644
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثالثا - التعليم
3 الخطأ في النظريّة قبل أن يكون في التطبيق
11 التعليم.. وكشف عورات النساء!
حتّى زمن قريب، كانت هناك قابلات (دايات) تقوم بتوليد النساء دون أن يضطررن للانكشاف على الأطباء الرجال.
ولكنّ المدهش أنّه بعد تعليم النساء، انقرضت الدايات (ما عدا في صعيد مصر)، واكتسح الرجال طبّ النساء والتوليد!
وبكلّ مرارة أقولها: صارت عورات نسائنا تنكشف على الرجال الغرباء!
(ما عدا جيل جداتنا، لا توجد امرأة في مدينتي لم تنكشف على طبيب أمراض نساء!!)
ويتساءل المرء في تعجّب: ولماذا إذن كنّا نعلّم كلّ هذه الفتيات؟.. لماذا أهدرنا أعمارهنّ ونقود آبائهنّ، حتّى لا نجدهن في النهاية في المهن التي نريدها لحفظ احتشام نسائنا؟!!
قد يتعجب السعوديون من كلامي.. وربّما يقولون: ليس عندنا شيء من هذا في السعوديّة، فهناك الكثير من الطبيبات، ونساؤنا لا ينكشفن على الرجال.
ولكنّ الذي لا تنتبهون إليه، هو أنّ معظم هذه الطبيبات مستوردات.. على حساب مجتمعاتنا نحن!
منذ سنوات عديدة لم تتخصص في طب النساء والتوليد في مدينتي الصغيرة سوى فتاة واحدة!.. وهي الآن في الخليج!!!!!!!!!!!
وعدد النساء في هذا التخصص في مصر نادر، رغم أنّ فتياتنا خرجن للتعليم منذ سبعين عاما!
فهذه مهنة شاقّة، يتمّ استدعاء المرأة فيها في أيّ وقت من النهار أو الليل.. وتحتاج لقلب قويّ يحتمل الدماء والصرخات والمعاناة.. ويتحمّل أيّ مفاجآت!
وكلّ هذا يجعل النساء تفضّل الهروب لطبّ الأطفال أو أيّ تخصص آخر (غير الجراحة!)
طيب.. لماذا إذن كانت قديما تتوافر الدايات، والآن تشح الطبيبات؟
هذه واحدة من تجليات نظام التعليم العبقريّ الذي نتكلّم عنه!
تعالوا نأخذها من وجهة نظر الإحصاء:
احتمال وجود داية:
هو احتمال وجود امرأة جريئة، تدفعها الحاجة للنقود إلى العمل بمهنة تتطلب خروجها من بيتها ليلا أو نهارا.. وهي تتعلم على يد داية أخرى ومن الخبرات المتداولة ومن الممارسة، وهو لا يتطلب وقتا طويلا.
احتمال وجود وجود طبيبة أمراض نساء وتوليد:
هو احتمال التحاق فتاة بالتعليم، ودخولها المرحلة الثانويّة، وإحراز مجموع كبير يًسعف لها دخول كلّية الطبّ، ومن ثمّ يجب أن تكون جريئة، ولديها استعداد لاستهلاك نفسها في هذه المهنة الشاقة بعد 17 سنة تعليم إلزامي وسنة امتياز وثلاثة ماجستير (هي التي تتخصص فيها!!).. ولا يوجد أيّ دافع ماديّ هنا.. فباقي التخصصات تحقق نفس العائد بمجهود أقل!!!.. فبالله عليكم: لماذا تزجّ فتاة بنفسها في هذه المفرمة (حاولت جاهدا إقناع ابنة خالتي بالتخصص في هذه المهنة.. ولكنّها كانت بليغة جدّا وأقنعتني أنّ هذا جنون!!)
واضح جدّا أنّه لا يوجد أيّ وجه مقارنة بين هذين الاحتمالين!
وكما نرى: بعد إهدار 22 عاما من عمر فتياتنا في التعليم الطبّيّ الإلزاميّ، نعجز عن توفير الاحتشام لنسائنا!!!!
ألم أقل لكم إنّ هذه من أبدع تجليات هذه اللعنة التعليميّة!
عموما: بدا أنّ الحكومة المصريّة فهمت أخيرا أنّ هناك خللا.. فنسبة الوفيات بين النساء أثناء الولادة مرتفعة في الصعيد.. لأنّ رجال الصعيد على استعداد لذبح نسائهنّ عن أن ينكشفن على رجل!.. ولهذا ما زالت الداية تقوم بعملها هناك.. بدون أيّ وعي طبّيّ في عصر زادت فيه مصادر التلوث.. فقررت وزارة الصحة منذ عدة أعوام تدريب الممرضات والدايات للقيام بالتوليد.. ولم يكن مثل هذا التفكير يحتاج للصبر 50 عاما للوصول إليه.. فما أسهل تدريب بعض النساء في عدّة أشهر على الإجراءات الصحيحة في التعقيم والتوليد.. مع توجيهات باستدعاء الطبيب لو تعسرت الولادة أو حدث أيّ نزيف.
وما زلت أتمنّى أن يتمّ تعميم هذا النظام على الجمهوريّة كلها.. حتّى لا أضطر للزواج من الصعيد (وأنا معجب فعلا بالكثير من عاداته.. على عكس العلمانيين الذين يحكمون بلدي، والذين يوجهون نحوه الآن حملة غسيل مخّ ثلاثيّة الأبعاد: حتميّة التعليم الإلزامي + عمل المرأة + تنظيم الأسرة.. وهناك زيارات متتالية من جهات أمريكيّة مشبوهة تدّعي الاهتمام بتنمية هذه المنطقة!)
أعتقد أنّني بهذا قد رددت تماما على كلّ من تسألني: وإذا لم تتعلّم المرأة وإذا لم تعمل (تقصد عملا مؤسسيا).. فهل ترضى أنتَ أن تنكشف امرأتك على طبيب؟؟!!!!
يا عزيزتي: لا توجد من قريباتي امرأة واحدة لم تنكشف على طبيب.. ولا حول ولا قوّة إلا بالله!
فبأيّ مبرّر إذن أقبل بعمل المرأة؟
***
هذا، وهناك صورة أخرى أكثر شيوعا لكشف التعليم لعورات النساء..
تلك هي المراهقة الناجمة عن ارتفاع سن ّالزواج (بسبب سنوات التعليم وبسبب ما يؤدّي إليه من تزايد الخريجين وبالتالي تزايد البطالة والعنوسة)..
فإذا أضفنا لهذا جوّا من الزمالة المبنية على العمر الواحد (يعني بلا خبرات)، وتأثير الطائشات والمراهقات على الباقيات.. خصوصا في ظلّ الأفلام والمسلسلات والجوالات والشاتات... إلخ.
فإنّ كلّ هذا يبرّر لنا سبب انتشار الحبّ المراهق، ونظر كلّ فتاة لجسدها كوسيلة مثلى للتنافس، وما يؤدّي إليه ذلك من أزياء فاضحة: سواء كانت في صورة الموضة الغربية عندنا، أو حتّى في صورة العباءة المخصرة وتكحيل العيون في الخليج!!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق