656
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
رابعا - عمل المرأة
3 أكاذيب حول عمل المرأة:
· راقبي جيّدا الأساليبَ العاطفيّةَ والأكاذيبَ التي يستخدمونَها معك ليثيروا كراهيتَكِ نحوَ المنزل.. إنّهم مثلا يقولون:
- ربّةُ البيتِ محبوسةٌ في البيت:
وكأنّهم لا يعلمونَ أنّها تخرجُ للنزهاتِ والزياراتِ العائليّةِ وقضاءِ شئونِ أولادِها!
- ربّةُ البيتِ مسكينة، غارقةٌ طوالَ اليومِ وسطَ الدهونِ والصابون:
وكأنّهم لا يعلمونَ أنّ المرأةَ العاملةَ غارقةٌ طوالَ اليومِ وسطَ الأوراقِ والإمضاءاتِ والتوقيعاتِ وكآبةِ حجرةِ العملِ وضجّةِ الموظّفينَ ومشاكلِ المتعاملينَ معها، وقرفِ المواصلاتِ.. هذا بخلافِ أنّها تعودُ للبيتِ لتغرَقَ في الدهونِ والصابونِ هي الأخرى!!!!!
- ربّةُ البيتِ كالبقرةِ، تأكلُ وتلد:
وكأنّهم لا يعلمونَ أنّها تقومُ بدورِ المربّيةِ لأولادِها، والمدرّسةِ التي تذاكرُ لهم، والممرّضةِ التي تسهرُ على رعايةِ من يمرضُ منهم، والمدبّرةِ لشئونِ المنزل، والمستشارةِ لزوجِها، ..... إلخ.. ثمّ إذا كانوا مصرّين أنّ ربّةَ البيتِ كالبقرةِ التي تأكلُ لتلد، فأنا أصرُّ على أنّ المرأةَ العاملةَ كالبقرةِ التي تعملُ في الحقل!!!!.. إنّها مجرّد لعبٌ لفظيّةٍ يسهلُ تلفيقُها!!!!!
- المرأة التي تمكث في المنزل معدومة الشخصيّة:
وكأنّهم لم يعلموا أنّ الله عزّ وجلّ قال لنساء الرسول في كتابه الكريم: "وقَرْنَ في بُيوتِكنّ ولا تبرّجْنَ تبرّجَ الجاهليّة الأولى".. إنّ هذه الآية تأمر أمّهات المؤمنين بالقرار والوقار في بيوتهّن، فهل كان ذلك يعني أنّهنّ معدومات الشخصيّة؟.. إنّ ذكرهنّ سيظلّ خالدا إلى يوم القيامة، وسيبقين قدوة لمليارات النساء إلى يوم الدين.. هذا بخلاف الأحاديث التي نقلنها عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. لو كان هذا هو انعدام الشخصيّة، إذن فهو ميزةٌ يجب التنافس للوصول إليها!!
- المرأةُ ليست مجرّدَ كائنٍ بيولوجيّ:
هذا صحيح.. حتّى لو مكثت في المنزل!
إنّ دورَ المرأةِ البيولوجيّ ينحصرُ في الجماعِ والحملِ والولادةِ والرضاعة، أمّا دورُها الاجتماعيُّ فيتمثّلُ في تربيةِ أولادها واحتواءِ أبنائها، وإدارةِ منزلها.. إنّ من يقولُ بأنّ ربّةَ البيتِ مجرّدُ كائنٍ بيولوجيّ، هو مجرّدُ جاهلٍ أو قاصرِ نظرٍ أو حاقدٍ!!!
وعلى العموم، إنّ مجرّدَ كونِ المرأةِ كائنا بيولوجيّا هو شرفٌ وفخرٌ لها، ويكفيها للتميّز على الرجل، فهذه الوظيفةُ تجعلها أساسَ الحياة، وهو ما يجعلُ الذكرَ يستميتُ في الدفاعِ عن الأنثى في كلّ المخلوقات، لأنّ حياتَها أهمُّ من حياتِه لحفظِ النوع.
- لو نظرنا إلى العصافيرِ لوجدنا الذكر والأنثى يبنيانِ العشَّ معا، ويرقدانِ على البيضِ بالتناوب، ويُحضرانِ الطعامَ لصغارِهما معا:
وكأنّهم لا يعلمونَ أنّ العصافيرَ تهجرُ آباءها بعد بضعةِ شهور، دونَ أن يُضطرّ الآباءُ إلى إلحاقها بالتعليمِ وتوفير النقودِ اللازمةِ لمأكلها وملبسها وصحّتها ولعبها وتعليمها لمدّةٍ تزيدُ على 20 عاما، ودونَ أن يقلقَ الآباءُ على نوعيّةِ الزملاءِ والأصدقاءِ الذينَ يقترنُ بها أبناؤهم، وما يمكنُ أن يصيبَ الأبناءَ من انحرافٍ أخلاقيٍّ أو إجراميٍّ أو حتّى تدهورٍ دراسيّ!!!.. هذا بخلافِ أنّ العصفورةَ في حلٍّ من الطبخِ والكنسِ والمسحِ والغسيلِ والكيّ!!.. إنّني أجزمُ أنّ العصافيرَ لو كانت تعاني ما نعانيه في هذا المجتمعِ المريض، لما تركتِ العصفورةُ صغارَها لحظة!!
- حتّى لو أرادتِ المرأةُ أن تمكثَ في المنزل، فإنّ هذا لا يُعفيها من أداءِ دورِها تجاهِ المجتمعِ والمشاركةِ في تقدّمِه ورخائه:
وكأنّهم لا يعلمونَ أنّ خروجَ المرأةِ للعملِ هو السببُ الرئيسيُّ لبطالةِ الرجالِ وعنوسةِ النساءِ، وانحرافِ الأبناءِ وانتشارِ الجريمةِ، وتفّكّكِ الأسرِ وشيوعِ الطلاقِ، وتكدّسِ القطاعِ العامِّ وهبوطِ كفاءته، وازدحامِ المواصلاتِ... لقد انهارَ البلدُ تماما وما زالوا يُردّدونَ نفسَ الشعاراتِ كالببغاواتِ البلهاء!!.. حسبي الله ونعم الوكيل!
- تعطيلُ نصفِ المجتمعِ عن العملِ يجعلُه عالةً على الاقتصادِ ويهبطُ بكفاءته:
موافق.. هذا هو ما حدثَ عندما خرجتِ النساءُ للعملِ فتعطّل الرجالُ عن دورِهم الأساسيّ!!!!!
انظري حولك.. كم أمّا عاملةً ولديها ولدٌ أو أكثر بدونِ عمل؟؟!!!!
ثمّ إنّ القولَ بأنّ وجودَ المرأةِ في المنزلِ تعطيلٌ للاقتصادِ هو قولٌ ينمّ عن الجهلِ الشديد، فحتّى في المصانع والشركاتِ والمؤسّساتِ يتمّ توزيعُ الأدوار.. هل يستطيعُ أحدٌ أن يقولَ إنّ الحارسَ والسكرتير وموظفي العلاقات العامة لا دورَ لهم في الاقتصاد، لأنّهم لا ينتجونَ السلعَ كالعمّال؟؟؟!!!!.. فلماذا تتقبّل عقولهم توزيع الأدوار في المؤسسات، وترفضه في الأسرة وهي أعظم المؤسسات؟!!
هذا بخلافِ النكتة الظريفة، التي تنشأ عندما تجدُ امرأةً تخرجُ من بيتِها لتعملَ مدرّسةً لتربّي أبناءَ الناس، في حينِ أنّ أبناءها هي في الحضانة تقومُ امرأةٌ أخرى بتربيتِهم، أو في الدروسِ الخصوصيّة لدى مدرّسينَ آخرين!!!!
- المرأةُ مواطنةٌ لها حقوقُ المواطنة وعليها واجباتُها.. ولن يتحقق ذلك إلا إذا كانت مستقلّة تمامَ الاستقلال، اقتصاديّا واجتماعيّا:
المرأةُ مسلمةٌ ـ أو مسيحيّة ـ قبلَ أن تكونَ مواطنة، وهذا أولى بالاعتبار!!
هذا بخلافِ أنّ هذا الاستقلالَ المزعومَ هو وهمٌ من أوهامِ الدنيا، وهو لا يتحقّق حتّى للرجال.. إنّنا دائمًا مكبّلونَ بالمسئوليّات.. أمامَ الله، والقانون، والمجتمع.. مسئولونَ أمامَ أهلنا ومدرسينا في طفولتِنا، ومسئولونَ أمامَ رؤسائنا في العمل، ومسئولونَ عن أبنائنا وأزواجنا فيما بعد.. إنّ كلّ هذه المسئوليّات تحدّ من قدرتِنا على الاختيار، ولا يمكنُ لنا أبدا التنصّلَ منها، ناهيكَ عن أنّنا أساسا نسعى إليها بإرادتِنا!!
ولا أدري أيّ حرّيّةٍ تلك التي ستتحقّقُ للمرأةِ عندما تعمل (لتدخلَ تحتَ سيطرةِ رؤسائها!!!)، أو عندما تتمرّدُ على زوجِها (لتحصلَ على حرّيّتها بالطلاق!!!)
- ربّةُ البيتِ مظلومة:
وكأنّهم لا يعلمونَ أنّها سعيدةٌ بذلك.. كيفَ يكونُ الإنسانُ مظلومًا دونَ أن يدري؟؟!!!!!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق