعية على المدنيين.. وفي الشيشان يقتل الجيش الروسي، ويعذب ويضطهد ويغتصب وينهب سكان الجمهورية الصغيرة، دون خشية من عقاب"
"غير أن هدف أمريكا في حقيقة الأمر ليس تقليص الإرهاب.. وهذا أمر مستحيل لأن الإرهاب موجود وسيبقى دائما في بعض مناطق العالم.. ولنتذكر الإرهاب الروسي والكورسكي والباسكي والإيرلندي وحتى الأمريكي (إذ إن هجمات الإنتراكس فاعلوها أمريكيون).. من غير أن ننسى خمسين مصدرا للإرهاب منتشرة في بقية أنحاء العالم.. إن هدف الولايات المتحدة الأمريكية الواضح جدا هو استخدام الإرهاب بعد الآن كحجة لا يمكن تجنبها أخلاقيا وسياسيا، من أجل تنظيم العالم كما يحلو لها!!.. إنها تستخدمها من اجل التحلل من أحكام المعاهدات التي لا ترضيها، ومن أجل إزاحة منافسين تجاريين من طريقها"
"أما الضحايا، فإنهم يهلكون في المجهول والكتمان، كما هي في حال أولئك الألوف من الرجال والنساء والأطفال في مدن وقرى أفغانستان الذين سحقتهم القنابل الأمريكية ما بين 7 أكتوبر، و31 ديسمبر 2001م.
في مدنية خوست قتل 150 من المسلحين أثناء قيامهم بالصلاة في المسجد، أو دفنوا أحياء تحت قصف القنابل الأمريكية في بداية أكتوبر 2001م، وفي غارتين للطيران الحربي الأمريكي، قصفت المخازن المركزية للصليب الأحمر في كابل، على الرغم من أنها تحمل علامة الصليب الأحمر، ونتج من ذلك إتلاف 12 مليون وجبة غذائية.
ويقول مسئول الصليب الأحمر: إن هذه الغارات كانت متعمدة وإن الغرض منها كان حرمان السكان من الغذاء لحملهم على الثورة ضد حكومة طالبان.
وواقع أن 25 بالمائة من تمويل منظمة الصليب الأحمر يأتي من الحكومة الأمريكية، جعل هذه المنظمة تحجم عن تقديم احتجاج أكثر قوة!!"
ويبدو أن المؤلف أصدر الكتاب قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، وإلا لكان نسى ما وقع في أفغانستان، من هول ما حدث في العراق!!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق